بقلم: Abdou El Ghazny (بتصرف)
بمناسبة ذكرى حرب 02 أكتوبر 1955 نواصل جرد منجزات أبطالنا من رجال اڭزناية ، اليوم لنا موعد مع أحد هؤلاء الذين كان لهم الأثر الكبير في تاريخ هذا الوطن عموماً والريف على وجه الخصوص ، (من رجالات اجزناية الأشاوس) رحمة الله عليه، المجاهد البطل حاحور ميمون بن أمّوح بن حدّوش الإجزنائي، من بين المعارك التي خاضها هذا البطل في جيش التحرير سواءا بمثلث الموت (تسمية للصحافة الفرنسية) أو بالمناطق الأخرى في أحواز تازة حسب نفس المذكرات معارك : البلوطة ، بوزينب ، أجدير وضواحيها ، سوق الخميس ، أرما نتلا، بايو ،جبل مرزوك ، تاوريرت نتفايلا ، تيزي أودرن ، تيزي انتايدا، ثلانتوشت ، ثينملال ، جبل هيبل.
وشملت أنشطة الكمائن ومهاجمة المعسكرات الأمامية ليلاً وقوافل الإمدادات وتحطيم الجسور وأعمدة الكهرباء والهاتف عبر أسلوب حرب العصابات على وجه العموم (الهجوم ثم الانسحاب).
وبعد الإستقلال انخرط في القوّات المسلّحة الملكية وشارك في الحرب العربية الإسرائلية في أكتوبر 1973، رجال ضحّوا بالغالي والنّفيس.
في اليوم الثاني من أكتوبر سنة 1955، انطلقت عمليات جيش التحرير المغربي في جبال الريف بعد إعداد ميداني سري وتعبئة شعبية محكمة. وكان وقع المفاجأة على القوات الفرنسية كبيرا لدرجة أن المسؤولين الفرنسيين والمراقبين الدوليين سارعوا إلى ربط ما يجري في اكزناية بما جرى للقوات الإسبانية والفرنسية أثناء حرب الريف تحت قيادة المجاهد عبد الكريم الخطابي في العشرينات.
وإذا كان الجنود المجهولون أدوا واجبهم الوطني وعادوا إلى حقولهم دون
أن تلتفت أليهم أنظار مغرب ما بعد الاستقلال، فإن بعض المدعين قد علا
صراخهم وانتشر تشويشهم بين الناس وأينعت رؤوسهم دون حرج من محكمة التاريخ
ولعلنا في هذه القراءة المتواضعة نوفي ببعض الأمانة في حق كل من أدى واجبه في سبيل الدفاع عن وطنه وقضيته ومبادئه.
ظهرت على مدى العقود الماضية كتابات تتناول فترة تأسيس جيش التحرير المغربي
وانطلاق عملياته في المثلث المشهور تيزي وسلي وأكنول وبورد، وكذا عن مركزي
القيادة في الناظور وتطوان. والمتصفح لبعض الكتابات المتحزبة يستنتج بسرعة
أن غايتها استفزاز ذاكرة التاريخ. إنها تصنع "أبطالا" على الورق وتغتال
أبطال الميدان الحقيقيين بجرة قلم. فبالأمس كانت عمليات جيش التحرير تعد
إرهابا في عيون السياسيين، واليوم أضحت "شرفا" يتسارع كثيرون للنهل من
نبعه. تلك الأقلام التي بخست حق الفلاح الريفي في الدفاع عن أرضه، فصورته
عبدا ينفذ أوامر الأسياد.
اعتمد المقاتلون في محاربة الفرنسيين على إمكانياتهم الذاتية، ونهجوا أسلوب
الكر والفر؛ أي أسلوب حرب العصابات التي سبق وأن سببت الكارثة للجيشين
الإسباني والفرنسي في العشرينات. وبما أن الشعب كان يحضنهم ويحتضنهم، فقد
كان من السهولة بمكان أن "يذوبوا" بين الفلاحين ليعاودوا ترتيب الخطط
واختيار الأهداف. وأدت "الجغرافيا" دورها أحسن قيام في أنجاح حرب العصابات
وتوجيه ضربات موجعة للمستعمرين، حتى إن أحد الجنود الفرنسيين وصف المشهد
قائلا: "لما خلق الله كلمة حرب العصابات قال لجبال الريف كوني فكانت"!
تعبيرا عن صعوبة التصدي للمقاتلين الريفيين في تلك الظروف.
خلاصة القول، نفتح من خلال هذه الكتابات بابا جديرا بالولوج لمن يريد تلمس معالم
تأسيس جيش التحرير المغربي، والتعرف على قادته الحقيقيين، والأعمال
البطولية التي قاموا بها في ظروف قاسية من أجل أن يستقل المغرب، ويعيش
المغاربة أسيادا فوق أرضهم أو كذلك شُبه لهم.