الأحد، 11 مارس 2018

بلدة "ثيداس" هناك في أعماق جبال الريف حيث التاريخ المنسي ، الإقصاء ، العزلة والتهميش.. بقلم محمد أملاف



بقلم محمد أملاف
تقع هذه الصخرة في احشاء منطقة كزناية وبالضبظ في قرية ثيداس اخواننا التي تبعد على جماعة اجدير تازة بحوالي 23 كيلومتر.

سميت هذه الصخرة ب(ازرو تثمزا) اي حجرة (الغولا) تختلف اسباب هذه التسمية من شخص الى اخر مما لا يجعلنا امام مفترقات عديدة.
يحكى ان هذه الصخرة كانت تربط بين بينها وبين الضفة الاخرى عبر قنطرة،تحتوي هذه الصخرة شقوق تسمى (شاشرا ذمقرانت) و( ذشاشرا ذمزيانت) وقد يمكننا اصطلاح عليهم مغارات.

لكن من المؤسف ان تجد مثل هذه الصخور الجيولوجية لم تعطى لها دراسة معينة وكيف تكونت؟ وما تاريخها؟

ان بلدة طالها التهميش رغم انها قدمت رجالات التي دفعت وناضلت على استقلال المغرب الشكلي الا ان المسؤولين ادارو اليها بالظهر.
كيف لمنطقة تلاميذتها يقطعون عشر كيلومترات من اجل الدراسة ؟ ونسجل ايضا العزلة التي فيها دون طريف يفكها وتنمية قروية تنعش سكانها.

المسؤولين يحتجون الى ابناء البلدة الا في الانتخابات دون اي شيء .ماذا قدمتم لهذه البلدة ؟
مسجد (نوضوف) يوجد في قرية تيداست اخواننا معلمة تاريخية طالها الاهمال من ظرف اللامسؤولين،تتلمذ فيه ابناء البلدة والبلدات المجاورة لها كانت نقطة التلاقي بين سكان القرية لموقعها الجرافي (تيزي ) اي الهضبة ويمكن اعتبرها برج للمراقبة ايضا لسكان القرية لاراضيهم المنتشرة على ارجاء البلدة، وفي اسفل الهضبة تنتشر الزراعة المعيشة للساكنة وهي جنباتها توجد مقبرة تضم خيرات ابناء بلدة ثيداس العظيم رحمة الله عليهم، تخرج منها عدة ائمة من بينهم الاخ والصديق والاستاذ بوزيد بقيش الذي اعطيت له مهمة الامامة من هذا المنبر اتمنى له التوفيق، سميت بهذا الاسم كما جاء على لسان احد كبار القرية بأن كل من زارها لا يرحل عنها الا غسبا عنه، تحتاج هذه المعلمة للترميم بعض مرافقها من هذا المنبر ايضا اوجه رسالة لبعض المسؤولين القائمين على المساجد من وزارة الاوقاف ورئيس الجماعة اجدير والمنتخبين للتذخل من اجل اصلاح وترميم هذه المعلمة التاريخية التي كانت وستبقى مهم اكل الظهر منها.
اتذكر ذلك اليوم الممطر وانا ابن الثامنة من عمري،كنت ادرس في الصف الاول في فرعية اهروشن التابعة لمجموعة المدارس انحناحن.

قطعت مسافة تقارب ست كيلو مترات من بيتي الذي يوجد في بلدة ثيداس التي تبعد على جماعة اجدير بحوابي ثلاثة وعشرون كيلو متر الى بلدة اهروشن من اجل التحصيل العلمي كان برفقتي بعض ابناء بلدتي ونحن في الطريق بدأ البرق والرعد يهج اسماعنا لكن تابعنا طريقنا في لمحة عين بدأت الامطار تهطل بغزارة،وأغمرنا الخوف من الوادي الذي قد يأتي في اي لحظة ومع ذلك تابعنا طريقنا.

عند وصولنا الى المدرسة وجدنا المعلمتين ينتظرنا قدوم التلاميذ كنا نحن الاربعة من وصلوا اولا الى القسم،جلسنا في اماكننا والثيابنا مبللة عن اخيرها.انتظرنا قليلا ولم يأتي احدا قالت لنا المعلمة حياة ستذهبون معنا الى المنزل حتى يأتي اولياء اموركم.

لكن قبل مغادرتنا القسم في اتجاه منزل المعلمة قامت هذه الاخير بأعطائنا وجبة الغذاء من المطعم المدرسي مازلت اتذكر اعطت لنا (الحوت المعلبة) كنا في قمة السعادة لاننا لاول مرة نأكل تلك الاكلة.

غادرنا القسم الى منزل المعلمتين (حياة وفاطمة ) من مدينة خنيفرة على ما اظن،عند وصولنا وجدنا قد اشعلنا النار من اجل التدفئة من البرد القارس، قامت المعلمة حياة بتزويدنا بملابسها فعلا قمنا باتداء تلك الملابس وخلع ملابسنا المبللة من اجل عرضها للنار لتجفيفها.

عند اذان المؤذن لصلاة المغرب ونحن مازلنا في منزل المعلمة سمعنا الباب يطرق فتحت المعلمة الباب وكان عمي هو الطارق جاء لكي يظمئنا علينا، قمنا بارتداء ملابسنا وحملنا محافظنا وودعنا المعلمتين في اتجاه منازلنا.

هذه اللحظات ستبقى محفورة في ذاكرتي من هذا المنبر احيي نساء التعليم في العالم القروي اللواتي يعملنا بجد وبشفافية اعرف لكن القبعة.
كيف لي انساك يا من عشت في احضانها،ارغمت عن الرحيل عنك كما يرغم الرضيع عن التخلي عن ثذي امه نعم عنك اتكلم يا بلدتي اشتقت للطفولة التي قضيتها بين كفيك رغم المعانات الظروف القاسية التي كنت اعيشها في غياب مؤسسة تعلمية وطريق يفك عنك العزلة وكهرباء ينير بيوتك وبعدك عن اقرب مستوصف وتنمية قروية،هاته الاسباب حتمت على جل ابناك الرحيل عنك والبعد عنك.ستبقين لؤلؤة في عين كل واحد من ابنائك.

بلدتي (ثيداس) سمعت عنك الكثير والكثير من شيوخ وكهال ابنائك لما قدمته للمغرب في فترة الاستعمار كنت نقطة الالتقاء بين المستعمرين الفرنسي والاسباني قاومتي المد الفرنسي حتى استقل المغرب.

امي ثيداس تحتوين في احشائك عن صخرة مازال معظمنا نتجاهل عنها معلومة كيف تكونت ؟من سمها بأزرو(ثمزا)؟.