الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

فيديو: أعظم قبيلة في شمال إفريقيا.. ماذا تعرف عن زناتة؟



تعتبر "زناتة" واحدة من أشهر وأكبر القبائل في شمال أفريقيا، إذ لم يقتصر حضورها في بلد واحد، بل كانت حاضرة في أربعة بلدان هي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا.


مصادر عديدة تشير إلى الأصل الأمازيغي لقبائل زناتة، من بينها مؤلف "قبائل المغرب" لعبد الوهاب بن منصور، الذي يذكر أن زناتة من أكبر شعوب الأمازيغ.

وحسب المصدر نفسه فإن زناتة هم "من ولد أجانا أو زانا بن يحيى بن ضريس"، مشيرا إلى إضافة الألف والتاء لكلمة "زانا" فصارت "جانات" أو "زانات"، "فلما عربه العرب" يضيف بن منصور "عاملوه معاملة المفرد وأضافوا إليه هاء الجمع فصار زناتة".

أيضا هناك بعض المصادر الأخرى التي تقول بأن أصل زناتة عربي غير أن أكثر المصادر تشير إلى أصلها الأمازيغي.

تشير العديد من المصادر إلى وجود قبائل زناتة في شمال أفريقيا وتحديدا في بلدان الجزائر والمغرب وليبيا وتونس، وفي هذا الإطار تذكر بعض المصادر أن من ينتسبون إلى زناتة في المغرب والجزائر يتكلمون الأمازيغية بينما في ليبيا وتونس يتكلمون العربية.

وتضم قبائل زناتة مجموعة من "البطون" التي تنتسب إليها، من بينها بنو يفرن ومغراوة.

علاقة بكبر هذه القبائل يقول المؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون في مؤلفه "العبر"، "كانت زناتة أعظم قبائل البربر وأكثرها جموعا وبطونا".

جاء إسلام قبائل زناتة، إثر غزو جيش تابع للدولة الأموية بقيادة حسان بن نعمان الغساني منطقة شمال أفريقيا في القرن السابع، والذي مني بادئ الأمر بالهزيمة على يد الكاهنة.

وتشير مصادر إلى أن الأمازيغ التفوا حول الكاهنة بعد انتصارها، وكان أغلبهم من قبائل زناتة، غير أنه وبعد سنوات قليلة سيعود الغساني وجيشه وستهزم الكاهنة وتقتل.

تذكر كثير من المصادر ثورة الأمازيغ بقيادة قبائل زناتة على الحكم الأموي في القرن الثامن ميلادي.

فقائد تلك الثورة هو ميسرة المدغري الذي تشير مصادر إلى كونه ينحدر من قبيلة مدغرة أو مطغرة التي هي فرع لقبيلة مكناسة، إحدى قبائل زناتة بالمغرب الأقصى.

ثورة أشعلها شعور الأمازيغ بالتمييز في تعامل دولة الأمويين بينهم وبين العرب في المشرق، إذ حاولوا سلك طريق الحوار بداية ليجدوا بابه موصدا ما أدى إلى نشوب مواجهة انتهت بالانفصال عن حكم الأمويين.

لهذه القبائل أثر قوي في تاريخ منطقة شمال أفريقيا، إذ تشير مصادر إلى أن "معظم الملوك الأمازيغ ينحدرون من نسب هذه القبيلة"، ومن بينهم الملكة ديهيا التي تنسب إلى قبيلة جراوة التي يشير المصدر نفسه إلى أنها "هي نفسها مغراوة الزناتية".

من جانبه، وفي سياق ذي صلة، يذكر بن منصور في مؤلفه "قبائل المغرب" عن زناتة أنهم "تسنموا ذروة الملك والإمارة في الإسلام مرات عديدة فمنهم بنو مدرار ملوك سجلماسة وخلفاء الموحدين وبنو مرين ملوك فاس وبنو عبد الواد ملوك تلمسان وسواهم".

قبائل زناتة تنتسب إلى شعوب البربر "البتر" فكما تنقسم أصول العرب إلى "قحطان" و "عدنان" البربر ينقسمون إلى "البرانس" و "البتر"، ومن أكبر قبائل البربر هما زناتة وصنهاجة، ومنهم الجيش الذي فتح الأندلس ويوسف بن تاشفين "الصنهاجي" الذي أخر سقوطها.

تنتسب قبائل زناتة إلى زنات بن صولات بن ورسيق بن ضريسة بن ونور بن جربيل بن جديلان بن جاد بن رديلان بن حصا بن باد بن ضرى بن مقبو بن قروال بن يملا بن مازيغ الأبتر بن زحيك بن همرحق بن كراد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بر بن بريان بن فوطيط بن فوط بن حام بن نوح.

تتضمن هذه القبائل بطون عديدة أهمها مغراوة، هم أبناء مغراو بن زليتن بن مسرا بن زاكيا بن ورسيق بن الديرت بن زنات المذكور، وهى أكبر قبائل زناتة من حيث العدد و أكثرها إنتشارا، وتنتشر من جبال الأوراس شرقا حتى شواطىء الأطلسى غربا، هذا و قد شكلت قبائل مغراوة على مدى التاريخ عدة دويلات فى شمال إفريقيا منها دولة مغراوة الشرق و عاصمتها طرابلس الغرب إبان حكم الدولة الأيوبية فى مصر، وينتسب إلى هذه القبيلة الفارس المشهور وأحد أبطال السيرة الهلالية و المقتول بالزاب الأوسط من أرض الجزائر أبو سعدى خليفة الزناتى المغراوى قائد قبائل مغراوة خاصة و عموم زناتة و حامل لوائها فى حروبها مع الدولة الفاطمية ، و نسبه كالتالى {أبو سعدى خليفة بن خزرون بن حماد بن وزو بن سعيد بن خزرون بن فلفول بن محمد بن خير بن محمد بن خزر بن صولات بن وزمار بن صقلاب بن زليتن بن زاى بن ورسيق بن تاجرت بن واريفن بن مسالت بن رغاى بن أشروجن بن مغراو}.

تعتبر قبائل زناتة من القبائل ذات الروح الوطنية العالية ، و قد إعتنقت أكثرية هذه القبائل المسيحية على المذهب الآريوسى التوحيدى نسبة لآريوس كاهن الإسكندرية المنشق فى ذلك الوقت والمخالف لمذهب الرومان الكاثوليك و المذهب الأورثوذوكسى، و إن إعتنق البعض منها مذهب الدولة، مما أدى إلى إضطهاد الدولة لهذه القبائل، وقد عانت مثلها مثل بقية القبائل من التمييز القائم على العرق و الجنس حيث كان يعامل البربر على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية فى ظل هذه الدولة، كما إستأثرت الدولة بالإمتيازات و فرضت الضرائب الفادحة ، و عانت شعوب البربر من قسوة الدولة و إستبدادها و المعاملة المهينة لأبناء البلاد لإنتشار العقيدة الآريوسية بين أهل البلاد الأثر في اعتناقهم الإسلام بعد الفتح الإسلامي لقربها من العقيدة والفكر الإسلامي القائم على التوحيد.

الفيديو: