بقلم : آمال نبورد
ملي كنكلس حدا ولادي ؤ هما ناعسين كنلعب ليهم فشعرهم ألي رطب من لحرير هاد الكلسة كترجعني كتر من عشرين عام لور..
كترجع لماضي لي كنطل فيه على ديك لبنت صغيرة
ظريفة لي تجمعات فيها كولشي ديك صيفات أزوينة.. لي كانت كل ليلة قبل متنعس
كتكلس فحجر ماماها ؤ كتكول ليها ماما(يماينو اعيزن) لعبي ليا فشعري باش
ننعس.. وخا مسكينة كانت عارفة بلا يد مماها حرشة كي شي حجرة بقوة شغال ؤ
تمارة لي كتخدمهم كل نهار.. مكترددش حيت هي باغا تحس غي بماماها كتر من
لعب فشعرها.. هدي هي الطريقة لي كانت كدير باش كتحس بحنان ماماها..
كنرجع للماضي كنطل على ديك البنت.. لي عمرها
فكرات تكول لمها كيفاش تحك ليها راسها ولا كيفاش تلعب ليها فشعرها.. بالعكس
هي كانت كتلقا راحتها ملي مماها تلعب ليها فشعرها كيف بغات.. ؤ تغني ليها
ازران لي كانو عزاز عليها بواحد الصوت لي مكيرداش يتشكا ؤ يبكي.. صوت حنين ؤ
قوي.. اجيب ليها نعاس فين ما كان حتال عندها…
أمال صغيرة كانت كتحماق على شتا مل كطيح فريف
كانت كتكلس فالباب ديال الدار ؤ كتطلق ودنيها كتبع صوت ديال حبات د لماء
ملي كطيح على زنك لي فسطح ديال الدار ؤ كتبقا كتشكل ألحان فودنيها تن تن
تن تن .. هاد اللحن ماشي كول ودن كتسمع ليه قليل لي كيميز هاد اللحن..هادا سماتو لحن الحياة فوسط الغابة..هدا سماتو لحن فطرف الدنيا..
ملي كبرات لقات راسها فدار مكيتسمعش فيها صوت
دشتا..مبقاتش كتسمع صوت الحياة فودنيها.. حيث دار جديدة بلا زنك فسطح
ديالها.. كانت ملي كطيح شتا كطلع لسطح ؤ كدير البانيو بالمقلوب فوسط سطح
باش طيح عليه شتا ؤيدير الصوت لي كانت كتشطح معاه تحت شتا بوحدها حتا كتشد
ديك السعادة بين يديها لي كانت كتشدها ملي كانت صغيرة كتجري بلحفا تحت شتا ؤ
ختها صغيرة تابعاها موراها كتجري ؤ كتضحك بصوت حنين بزاف لي مزال لي حد
لأن كتسمعو فودنيها صوت ما بحالو صوت… حلف حتا يتعزل بوحدو ؤيكون هو بوحدو
لي كيبكيها ملي كتشوف فختها صغيرة لي كبرات دبا ؤ مبقاش عندها داك الصوت لي
توحشاتو تسمعو منها كي توحشات ماماها لحبيبة ديالها..
أمال كبرات ؤ منسات.. كبرها زمان ؤ هي مزالة
صغيرة من الداخل ديالها..معمرها منسات شكون هي ولا منين جات..هي ممحتاجاش
تكول ولا تبرر حيت حتا واحد مغيقدر احس فبلاصتها بداك شي لي كتحس..
ملي دازت 18 العام ؤ هي فبلاد ماهي بلاد لي
تولدات فيها.. لي هي منهار حطات فيها رجليها كانت حاسة بلا زمان غيخود ليها
الام لي ولداتها كيما خدا ليها الام لي كبرات ؤتربات فيها..كانت حاسة بلا
هدي هي البداية ديال الغربة..الغربة لي غتستعمرها ؤ غتعدبها..
الاحساس ديالها مكانش غالط دازت ليام ؤ شهور ؤ
سنوات جات اللحظة لي كانت خايفة منها جات اللحظة لي كانت كتكول بينها ؤ
بين لي خالقها يا ربي تسبقني أنا قبل منها بنهار ؤ متخليش يطلع علينا نهار
بلا الشمس ديالي..ياماها هي الشمس لي كضوي نهارها..
أمال صغيرة لي كانت بحال الظل لماماها فين ما
مشات تلقاها موراها كبرات ؤ مشات ليها ماماها(لديك لبلاصة لي عودات ليها
عليها ملي كانت صغيرة..الجنة تماك فين غطلقاها ملي تمشي حتا هي من هاد
الدنيا) ؤ بقات هي بوحدها كي ظل بلا ملاه..
مشات الام التانية لي ولداتها ولات اتيما بلا
أم..بكات حتا عيات.. دوك دموع لي مقدراتش تطيحهم نهار مشات ليها الأم لولا
لي كبرات فيها بكاتهم ملي مشات ليها الام لي ولداتها بكات عليها حتا نشفو
ليها عينيها ؤ مبقاش فيهم حتا دمعة..
كالتها ليها ماماها ملي كانت عايشة لبكا مورا الميت خصارة.. من
ديك اللحظة لي دفنو فيها ماماها زارتها لقبرها كلسات معاها بزاف حدا
راسها.. ؤ كالت ليها مبقيتش قادة نعيش بلا بيكم بجوج.. مبقيتش قادة نسمع
صوت الحياة بلا بيكم..غنرجع لبلادي لي غنلقاك تماك فيها كتستناني حدا الباب
ديال الدار نوصل كي كنتي كتستنايني ملي كنت صغيرة نوصل من المدرسة.. كنت
غي كنفوت داك الحيط لي كيضركني عليك..غي كنشوفك
كترجع ليا القوة لي داتها مني طريق..ؤنقز نبوس ليك يديك وخا أنا كنت باغية
نعنقك ؤ نعنق الدنيا معاك ؤ نبوسك من خدودك لي كلاتهم الشمس ندخلو يدي
فيدك لدار نمشي نحط الكارطاب ديالي بزبة ؤ نرجع نكلس حداك ؤ حتا ختي صغيرة
لي كنت كنحماق عليها ملي كانت صغيرة ؤ تكولي ليا نودي بدلي حوايجك نكول ليك
لا..حيت نتي خايفة نوسخهم وانا خايفة نبعد عليك ؤ تمشي ليا..غنرجع لبوريد
نقلب على أمال صغيرة لي ماتت ليا فلمدينة..غنرجع لبوريد لميمة لي بقات ليا..
كل ليلة كنهز رحيلي كنرجع لدارنا في
بوريد..كل ليلة كنطلع فديك الطلعة د سيدي محمد كي كنت كنطلعها ونا
صغيرة..بوريد بلادي ؤ عمرها متنسا ليا ؤ لا انسيني فيها شي واحد.. قريبة أن
شاء الله نهز رحلي بصح ؤ نرجع لبلادي فخطرى..الحياة بلا بيها ماشي
حياة..أنا رجعا ليك يا بلادي.