تحرير : نجيم السبع
امطالسة قبيلة أمازيغية عريقة ، كانت في عهد الحماية الإسبانية تحد من الشمال ببني اوليشك و بني سعيد و بني سيدل ، و من الشرق ببني بو يحيي ، و من الغرب ببني توزين ، و من الجنوب بمنطقة الحماية الفرنسية ، و هو ما يوافق حاليا تراب إقليمي تازة و جرسيف.
امطالسة قبيلة أمازيغية عريقة ، كانت في عهد الحماية الإسبانية تحد من الشمال ببني اوليشك و بني سعيد و بني سيدل ، و من الشرق ببني بو يحيي ، و من الغرب ببني توزين ، و من الجنوب بمنطقة الحماية الفرنسية ، و هو ما يوافق حاليا تراب إقليمي تازة و جرسيف.
و حسب بعض الدراسات الإسبانية فهي فرع من صنهاجة ، التي أسست الدولة المرابطية في عهد عبدالله بن ياسين الجزولي الصنهاجي بلمتونة الموريطانية في القرن الخامس الهجري ، و منها توسعت في كل أنحاء المغرب ، و في جزء من المغرب الأوسط ( الجزائر) ، و بلاد السودان ( إفريقيا جنوب الصحراء) و الأندلس ، وقد سقطت على يد الموحدين في سنة 1147 م ، و حسب بعض الدراسات ، فإن مدينة الدريوش عاصمة امطالسة ، إشتق اسمها من إسم الدريوش بن حموش المرابطي ، الذي إستقر بالمنطقة ، و كان يملك الكثير من الأراضي الزراعية التي استولى عليها الإسبان فيما بعد ، وقد شهدت امطالسة عبر تاريخها موجة من المهاجرين العرب ، و هناك احتمال كبيربأن بعضهم ينتمون الى قبائل بني هلال و بني سليم الذين تم تهجيرهم من شبه الجزيرة العربية الى مصر في القرن الخامس الهجري ، و من مصر قام الفاطميون الشيعة بترحيلهم الى البلدان المغاربية ، إنتقاما من الحفصيين الذين أعلنوا بيعتهم للعباسيين ، و فضلوا الإنفصال عنهم ، حيث تبنوا المذهب المالكي السني ، و رفضوا المذهب الشيعي ، و للإشارة أن هجرة بني هلال و بني سليم ، قد رافقتهم عناصر من بني معقل التي ينتمي إليها بني وكيل ، الذين استقروا في البداية بالهضاب العليا للمغرب الشرقي ثم انتقل بعضهم الى مختلف المناطق الشمالية.
و امطالسة في بداية القرن العشرين ، كانت عبارة عن و حدة جغرافية حدودها و اضحة ، تضم أراضي زراعية و غابات ، و مراعي و مصادر للمياه (نهركرط)، و أسواق أسبوعية التي كانت في بعض الأحيان كمسرح للصراع و الإقتتال بين أفراد القبيلة ، بسبب النزاع العادي على مصادر المياه و حدود الأراضي أو على فضاءات الرعي ... الخ ، لكن مع بداية الغزو الإسباني للمنطقة ، إتحد الكثير من سكانها ، و أعلنوا الجهاد ضد النصارى بتحالف مع باقي قبائل الريف.
لقد عانى الريف في بداية القرن العشرين من فراغ أمني ، بسبب ضعف الدولة لمغربية ، الذي أدى الى تأزم الأوضاع الداخلية ، و ظهور بعض الثورات أهمها ثورة بوحمارة (1902 ـ 1909) ، والضغوط الأوربية السياسية و المالية و الإقتصادية و العسكرية ، التي أدت الى عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء في سنة 1906 ، و الذي خرج ببنود قاسية مهدت لمعاهدة الحماية لسنة 1912 ، و قد إستغل الإسبان الأوضاع المذكورة و توغلوا في بوقانة في سنة 1903 لكيلومترين ، و استولوا على مار شيكا و رأس الماء في سنة 1908 ، و انتزعوا من بوحمارة حق امتياز إستغلال مناجم بني يويفرور للحديد ، أما فرنسا فقد حصلت منه على حق إستغلال منجم أفراو للرصاص ، و قد ربطت الدولتين المنجمين المذكورين بخط مزدوج للسكة الحديدية ، الأول فرنسي و الثاني إسباني ، بميناء مليلية لتسهيل التصدير ، و أسفرت التدخلات المذكورة على توتر العلاقات بين الإسبان و قبائل الريف ، إنتهى بالهجوم في يوليوز سنة 1909 على عمال إسبان كانوا يقومون بأشغال على خط السكة الحديدية الإسباني الرابط مليلية بمنجم بني بو يفرور و بالضبط بمنطقة سيدي موسى ، أسفر عن مقتل ستة إسبان و جرح اخر، و عن إعلان إسبانيا الحرب ضد قبائل الريف ، لتعويض عجز السلطان عن تطبيق بنود المعاهدات السابقة ، و الصراع في الحقيقة هو إمتداد للمناوشات السابقة بين قبائل قلعية و الإسبان على حدود مليلية ، التى إنتهت بحرب ماركالو بين سنتي 1893و 1894 حيث تعرض فيها الإسبان لهزيمة قاسية أمام التحالف القبلي الريفي.
إن امطالسة كانت من القبائل الأولى التي أعلنت الجهاد ضد الإسبان، فقد أشار إليها المؤرخ " إدواردو كاييكو" و قال : " في 20 يوليوز سنة 1909 ، كان هناك تحالف كبير بسوق أربعاء زبويا بتراب كودا ببني سيدل ، حيث إجتمعت قبائل الريف امطالسة و بني بويحيي ... و تناقشوا عن موقفهم من الغزو الإسباني لقبائل الريف ، و قد قرروا أن لايتخذوا أي قرار حتى مرور 20 يوما ، لمنح المزيد من الوقت للفلاحين ليجمعوا محاصيلهم الزراعية ، و لانتظار عودة الأهالي الذين هاجروا الى الجزائر للإشتغال في الحقول الزراعية هناك ، و لكي يقوم مزيان بعلاج مااختلفوا فيه مع الأوربيين ".
و بعد مرور المهلة المحددة ، و فشل المفاوضات مع الأوربيين ، إندلعت الحرب بين قبائل الريف و الإسبان ، و دارت مجموعة من المعارك بين الطرفين في سنة 1909 ، أشهرها معركة 30 شتنبر ببني بويفرور و التي شاركت فيها امطالسة بحوالي 308 مقاتل ، و قد انتهت بمقتل أزيد من 300 إسباني و جرح الكثير.
الفيديو: