نجيم السبع (بتصرف)
تلك القرية الوديعة المنسية الى الأزل بين جبال الريف ..حيث اضطر خيرة شبابها الى التمرد على الفقر و الحرمان و الجهل سواء بالهجرة الى أوروبا أو الإنخراط في صفوف الجيش و غيرها من مؤسسات الدولة.
تلك القرية الوديعة المنسية الى الأزل بين جبال الريف ..حيث اضطر خيرة شبابها الى التمرد على الفقر و الحرمان و الجهل سواء بالهجرة الى أوروبا أو الإنخراط في صفوف الجيش و غيرها من مؤسسات الدولة.
منهم من يسوقه الحنين الى الأرض و الأهل فيصلهم من حين لآخر.. و تعاقبت السنين على بوزيكي و أهله حتى جاء للحياة جيل لا يعرف عن بوزيكي سوى ما تحكيه الأم او الأب عن تلك القرية الصغيرة التي أنجبت فقهاء و أطباء و ضباط و مقاولون و أطر عليا مقابل كل هذا ما تزال قريتنا تأن تحت غبار النسيان و الحرمان من أبسط مقومات العيش ، لا نملك لها سوى الحب العميق و العشق الأبدي.
سميت القرية بهذا الإسم نسبة إلى أحمد بوزيش الذي رحل إلى بوزيكي منذ أكثرمن ستة قرون مضت ، إسمه العلم هو أحمد ، وبوزيش هو لقبه ، لقب ببوزيش حيث كان يستيقظ باكراً ، وقد نسب إسم مدشرنا بوزيشي إلى لقبه بوزيش ، فمع المدة أصبح بوزيشي تُكتب بوزيكي لم يعد مدشراً مستقلاً عن مدشر تيزي بودريس حتى بعد فترة الإستعمار الفرنسي . وأكبر عدد الأسماء الحاصلين على صفة مقاوم على الصعيد الإقليمي هم عائلة موناش.
في الصورة الخطوط العفوية بين دوار بوزيكي ومزارع الحاج اعلي موناش التي تدعى "تافرنت" من أصول دوار "تامجونت" التي ألحقت بدوار بوزيكي بواسطت البيوع من طرف موناش وزوجها محمد بن عمر وإبنهما الحاج اعلي ، ( شعارها العسل ).
بوزيكي بدءً من "اضهار امضران (جبل القبور)" الى مسجد "الشهيدين" مروراً ب"ثارة ن توراث (العين)" وصولاً إلى "اضهار ن ثامجا (جبل الناي)" كلها بالإضافة إلى أمكنة آخرى تشكل دوار بوزيكي حيث يرتكز الإقتصاد المحلي على الفلاحة بالأساس وتخضع مردوديتها للتقلبات الجوية حيث تنعدم التجهيزات الهيدروفلاحية ، كما تنتشر المغروسات وتبقى أشجار الزيتون واللوز أهم منتجات المنطقة.
من بين المشاكل التي تؤرق بال "البوزيكيين" سواء القاطنين هناك أو المغتربين على لسان السيد ادريس موناش عدم التعريف بمشاكل المنطقة ، إن الجهل وعدم الوعي هما من بين الأسباب الرئيسية اللذان ظلا جاثمان في طريق تقدم المنطقة ، يقول بعض المثل المغربي (( الدنيا كروسة ، سايكها جربوع )) مثلاً أن أهل بوزيكي قاموا بمجهود جبار في جمع الأموال لبناء المسجد ، ويزعمون أن لديهم الفائض في الرصيد ، لكننا نرى مبالغة التبذير في هذا المال العام في أشياء نحن في غنى عنها وبدون أي مراقبة ولا محاسبة ، وعندما يحتاجون إلى مبلغ بسيط لصيانة بعض المرافق أو اقتناء بعض الأثاث اللازمة للمسجد ، يكون القمع والرفض من طرف المسيرين الذين اختاروا لأنفسهم هذه المسؤولية ، فيضطر المحسنسن لجمع ثمن المنبر على الفقراء والمساكين.
من بين الحلول المقترحة (من طرف الأستاذ لعزيز موساوي) للحد من العشوائية في العمل خلق جمعية قانونية يسيرها مكتب منتخب يمارس عمله بمسؤولية لها حساب بنكي تتم عبره كل العمليات المحاسباتية و يقدم تقريراً أدبيا و مالياً بشكل دوري يتوصل كل أعضاء الجمعية بنسخة منه لأن المسجد فعلاً مرفق حيوي و ذو رمزية قوية لدى الجميع لكن صيانته و الإعتناء به ضمان لجودة خدماته و تحديه لعوامل الزمن و لا يمكن ان تتحقق هذه الصيانة الا من طرف من هم في علاقة يومية بالمسجد.
الخطوة الأساسية هي تأسيس الإطار القانوني الذي سيتولى تدبير الملف أفضل السبل التي تشجعها الدولة و تفضل التعامل معها هي الجمعيات ، تكوين خلية عمل لإعداد القانون الأساسي للجمعية و تحديد تاريخ للجمع العام التأسيسي لها للحصول على وصل الإيداع و بالتالي فتح حساب بنكي لتجميع المساهمات.
هذه إحدى الصفحات للكتاب الذي صدر مؤخراً بعنوان " جيش التحرير بين خياري المقاومة والمساومة " يحمل بعض الصور وبعض الأسماء للمقاومين من مواليد بوزيكي وهم : موناش احمد بن محمد بن حمو - موناش الروخو محمد بن حمو - موناش مزيان نعكشات - عاشور تفريوشت - اسليمان بوعياد ... إلخ
*الشهيد السيد الموساوي لمقدم بلحاج البوزيكي شهيد كدية الشوك "إبقرياً" يوم ثاني أكتوبر سنة 1955 المدفون بمقبرة الشهداء بأجدير أكزناية مع الشهيد عباس لمساعدي.
*موناش أمحند بن محمد بن حموا البوزيكي إبن عم الشهيد لمقدم بلحاج البوزيكي ، والذي خاض الحرب العالمية الثانية في صفوف الجيش الفرنسي ، ثم غادر الخدمة العسكرية الفرنسية مغادرة طوعية ، بعد قضائه أزيد من عشر سنوات ، وفيها سنتين سجناً في سجون ألمانيا ثم نجح بعدها في الفرار منه ، وكسب خبرةً عسكرية ، وكان يتقن كلاً من اللغتين الفرنسية والألمانية ، وكانت لديه رتبة ملازم الأول ،لقد اختاره الزعيم عباس لمساعدي عضواً هاماً بجيش التحرير بمركز أسويل وأدى خدمته بنجاح إلى أن توفي بمستشفى ابن سناء بالرباط 30 يوليوز سنة 1986 ودفن بمقبرة شالة بالرباط.
*محمد الحاتمي موناش نموذج للرجل العصامي الذي كد وجد و بلغ مراتب محترمة من العمل الأكاديمي و السياسي، رأت عيناه النور لأول مرة في دوار بوزيكي قبل أن يختفي في ظروف غامضة قرابة 40 عاماً ويعود بعد ذلك لأهله وهو متقلد لمناصب عليا ، نذكر الجيل الصاعد بهذا الرجل الذي انطلق من الفقر و الحرمان ليجلس الند للند مع أسماء وازنة في الحياة السياسية و العلمية منها : الأستاذ لحسن الداودي ، الأستاذ جلال السعيد الرجل الحديدي ، ادريس البصري ، الطيب الشكيلي وزير تعليم سابق حيث شغل للمرحوم (الحاتمي) مديرا لديوانه ، امحند لعنصر و غيرهم ...
كان رئيسا لجماعة أجدير وبرلماني المنطقة إلى أن وافته المنية في العشرية الماضية.
تنويه : ربما قد نسينا بعض الأسماء لكن هذا لا يعني أننا أسقطناها من ذاكرة بوزيكي والريف عموماً ، إكتفينا ببعض الأشخاص الذين تركوا بصمة واضحة ونتمنى أن نكون قد أعدنا لهم بعضاً من الإعتبار.
المصادر والمراجع :
- مجموعة "مواليد بوزيكي" على الفيس بوك
- صفحة "عائلة الحاج اعلي موناش" على الفيس بوك
- السيد ادريس موناش
- السيد لعزيز موساوي