من بين أروع اللحظات التي عشتها شخصياً في تسعنيات القرن الماضي (كمشاهد فقط) بالريف الشرقي منطقة اڭزناية
عملية "الدرس" التقليدية التي تعتمد على إثنين إلى أربع أو خمس دواب في بعض الأحيان يقودهم شخص متمكن من هذه الحرفة وأشخاص آخرون متعاونون معه في جنبات "الحلبة" أي الميدان الذي يدور عليه البغال والسائق ، ومن تحت أقدامهم المحصول الزراعي سواء قمح أو شعير ... إلخ الذي يصير جاهزاً بعد مدة زمنية معينة من الدوران الذي يصاحبه صوت القائد حيث يطلق أشعاراً غريبة يحفز فيها الحيوانات تارة ، ويقوم بشحطها (ضربها) "بالمسيوطة" تارة آخرى .. يستمر هذا الحال الركض بسرعة كبيرة إلى أن يتفرق القمح أو الشعير عن التبن فيصبح هذا الأخير خفيفاً فارغاً من السنابل فيتوقف الجميع للإستراحة قبل أن يٌستأنف العمل مرة آخرى بما يسمى "آزوزا".
هذا كله قبل أن تظهر الآلات الميكانيكية المتطورة والعصرية التي تنوب عن الحيوانات ويصبح "الدراس" أسهل وأسرع في وقتنا الحالي بالمقارنة مع أزمنة غابرة.
الڨيديو: