الثلاثاء، 7 يوليو 2015

مسجد سيدي يحيى التاريخ المجيد والواقع الحزين .. بقلم : نجيم السبع

بقلم  نجيم السبع

هذا المسجد الذي يتواجد على بعد كيلو مترات قليلة من أجدير اكزناية بمحاذاة وادي نكور في اتجاه إهراسن تيزي بودريس.


يسمى سيدي يحيى كما تسمى عدة مساجد آخرى بهذا الإسم سواء في المغرب أم في الجزائر ، قيل أن السيد يحيى كان من أولياء الله الصالحين وكان يتخذ روضة للتعبد تحت المكان الذي بني فيه المسجد ، الإمام سيدي يحيى المغربي الذي نشأ في قلب مدينة تنبكتو وانتقل فيما بعد إلى شرق المغرب ، توفي هذا العالم  الفقيه سنة 1463م.

من المعلوم في تاريخ المساجد في الإسلام، أنّ المسجد كان يؤدي دوره الديني والإجتماعي والتربوي، والسياسي، فكانت القرارات الحاسمة تُـتخذ في المسجد، إلى جانب الكراسي العلمية في جميع صنوف المعرفة، واستمر المسجد يؤدي هذه الأدوار حتّى ابتلي العالم الإسلامي بالاستعمار الغربي الذي حاول بكل قواه أن يحجّر دور المسجد، ويقصر نطاق مهامه على الصلوات المفروضة فقط.

أقول أن لهذا المسجد دوراً عظيماً في حفظ القرآن الكريم ومحاربة الجهل وإخراج الناس من الظلمات إلى النور هناك الكثير ممن يقول على هذا المسجد التاريخي أنه خير بقاع الأرض .

بالعودة إلى المسجد الكائن في بلدة اكزناية ومن أبرز الفقهاء الذين مرٌوا من هذا المسجد والمساهمين في تحفيظ القرآن الكريم للعديد من الناس في ثمانينات القرن الماضي الفقيه الإمام المربي السي امحمد الدوائري.

 هذه شهادة أحد معاصريه " كان ذو شهامة وشجاعة وجواد كريم رغم تعصبه وسرعة غضبه رحمه الله ، كان لا يغضب إلا للحق والعزة والكرامة  وكان حاملاً لكتاب الله في غاية الحفظ ومفتخراً به." 



يبقى دور هذا الفقيه رحمه الله بارزاً إلى يومنا هذا حيث مازال علمه الذي تركه يُنتفع به ،رحمه الله وجعل مثواه الجنة.


كان هذا المسجد على تواضعه مركز تربوي ، ديني وتعبدي ... مع الأسف الشديد جداً فإن بعض المساجد للصلاة فقط ، المسجد له ـ ولا أبالغ ـ مئات الوظائف، للصلاة، ولإلقاء الدروس، وللمشاورة، المسجد له رسالة، وما لم يستعد المسجد رسالته فلن ينهض المجتمع الإسلامي، رسالته مكان يجمع المؤمنين، يجمعهم للعبادة، ولطلب العلم، وللتشاور، وللتعاون، من أجل أن يؤدي المسجد رسالته.

للمساجد في تاريخ الدعوة الإسلامية شأن عظيم؛ فهي «بيوت الله عز وجل » يُعْبَد فيها وحده ليلاً ونهارًا، فهو القائل: «وَأَنَّ الْـمَسَاجِدَ لله فَلاَ تَدْعُوْا مَعَ اللهِ أحَدًا» (الجن:18). وهو القائل: «في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلوٰةِ وَإِيْتَاءِ الزَّكوٰة يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيْدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (النور: 36، 37، 38).