تحرير : نجيم السبع
ولد المقاوم الحاج مسعود بوقولا سنة 1912 بدوار "تغنبويين" ، ينتمي إلى قرية "ملال" المعروفة بمسجد القرمود ملحقة أكنول، يعتبر من مؤسسي جيش التحرير إلى جانب الحاج مسعود أقجوج.
شارك في عدة معارك وهو أحد أبطال معركة "بين الصفوف" في قبائل البرانس إلى جانب القبطان علال بن محمد العجوري التغلاستي يوم 28 يناير 1956 ، عمل بكل إخلاص وقوة حتى النصر.
تعتبر معركة بين الصفوف من أهم المعارك التي تكبد فيها المستعمر الفرنسي خسائر كبيرة من الناحية البشرية و كذلك من الناحية المادية و هي أعنف المعارك التي شهدها جيش التحرير بعد انطلاقه في سنة 2 أكتوبر 1955 إلي جانب معركة "بوزينب" التي تنتمي لجماعة بورد و من أهم الزعماء الذين خاضوا هذه المعارك التي توجد في منطقة مثلث الموت هم الحاج مسعود بوقولا و أبناءه الكبار الثلاث إدريس و محمد و عبد الرحمان و مستشاره الشهيد عبد السلام بوكروع الذي استشهد في ساحة المعركة بسلاح العدو و بعض الشهداء من فدان الكبير كا موح لعور و السعدوني و أبطال من المناطق المجاورة.
بخصوص معركة "بين الصفوف" التاريخية نعلم نحن أبناء المنطقة أن المنطقة تقع بين "امطغار" و"فدان الكبير" و "باب السهام" التي وقعت بها المعركة الشهيرة والتي لا زال أجدادنا يتذكرونها بكل فخر و اعتزار ، المعركة للأسف غير مهتم من طرف الجهات الرسمية فالمحاولة الوحيدة هي للباحث ع السلام نويكة ’وفي قراءة لكتابه من طرف الصحفي عزيز بكوش ، هناك مغالطة كبيرة بحيث ينسبون المعركة لقبيلة البرانس في حين أن مكان المعركة مجال اتصال بين قبيلة أكزناية و مرنيسة و الدليل أن ولو برنوسياواحدا شارك في تلك المعركة والبرانس بعيدة كل البعد عن تلك المنطقة.
المجال الجغرافي ل"بين الصفو" منطقة تايناست شرقا ومرنيسا جنوبا وملال غربا؛ وتعد معركة بين الصفوف من المعارك التي نسيها التاريخ؛ ولم يتحدث عنها إلا قليل من الباحثين؛ كالأستاذ محمد الخواجة؛ الذي ينتمي لمنطقة انحناحن؛ الملحمة البطولية التي أبان فيها رجال اكزناية الجنوبية العظام عن قدرة باهرة في التصدي للمستعمر الفرنسي؛ غانمين بذلك مجموعة من العتاد الحربي الذي ساعدهم في هزم هذا الأخير؛ وللإشارة أن جيش التحرير لم ينطلق في 2 أكتوبر؛ بل شكلت 2 أكتوبر المحطة التي نفذ فيها هذا الأخير هجومه على مجموعة من المراكز الفرنسية؛ كمركز إيموزار مرموشة وتفوغالت بالإضافة إلى مراكز مثلث الموت(أكنول؛تيزي وسلي؛بورد).
المعركة تعتبر أولى عمليات جيش التحرير الوطني فالباحث عزيز بكوش أنسبها كذلك لقبيلة البرانس , و هذا خطأ من ناحية التدقيق الجغرافي فبيل الصفوف هي منطقة اتصال و قطع جغرافي بين منطقة اجبالة و البرانس و اكزناية .... من الناحية الثقافية فهي منطقة جبلية و من الناحية الادارية تابعة لجماعة تايناست ... كما أن العديد من شهداء المعركة راقيديين بسلام بمقبرة الشهداء بتيغزراتين و بعض منهم مدفون بمقبرة الشهداء بفدان الكبير بالقرب من المدرسة فمنهم من تم كشف هويته و منهم من لم يتم التعرف عن هويتهم لحد الان ...كما ان بعضا من المشاركين في المعركة لازالوا على قيد الحياة بفدان الكبير ... ومن ما حصلت عليه من روايات أحد المشاركين في المعركة أن المستعمر تكبد خسائر فادحة لان المقاوميين تمركزوا بالصفين من ناحية باب السهام جنوبا و بوصواب شمالا مما سهل عليهم كسب المعركة ..ومن الرويات حسب نفس الشخص المشارك ان دماء الفرنسيين و الشهداء ظل طلاءا على الصخور لمدة طويلة جدا وكانت بذلك المعركة من اولى عمليات جيش التحرير الوطني والتي كانت سببا في كسر شوكة فرنسا ولكن للاسف لم يتطرق لها المؤخرون لغاية في نفس يعقوب.