إنه أسد قبيلة اڭزناية الحاج أحمد السبع رحمه الله ، من مواليد عام 1880 ميلادية في بلدة "أجدير" وتوفي هناك عام 1971 ميلادية عن سن ناهز 91 سنة.
شارك في الحروب التي دارت رحاها بالريف الشرقي للمغرب ، ومن أبرزها معركة "كدية الشوك" (ذَآوْرِيَاثْ نْ فَايْرَة) -باللغة الريفية- ، سجل عنه التاريخ أنه قتل ضابطين فرنسيين من المحتلين آناذاك في لحظة واحدة وهو قائم في معركة "كدية الشوك" في ثورة اكزناية 1955 حسب رواية ممن عاصروه.
كان معروفاً بالشجاعة والإقدام ويهبه الجميع لذلك تم تنصيبه حاكماً للمنطقة أو ما كان يعرف "بالمقدم" ، لقد كان من كبار القبيلة شرفاً وكرماً وهيبة ، وكانت له مراسلات مباشرة مع الزعيم عبد الكريم الخطابي.
كان صمود الريف أمام فرنسا وأسبانيا حالة نادرة في تاريخ الحروب الاستعمارية، يرجع جوهره إلى كفاءة الزعماء الريفيين المغاربة في ميدان القتال والحرب؛ فقد استخدم هؤلاء المقاتلون خطوط الخنادق المحصنة على النمط الذي أقامته فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى، وقاد الريفيون الأمازيغ الحرب ضد ثلاثة ماريشالات وأربعين جنرالاً وحوالي نصف مليون مقاتل فرنسي وأسباني مدعمين بالطائرات والمدرعات وتحت إشراف رؤساء حكوماتهم.
وقد اتخذت فرنسا بعض الإجراءات لتدعيم موقفها في القتال، فطلبت من السلطان المغربي أن يعلن عبد الكريم الخطابي أحدَ العصاة الخارجين على سلطته الشرعية، وفي ظل ما أشاعت عنه فرنسا من رغبة الخطابي في الانشقاق عن العرش المغربي، ونتيجة لسوء التفاهم هذا والتدبير من طرف المحتل وخونة عبد الكريم، أعلنه السلطان المغربي خارجا عن سلطته، وقام برحلة إلى فاس لتأليب القبائل على الريف، كذلك نسقت فرنسا خططها الحربية مع حكومة مدريد، وعقد مؤتمر لهذا الغرض اتفق فيه على مكافحة تجارة السلاح بين الريف وأوروبا، وسمع بتتبع الثائرين في مناطق كل مستعمر، وتعهدت باريس ومدريد بعدم توقيع صلح منفرد مع الخطابي.
بالرغم من أن فرنسا دخلت إلى مدينة تازة تحت قيادة المارشال "ليوطي" في ماي 1914م، لكن لم يتأت لها الوصول إلى تراب اڭزناية إلا سنة 1925م ، وذلك راجع بالأساس للمقاومة الشرسة التي أبداها رجال الريف في المداشر والقرى وبالأخص في تخوم أجدير بوريد والنواحي بقيادة كل من الموساوي لمقدم بلحاج البوزيكي في "إبقرياً" ، موناش أمحند بن محمد بن حموا ، الحاج أحمد السبع ، موناش مزيان نعكشات ، اسليمان بوعياد... وآخرون ، وسلاحهم في ذلك إيمانهم الصادق والشجاعة الإستثنائية ما دام الأمر يتعلق بالدفاع عن أهم المقدسات: الأرض ، الإنتماء ، والهوية.
لقد مر الريف بنفق مظلم دام ثلاثين سنة ، لتدور الأرض دورتها ، وتجتمع الظروف المناسبة لتأسيس جيش التحرير بإيعاز من مكتب المغرب العربي بالقاهرة ، وبتنسيق بين بعض الوطنيين والمجاهدين الريفيين في ظل توتر العلاقات الفرنسية الإسبانية.
وهكذا، فبعد تأطير الجيش، وتنظيم الفرق المقاتلة، وإعداد التداريب على حمل السلاح، وضمان التموين، ومشاركة كل القبائل، وإصدار البلاغات… تحرك جيش التحرير وكله قوة وعزم وإيمان ليلة ثاني أكتوبر 1955، شاقا الطريق عبر فجاج جبال الريف لتوجيه أعنف الضربات للعدو الغاشم. إنها انطلاقة ثورة المجاهدين ضد الوجود الإستعماري بجغرافية اجزناية، فتم الهجوم على ثكنات العدو ومراكزه وهدم القناطر والجسور وقطع الأسلاك الهاتفية وقتل الحراس ومداهمة خزان الأسلحة واغتنام كميات هائلة من الذخيرة والبنادق التي تم توظيفها في منازلة العدو وهزمه شر هزيمة.
وأمام تفاقم القتال وتسجيل خسائر فادحة في صفوف العدو، قامت فرنسا ابتداءاً من يوم ثالث أكتوبر باستعمال الطائرات الحربية والدبابات والمدافع لقصف الدواوير والبهائم وهدم البيوت وإحراق المحاصيل… فاضطر المسيرون إلى تهجير النساء والأطفال والعجزة إلى المنطقة الخليفية لدى قبيلة بني ورياغل الكريمة. بينما استمر المجاهدون في مواجهة العدو في إطار ما يسمى بحرب العصابات، ملحقين به خسائر بشرية ومادية، رغم توفره على أحدث عتاد حربي يمكن أن تتوفر عليه دولة عظمى شاركت في الحرب العالمية الثانية، كفرنسا. وخلاصة القول، إن ثاني أكتوبر سيبقى شاهدا ومشهودا في ذاكرة التاريخ.
وانطلاق ثورة المجاهدين بمثلث الموت، كانت ثمرة جهد ونتيجة تخطيط محكم وتفكير حكيم، ثورة وجدت في تربة الريف الشروط المناسبة لتحقيق المصير… وما زيارة الملك المجاهد محمد الخامس لتلك الربوع يوم 14 يوليوز 1956، إلا شهادة عرفان بتضحيات رجال قبيلة اجزناية وتكريم وتشريف لشهداء الحرية والاستقلال.
شارك في الحروب التي دارت رحاها بالريف الشرقي للمغرب ، ومن أبرزها معركة "كدية الشوك" (ذَآوْرِيَاثْ نْ فَايْرَة) -باللغة الريفية- ، سجل عنه التاريخ أنه قتل ضابطين فرنسيين من المحتلين آناذاك في لحظة واحدة وهو قائم في معركة "كدية الشوك" في ثورة اكزناية 1955 حسب رواية ممن عاصروه.
كان معروفاً بالشجاعة والإقدام ويهبه الجميع لذلك تم تنصيبه حاكماً للمنطقة أو ما كان يعرف "بالمقدم" ، لقد كان من كبار القبيلة شرفاً وكرماً وهيبة ، وكانت له مراسلات مباشرة مع الزعيم عبد الكريم الخطابي.
كان صمود الريف أمام فرنسا وأسبانيا حالة نادرة في تاريخ الحروب الاستعمارية، يرجع جوهره إلى كفاءة الزعماء الريفيين المغاربة في ميدان القتال والحرب؛ فقد استخدم هؤلاء المقاتلون خطوط الخنادق المحصنة على النمط الذي أقامته فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى، وقاد الريفيون الأمازيغ الحرب ضد ثلاثة ماريشالات وأربعين جنرالاً وحوالي نصف مليون مقاتل فرنسي وأسباني مدعمين بالطائرات والمدرعات وتحت إشراف رؤساء حكوماتهم.
وقد اتخذت فرنسا بعض الإجراءات لتدعيم موقفها في القتال، فطلبت من السلطان المغربي أن يعلن عبد الكريم الخطابي أحدَ العصاة الخارجين على سلطته الشرعية، وفي ظل ما أشاعت عنه فرنسا من رغبة الخطابي في الانشقاق عن العرش المغربي، ونتيجة لسوء التفاهم هذا والتدبير من طرف المحتل وخونة عبد الكريم، أعلنه السلطان المغربي خارجا عن سلطته، وقام برحلة إلى فاس لتأليب القبائل على الريف، كذلك نسقت فرنسا خططها الحربية مع حكومة مدريد، وعقد مؤتمر لهذا الغرض اتفق فيه على مكافحة تجارة السلاح بين الريف وأوروبا، وسمع بتتبع الثائرين في مناطق كل مستعمر، وتعهدت باريس ومدريد بعدم توقيع صلح منفرد مع الخطابي.
بالرغم من أن فرنسا دخلت إلى مدينة تازة تحت قيادة المارشال "ليوطي" في ماي 1914م، لكن لم يتأت لها الوصول إلى تراب اڭزناية إلا سنة 1925م ، وذلك راجع بالأساس للمقاومة الشرسة التي أبداها رجال الريف في المداشر والقرى وبالأخص في تخوم أجدير بوريد والنواحي بقيادة كل من الموساوي لمقدم بلحاج البوزيكي في "إبقرياً" ، موناش أمحند بن محمد بن حموا ، الحاج أحمد السبع ، موناش مزيان نعكشات ، اسليمان بوعياد... وآخرون ، وسلاحهم في ذلك إيمانهم الصادق والشجاعة الإستثنائية ما دام الأمر يتعلق بالدفاع عن أهم المقدسات: الأرض ، الإنتماء ، والهوية.
لقد مر الريف بنفق مظلم دام ثلاثين سنة ، لتدور الأرض دورتها ، وتجتمع الظروف المناسبة لتأسيس جيش التحرير بإيعاز من مكتب المغرب العربي بالقاهرة ، وبتنسيق بين بعض الوطنيين والمجاهدين الريفيين في ظل توتر العلاقات الفرنسية الإسبانية.
وهكذا، فبعد تأطير الجيش، وتنظيم الفرق المقاتلة، وإعداد التداريب على حمل السلاح، وضمان التموين، ومشاركة كل القبائل، وإصدار البلاغات… تحرك جيش التحرير وكله قوة وعزم وإيمان ليلة ثاني أكتوبر 1955، شاقا الطريق عبر فجاج جبال الريف لتوجيه أعنف الضربات للعدو الغاشم. إنها انطلاقة ثورة المجاهدين ضد الوجود الإستعماري بجغرافية اجزناية، فتم الهجوم على ثكنات العدو ومراكزه وهدم القناطر والجسور وقطع الأسلاك الهاتفية وقتل الحراس ومداهمة خزان الأسلحة واغتنام كميات هائلة من الذخيرة والبنادق التي تم توظيفها في منازلة العدو وهزمه شر هزيمة.
وأمام تفاقم القتال وتسجيل خسائر فادحة في صفوف العدو، قامت فرنسا ابتداءاً من يوم ثالث أكتوبر باستعمال الطائرات الحربية والدبابات والمدافع لقصف الدواوير والبهائم وهدم البيوت وإحراق المحاصيل… فاضطر المسيرون إلى تهجير النساء والأطفال والعجزة إلى المنطقة الخليفية لدى قبيلة بني ورياغل الكريمة. بينما استمر المجاهدون في مواجهة العدو في إطار ما يسمى بحرب العصابات، ملحقين به خسائر بشرية ومادية، رغم توفره على أحدث عتاد حربي يمكن أن تتوفر عليه دولة عظمى شاركت في الحرب العالمية الثانية، كفرنسا. وخلاصة القول، إن ثاني أكتوبر سيبقى شاهدا ومشهودا في ذاكرة التاريخ.
وانطلاق ثورة المجاهدين بمثلث الموت، كانت ثمرة جهد ونتيجة تخطيط محكم وتفكير حكيم، ثورة وجدت في تربة الريف الشروط المناسبة لتحقيق المصير… وما زيارة الملك المجاهد محمد الخامس لتلك الربوع يوم 14 يوليوز 1956، إلا شهادة عرفان بتضحيات رجال قبيلة اجزناية وتكريم وتشريف لشهداء الحرية والاستقلال.