السبت، 4 فبراير 2017

رجالات اگزناية عبر التاريخ (19)| الجنرال محمد المذبوح



تحرير : نجيم السبع

الجنرال محمد المدبوح من أبناء اكزناية ولد في 17  يونيو 1927 بأكنول نواحي تازة ، وتوفي بالصخيرات نواحي العاصمة الرباط  في 10 يوليوز 1971.


عسكري مغربي، وشغل منصب مدير مكتب البريد في حكومة عبد الله إبراهيم ، يعتبر أحد المخططين للانقلاب الفاشل ضد الملك الحسن الثاني في الصخيرات، 10 يوليوز 1971 ،  يعتبر الجنرال محمد المدبوح، من أهم العناصر القيادية في مجزرة الصخيرات،

والده كان يشتغل كقائد إداري على قبيلة كزناية – في عهد نظام الإحتلال الفرنسي – و قد تعرض للذبح بسبب تعاونه مع الفرنسيين في مواجهة ثورة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في عشرينيات القرن الماضي فلقب بعد ذلك ب" المذبوح ".

تلقى محمد المدبوح التعليم العسكري متخصصاً في الخيالة  بمدرسة اهرمومو، وخدم في الحرب الهندوصينية الفرنسية ، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث علم عن اشتباه العائلة الملكية في الفساد في مشاريع البناء والمعادن ونهب المال العام، وأصر على محاربة الفساد، وإقصاء الملك نفسه، فاستغل مناسبة عيد ميلاد هذا الأخير (10 يوليوز 1971) لتنفيذ مخطط الانقلاب مع كل من المقدم أمحمد أعبابو و أخيه محمد أعبابو.

سنة 1943 دخل إلى  مكناس و أصبح " ملازما " سنة 1947، ثم سافر إلى فرنسا لتلقي دورة عسكرية تطبيقية في saumur في تخصص الخيالة، ثم عين في ألمانيا في مارس 1948، قبل أن يتوجه إلى الهند الصينية في مارس 1949، و بعد ثلاث سنوات من الخدمة العسكرية عاد إلى المغرب سنة 1952 و عمل في مناطق عسكرية مختلفة إلى أن حصل المغرب على الإستقلال.

عين المدبوح بعد الإستقلال عاملا على إقليم ورزازات سنة 1956 في شهر فبراير، و أثناء تواجده بورزازات كعامل للإقليم واجه مشاكل عدة، أبرزها الخلاف الشديد الذي برز بينه و بين القائد مبارك منار ( أحد قادة جيش التحرير)، ذلك الخلاف الذي جعل الفقيه البصري يتدخل شخصيا لحسمه باعتباره واحدا من كبار قادة الجيش.

و أثناء تشكيل حكومة عبدالله إبراهيم تم تعيين القبطان المدبوح كوزير للبريد    و الهاتف، و ذلك للطابع الأمني الخاص لهذه الوزارة آنذاك، لتأمين خدمات التنصت الهاتفي غير المشروع، و رصد تحركات الأفراد و الجماعات وفقا لرغبات ( فريق ولي العهد ) الذي كان يبادل هذه الحكومة بالعداء الشديد حتى قبل شروعها في العمل. و لم تمض سوى أقل من ثمانية أشهر على تشكيل حكومة عبدالله إبراهيم حتى تقدم القبطان المدبوح باستقالته كوزير من الحكومة توخيا لاسقاطها بالكامل...، كمل أن ولي العهد آنذاك ( الملك الراحل الحسن الثاني ) سعى جاهدا بعد ذلك لتمكين صاحبه من وضع اعتباري ملائم، فسعى إلى تعيينه من باب التعويض كرئيس للحرس الملكي برتبة ( كومندان ).

يؤكد مجموعة من الضباط العسكريين الذين شاركوا في انقلاب الصخيرات أن المدبوح كان شخصا منضبطا، كان لا ينام أو يستيقظ إلا على سماع الموسيقى العسكرية، كما كان يكتفي كجنرال بركوب سيارة (R4)، و كان على الدوام يسكن في ثكنته ضمن الفيلا المخصصة له، و كان منزويا عن الحفلات و السهرات الخاصة، و كان يقضي وقته الإضافي خارج مهمته الرسمية، يقضيه في نشاطات الكولف و الخيالة...، و لم تكن له أية روابط على الإطلاق بالأحزاب السياسية، أو النقابات أو بغيرها من المنظمات.

توفي مصابا في ذراعه بعد أن أصيب برصاصة مجهولة المصدر (يقال أن المقدم اعبابو أطلق عليه النار) قبل وفاته بدقائق حدثت ملاسنة مع شريكه في الانقلاب المقدم أمحمد أعبابو واتهمه بالخيانة في قصر الصخيرات.

 الفيديو:
إضغط هنا