الجمعة، 3 فبراير 2017

مقالات| دوار"إخوانا" قبيلة جزناية ، حُلم بطعم العَلقم .. بقلم : عبد الحفيظ كورجيت

بقلم : عبد الحفيظ كورجيت 

سمّيناه حُلما و الحقيقة أنّه وصمةُ عار على أَجبُن المسئولين والمنتخَبين الحاليين والسابقين وسابقي السابقين و من سبقهم بنسيان دوارنا المسكين من موالين ومعارضين.
   
هل يُعقل، ونحن في الألفية الثّالثة، أن يكون حُلمنا هذا الطريق التّرابي الذي يخترق الصخور ليصل إلى مسجدنا المعمور؟ أهكذا تكون الأحلام في وطني؟ هذا حلمُ المئات من القاطنين بالدّوار والساّكنين في الشتات؟ هل قُدّر لهذه الأرض التي كانت تُسمى مثلث الموت أن تُحرم الحياة ؟

هل يُعقل أن يكون جزاء الخولاليين ،الذين جابهوا الاستعمار، جزاءَ سِنّمار؟ هل من العدل أن يعامَلوا هكذا؟ هل يُعقل أن يتم نسيانهم ودفعهم إلى مغادرة أرضهم؟ الأرض التي ارتوت بالدماء و آوت الشهداء ؟

قمينٌ بهذه البقعة الجغرافية أن تكون مَتحفا مفتوحا و مدرسة للوطنية تنظَّم إليها زيارات وتقام عليها ورشات. المفروض أن يُوجّه إليها التلاميذ والطّلبة لأخذ دروس تطبيقية في الوطنية والمواطنة. هناك يزورون بيوت المقاومين والشهداء ويقفون على مواقع المعارك والثّغور. هناك يطّلعون على تاريخ لم يدوّنه بنمنصور. هناك يكتشفون تاريخا لا تحويه الكتب المدرسية: لا وجود له لا في "المنيرفي التاريخ" ولا في "المنار في الجغرافيا". هناك يقرؤون تاريخا خُطّ بالدّم والألم على كتاب دفّتاه سلسلتان جبليّتان وصفحاته هضاب و صخور و وِديان والعنوان: "أفديك يا أعزّ الأوطان".

كُلّ سنة تُنفق من أجل الاحتفال بمعركة 2 أكتوبر 1955 ميزانية ضخمة . يقولون أنّهم يخلّدون الملحَمَة والحقيقة أنهم يزدَردون حتّى التخمة.

بالأمس انطلق الرّجال ، في التاريخ أعلاه ، بالبارود من الدّوار إلى "بورْدْ ". وتدور الدائرة اليوم لتأتي جحافل الخطباء ل"تتبورْدْ" على أبناء المقاومين والشهداء بالْتهام الطواجين والشواء. تأتي بهم "الزّرود " من "دراع اللّوز" ولُعابهم يسيل لعسل الزعتر وأنواع اللّوز والجوز .يُنجزون حصّة قراءة: يحضرها المحظوظون و إخوان "أشْعَب" ليقرئوا خطابات "périmés " أكل عليها الدّهر وشرب.

هل يوَفّي ذلك الكلام المكرور الذي أنِفَتهً المنصّة و مَلّه الميكروفون حقّ الشهداء والمقاومين و مهاجمي "بِيرُو بورد" ذات ليلة ليلاء؟ و هل يقدّم الكلام شيئا أو يأخره في حياة الأبناء؟
هل يَعرف القوم دوارا يُدعى "إخوانا"؟ إن كانوا يعرفون- ونحسبهم كذلك- فهم مقصّرون ومفرّطون ، وإن لم يكونوا يعرفون فتلك الطّامة.

قاوم آباؤهم الاستعمار الفرنسي وهم الآن يقاومون التيئيس و التهميش و "الحكرة" و التناسي .

يعيش الخولاليون في أماكن شتّى وقلوبهم متعلقة بتلك البقعة المعلّقة على أعناق الجبال. شمروا على سواعد الجد حتى أوصلوا الماء إلى بيوتهم وأشجارهم من مالهم الخاص و بمبادراتهم الشخصية بعد أن نسيتهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

في لقائهم السنوي الأخير(5غشت 2016) راوَدَهم حلم مُزمن ،فلم يتفرقوا إلاّ وهم متفقون على فك العزلة عن الدّوار بشق طريق ترابي يصل إلى مسجد "الرمانة". ولأن وعد الحُرّ دين عليه وفوا بالتزاماتهم فتقاطرت التبرعات من الرجال والنساء.

انطلقت الأشغال التي دامت 3 أشهر ليتحقق الحلم يوم 31 يناير بوصول الطريق إلى منتهاه . إن سألت عنهم فهم في المجمل مستخدمون وموظفون بسطاء وعمال بالخارج. ليسوا رجال أعمال ولا من كبار التجّار لكن همّتهم كبيرة.

التحية والتقدير لبنات وأبناء الخولاليين الذين ساهموا-كل قدر استطاعته-من أجل تحقيق هدفهم معتمدين على الله وعلى إمكاناتهم الذاتية . نشدّ على أيديهم بحرارة ونقول بمرارة لذوي الحلّ و العقد ولصاحب المقعد "3شهور والآلة تحفر ونتوما لا حْس لا خْبْرْ".