غادر محمد أشهبون المغرب شطر الديار الأوروبية وعمره لم يتجاوز 18 سنة، كان ذلك بالضبط أواخر عام 1969، أما استقراره في هولندا فكان في شهر أبريل 1970.
يعتبر أشهبون من المغاربة الأوائل الذين شاركوا في تأسيس جمعيات ومؤسسات تُعنى بالعمل الاجتماعي والثقافي من أجل الدفاع على حقوق الجالية المغربية بهولندا والحفاظ على الثقافة والحضارة المغربية وكذا على ارتباط المغاربة ببلدهم الأصلي.
ساهم انخراط أشهبون في العمل الجمعوي في نسجه لشبكة واسعة من العلاقات مع مختلف المنظمات والشخصيات المهمة في المجتمع الهولندي.
وهذا الشغف بالعمل الجمعوي حتم على الفاعل المغربي تعلم اللغة الهولندية وكذا توسيع ثقافته ومداركه المتعلقة بأبجديات العمل الجمعوي والاجتماعي.
حصل أشهبون ما بين سنتي 1984 و 1988 على شهادة من المدرسة العليا في علم الاجتماع بمدينة لاهاي، وما بين سنتي 1989 و 1992 على ماستر في علم التنظيم والإدارة.
كما تقلد وظيفة ببلدية لاهاي كمساعد اجتماعي ومنسق عام بين الجمعيات بصفة عامة.
في سنة 2008 وبفضل تدخلات أشهبون وفعالين مغاربة آخرين حصل الاعتراف الرسمي بدور المغرب في الحرب العالمية الثانية وذلك لأول مرة في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية على أرض المملكة الهولندية.
حيث يشارك المغاربة المقيمون بالأراضي المنخفضة في الذكرى المخلدة للمغاربة الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية على أرض هولندا ما بين 10 و 17 ماي 1940، والتي سمح لمغاربة هولندا ولأول مرة بعد 63 سنة، وذلك برفع العلم المغربي والعزف على النشيد الوطني المغربي بجانب العلمين والنشيدين الوطنيين للجمهورية الفرنسية والمملكة الهولندية في التذكار السنوي الذي يقام على المقبرة التي دفن فيها الجنود المغاربة.
وقد ألّف أشهبون في هذا الإطار بالاشتراك مع "يان دروك تاونر" كتابا باللغة الهولندية يحمل عنوان: باللغة "قبور في الطين.. المحررون المغاربة في الماضي وحرية الحاضر".
يترأس أشهبون منذ سنة 1985 مؤسسة الأمل للمعاقين، والتي تُعنى بمساعدة المعاقين من المغاربة في هولندا وفي مختلف المجالات، وكما تقوم أيضا بتقديم المساعدات للمعاقين في مختلف أقاليم المملكة المغربية، وتعمل مع الجمعيات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لإقامة مشاريع صغيرة لفائدة المحتاجين والمعوزين بالمغرب كذلك.
يرى أشهبون أن "قيام مغاربة الجيل الأول بمشاريع في المغرب يدل على يدل على الحب الذي يكنونه لبلدهم وقوة ارتباطهم به".
وأشار إلى أن مغاربة العالم يعملون على "تقريب الصورة الحقيقية للمغرب من أذهان أبنائهم... خاصة المنتمين إلى الجيل الثاني والجيل الثالث من أجل حثهم على الاستثمار بالمغرب".
ويبقى التحدي الكبير -في نظر أشهبون- هو "تشجيع أبناء الجيل الثالث مستقبلا على الحفاظ على الارتباط بأرض الوطن وحثهم على تعلم اللغة العربية والتعاليم الإسلامية السمحة التي ينعم بها المغرب وكذلك تعلم الثقافة والتاريخ المغربي".
كما أكد ضرورة "تشجيع الكفاءات المغربية عبر العالم والتي تعرف انتشارا واضحا يعم مختلف المجالات: العلمية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية والإعلامية والفنية...".
للإشارة فإن محمد أشهبون قد حصل على العديد من التوشيحات والأوسمة؛ فقد تم توشيحه من طرف المك الحسن الثاني رحمه الله بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى سنة 1990، وبوسام من درجة فارس من طرف ملكة هولندا بياتركس سنة 2007، وبوسام من درجة ضابط باسم جلالة الملك محمد السادس، سلم له من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم سنة 2008.
الفيديو: