الجمعة، 16 يونيو 2017

رجالات اگزناية عبر التاريخ (22)| المجاهد محمد علوش العمارتي بطل معركة بوزينب


تحرير : نجيم السبع

المجاهد الحاج محمد علوش العمارتي هو القائد الفعلي لمعركة "بوزينب" الشهيرة عام 1955 ضد الإستعمار الفرنسي والإسباني.


قام رجال حزب الإصلاح الوطني بتكوين جيش التحرير المغربي وإمداده بالسلاح والذخيرة وما احتاج إليه من مؤونة غذائية ، الدور الذي قام به المجاهد والرئيس المؤسس محمد علوش من أعمال بطولية في المعارك التي قادها جعله بأن يكون الرجل الأول بالمنطقة آناذاك.

وصل الجيش الفرنسي إلى مثلث الموت (أكنول ، تيزي وسلي ، بوريد) في 02 أكتوبر 1955 ، وما أن سمع بالخبر بادر رجال المقاومة وجيش التحرير في اكزناية بالهجوم على العدو في "بوزينب" حيث كبد خسائر كبيرة في صفوف الفرنسيين حيث أنهم هربوا ليستنجدوا بالجيش الإسباني المرابط على الحدود.

يقول المجاهد الحاج محمد علوش في مذكرات له : " وبعدما استولينا على المركز لم نجد فيه أي سلاح ولا ذخيرة بل وجدناه خاليا. وقتل هناك جندي فرنسي واحد.وفي الغد 3 أكتوبر 1955 وكان يوم الإثنين (يوم السوق) ذهبت إلى إدارة بني عامرت التي كانت مركزا للمراقب الاسباني برتبة قبطان وقائد القبيلة. فوجدت هناك الجنود الفرنسيين الذين فروا من بوزنب ولجأوا الى الجيش الاسباني. وعددهم خمسة أفراد. وكان هناك كل من مراقب القبيلة الاسباني وضابط آخر بدرجة اليوتنان. وقائد القبيلة والشيوخ. كما شاهدت هناك أيضا سلاح أولئك الجنود الخمسة. مسندا على جدار الادارة. فأخذت أنظر الى ذلك السلاح. فانتبه لي المراقب وقال لي: هل أعجبك هذا السلاح؟ فأجبته لايهمني. أما مقدم مدشر «بوزنب» فإنه كان باديا على محياه علامة الغضب. فقلت له ما وراءك: فأجابني بأن القبطان «المراقب» أمر بأن يعتقل أحدا منهم، فأجابني: إذا لم أقم بذلك فإن الكبطان سيعاقبني. فقلت له: انا أعرف الطريق التي اتخذها معه حتى لايعاقبك ثم إن قائد القبيلة خرج من الادارة الى السوق وفي أقل من ربع ساعة. رجع إلى الادارة والفرح يبدو على محياه. وقال للكبطان: انه جاء بخبر مهم. ذلك أن الكبطان الفرنسي لمركز بورد رجع الى مركزه ومعه عدد كبير من الجنود الفرنسيين. وأن شيخ بورد المسمى اعبابو الذي كان فارا الى المنطقة الشمالية، قد رجع الى بورد ومعه 42 رجلا.

كما أن مقدم «الما علي» مركز المخزنية الذي سبق أن انتزع من يد المخزنية بندقيتين رباعيتين، فإنه قد ردهما الى بورد. فأجابه الكبطان بأنه سيعطي الأوامر للقوات الاسبانية بأن يردوا جميع اللاجئين إلى هذه المنطقة من الثوار الى أماكنهم التي جاءوا منها. ثم خرج القائد والشيوخ واليوتنان وبقيت مع الكبطان الذي طلب مني أن أرافقه الى السوق. فقلت له: انك خاطئ فيما أردت الإقدام عليه. فقال: ماذا وقع؟ فقلت هل أنت غير فاطن بما قلت: فقال ماذا قلت؟ فقلت له: إن الأمرالذي أعطيته بارجاع جميع اللاجئين الى أماكنهم خطير للغاية. فإذات ما وصل الخبر إلى رؤسائك فإنهم يعاقبونك أشد العقاب. كما أننا نحن بدورنا لن نسلمهم لك. ولا إلى فرنسا. أبدا ولو نَمُت كلنا دونهم. فأجابني: إنهم سيفتنوننا إذا ما تركناهم. فأجبته بأنهم لجأوا الينا ليحافظوا على حياتهم وحياة أولادهم، فرارا من الظلم والتعسف، لا أقل ولا أكثر.

ثم إننا قمنا بالاستيلاء على مركز بوزنب وكلفت بتموين جيش التحرير. فقدمت للمجاهدين أواني الطبخ والتموين. فأخذ المجاهدون يلتحقون ببوزنب زرافات ووحدات. ومن جملتهم السيد مصطفى بن عثمان أحد رؤساء جيش التحرير الذي التحق بعد ذلك بباب الحيط،. وكلف هناك بتنظيم جيش التحرير وتموينه.

هذا وقد أخذ جميع أهالي قبيلة بني عمارت يقدمون التموين لجيش التحرير وخصوصا مدشر «مسيتا» فرقة اولاد عبو. وكنت مسؤولا عن تموين جيش التحرير وقد التحق ببوزنب رجال جيش التحرير من كل حدب. من الجنوب. والشمال.

كما أن كل من عنده سلاح خبأه من عهد المجاهد عبد الكريم الخطابي. من رجال بني عمارت أخرجه ليحارب به في سبيل تحرير الوطن وارجاع الملك الشرعي الى عرشه.

اخذنا في نشر ادعاءات تستهدف الجيش الفرنسي بما فيه المغاربة والجزائريون وغيرهم مفادها أن كل من يلتحق منهم بحيش التحرير ومعه بندقية: عادية وأطوماتيكية. يأخذ مبلغ 360 ريالا اسبانية. كهدية.

ثم إن الجيش الفرنسي. خطط لهجوم واسع. وبعدد كبير من الجنود على مركز بوزنب بتاريخ 1955/10/17 فهجم من أربعة محاور. وأحاط به من كل جانب. فاحتله.

ولما رأيت ذلك غضبت غضبا شديدا. ثم أمرت بانشاء مركز لجيش التحرير بالمكان المسمى «تيدوين» على مقربة من بوزنب، وعلى الطريق التي يسلكها الجيش الفرنسي بدباباته وسياراته. ومؤونته. الى مركز بوزنب.

كماقمنا بإنشاء مراكز أخرى في الاماكن الآتية:
1) «مرجانة» - 2) «الماعلي» - 3) «الحرور» -4 ) الرفدي» انشيء في داري 5) «تالمست» وكلها تقع على الحدود بين المنطقة الشمالية. والجنوبية بجبال الريف العتيدة.

ثم قمنا بقطع الطريق على الجيش الفرنسي المرابط ببوزنب. من مركز «تبدوين» فاستحال على الجيش الفرنسي أن يسلك هذا الطريق. أو غيره الى بوزنب. وكانت المؤن العسكرية تأتي إليه عن طريق الجو بالطائرات.

ثم إن فرقة من الجنود السنغاليين التابعة للجيش الفرنسي، التي كانت تتكون من خمسمائة جندي، هجمت علينا لفك الحصار على بوزنب، فتصدينا لهذه الفرقة بنيران بنادقنا ورشاشاتنا، فاضطرت إلى اللجوء إلى الجيش الاسباني الذي كان مرابطا على الحدود. فشددنا عليهم الحصار، والحراسة، فوجدناهم مسلمين يصلون، ولذلك خلينا سبيلهم على أساس أن يرجعوا إلى ثكناتهم لا ليحاربوننا، فرجعوا إلى مركزهم، وهكذا ظل الحصار على بوزنب حتى اضطر الجيش الفرنسي أن يخرج من بوزنب مهزوما مدحورا، طالبا النجاة لنفسه.

وقد زارني في دكاني ببني عمارت الكبطان برجيلة، فوجد على بابه سرجان «السيدالي» الذي طلب منه أن يصحبه إلى إدارة المراقب الاسباني، وقبل أن يرافقه سلم لي حقيبته ومسدسا كان معه، ثم ذهب الى المراقب، صحبة السرجان، وأخيرا أمر المراقب بتفتيش حقيبته ثم ألقى عليه القبض، وأحاله على الإدارة المعنية.

ثم إنه بعد ذلك زارني السيد حمادي اغمير في دكاني فأمرته بأن يلتحق بباب الحيط تنفيذا لأوامر الأستاذ الطريس، فطلب مني أن أؤجله ثلاثة أيام نظرا لزيادة ولد عنده.

وبعد مضي الأجل حضر معه محمد لحطاط، وبعدما خططنا للهجوم على باب الحيط الواقعة بمرنسية، بجبال الريف، كانوا عشرة أبطال كلهم من حزب الاصلاح الوطني وهم السادة:
حمادي اغمير، ومحمد لحطاط، والشهيد محمد البرنوسي، ومحمد كيلي العمارتي، وعلوش رحمة العمارتي، وأحمد الغوش العمارتي، وكان ذلك بتاريخ 1955/10/14 فكان النصر حليفهم، وقد فتحوا مركز باب الحيط.
وقد استشهد في معركة «تبذوين» المجاهد السيد محمد علوش العمارتي.
كما استشهد في معركة بوزنب السادة: عبد السلام ج / سي علي العمارتي، والسيد بوزيد من ترجيست، والسيد حمو بلحسن، ومسعود العادل.

وبعد ما تولى قيادة جيش التحرير السيدان: حمادي اغمير، ومحمد لحطاط بباب الحيط بمرنيسة، التحق بهذه المنطقة المجاهد السيد: محمد بن الحسن الفزازي، الذي استطاع أن يستولي على السلاح الذي كان بيد قائد مرنيسة والشيوخ والجماعة المسلمة إليهم من طرف الفرنسيين ليدافعوا بها عن أنفسهم، فكون مركز «تاوفة» بمرنيسة بجبال الريف، والتحق به عدد كبير من المجاهدين من القبائل المجاورة من اقليم الحسيمة وغيره، كما سيأتي.

ذكر بعض شهداء هذه المواقع
الشهداء الذين سقطوا في هذه المعارك كلهم من الحسيمة وهم كما يلي:
1) عبد السلام قدور العمارتي 2) المكي علي البشيري
3) عبد الهادي الطيب العمارتي 4) محمد علوش علي الترجيستي
5) محوش عبد القادر العمارتي 6) محمد احساين محمد البشيري
7) محمد بوطهر حدوش العمارتي 8) أحمد محمد البشيري
9) محمد صديق علال العمارتي 10) عبد السلام عمرو الجميلي
11) محمد علوش امزوز العمارتي 12) الحمدي عمر البوفراحي
13) علوش محمد عيسى العمارتي 14) مسعود علي اليطفتي
15) محمادي عبد الله عيسى 16) محمد العربي ج/ علي اليطفتي
17) عبد السلام علي العمارتي 18) محمد علي الورياغلي
19) محمد لحسن عبد الله العمارتي 20) محمد عمر محمد الكتامي
21) مسعود أحمد علوش العمارتي 22) لحسن محمد المكي الكتامي
23) عياد محمد علوش العمارتي 24) بعاش علي مسعود السداتي
25) محمد سعد بوثمراقت العماراتي 26) أحمد محمد لوطيلي الحمدي
27) باكدي سلام العمارتي 28) عبد الله محمد من الحسيمة
29) عبد الله حمو المزديوي 30) الخليفي بوزيد من الحسيمة
31) سلام صديق الترجيستي 32) الجيلالي بن الجيلالي من الحسيمة
33) أحمد عمر لكميلي 34) محمد الحاج اليزيد البقيوي
35) عبد القادر عيسى الورياغلي 36) عبد الله حمو ذيوبان بقيوي
37) الحاج محمد التهامي 38) مسعود علال البقيوي
39) محمد سعيد الورياغلي 40) حمو بلحسن
41) مسعود العادل 42) بوزيد من ترجيست
شهادة المجاهد السيد بويلغمان بوزيان ببني أنصار الناظور

الفيديو: