بقلم : أبناء المنطقة
لقد جاء المقال بعنوان “جميعا من أجل المحافظة على المآثر التاريخية
ل 02 أكتوبر بمنطقة أجزناية” هذا العنوان الذي استفزني كثيرا و حرك مشاعر الحب و الغيرة بداخلي، باعتباري أحد أبناء مثلث الموت (بورد- أكنول- تينري وسلي).
من هذا المنطلق سأحاول تسليط الضوء على أحد المآثر التاريخية التي كانت و مازالت تشهد على التضحيات الجسيمة التي قدمها أجدادنا في سبيل تحرير البلاد و العباد من قيد المستعمر.
يتعلق الأمر بالثكنة العسكرية التي اتخذها المستعمر الفرنسي أنذاك مقرا له بمركز بورد، هذه الثكنة التي يسميها السكان المحليون “ربيرو”.
يبعد “ربيرو” عن بورد المركز بحوالي km2، و يتشكل من مجموعة من المنازل التي كانت مخصصة “للقبطان” و جنوده بالإضافة إلى السجن الذي كان مخصصا لحبس كل من لا يمتثل “للقوانين” التي فرضتها فرنسا أنذاك أو يعارض السياسة الفرنسية المتغطرسة، كما كان السجن محلا للسكن بالنسبة لأولئك المحكوم عليهم بأعمال “الكرفي” هذه الكلمة الغريبة و المخيفة التي يرددها جدي و هو يطأطا رأسه كلما طلبت منه أن يحكي لي على أيامه السوداء مع المستعمر الفرنسي.
“ربيرو” يتكون كذلك – زيادة على المنازل و السجن – من مجموعة من الخنادق و المغارات التي كانت مخصصة لتخزين الأسلحة و مهام حربية مختلفة حسب رواية السيد الحاج ”محمد بوجبن” أحد المقاومين بالمنطقة. و لا ننسى هنا الإشارة إلى الحديقة الشاسعة التي كانت مليئة بأنواع مختلفة من الفواكه و الخضر في عهد المستعمر.
و بما أن “ربيرو” هو القاعدة الرئيسية لتواجد المستعمر الفرنسي في جماعة بورد آنذاك ، و هو كذلك المكان الذي كانت تخزن فيه الأسلحة، فقد كان هدفا لمجاهدي جيش التحرير بقبيلة أجزناية، حيث سيتعرض لهجوم شرس و ناجح يوم ثاني أكتوبر من سنة 1955 على الساعة الواحدة صباحا.
هذا الهجوم الذي شارك فيه حوالي 40 مجاهدا بقيادة المجاهد و المناضل الكبير عبد العزيز الدوائري وبعتاد جد متواضع من الأسلحة، فقد صرح لي أحد المجاهدين الذين شاركوا في الهجوم تلك الليلة و هو الحاج ”محمد بوجبن” – “بأنهم لم يكن بحوزتهم تلك الليلة سوى 19 بنــدقية بالإضـــافة إلى بعــض الخناجر و المناجل”.
تسعة عشر بندقية كانت كافية لإلحاق هزيمة نكراء بالمستعمر ليلة الهجوم، فقد قتل العديد من العسكريين و جرح آخرون، كما غنم المجاهدون بضع و تسعين بندقية و رشاشين، و تم إطلاق سراح كل السجناء من أبناء المنطقة، العديد منهم انضم للقتال في صفوف المجاهدين، لأن ”هجوم 02 أكتوبر.
كان مجرد بداية لمعركة التحرير بقبيلة أجزناية” على حد قول الحاج ”محمد بوجبن”. أما السيد القبطان فقد فر بجلدهم و زوجته إلى مركز “طهر السوق”، الذي يبعد عن مركز بورد بحوالي 70km، لطلب النجدة.
نجاح هجوم 02 أكتوبر ببورد وتيزي و سيلي و إموزار مرموشة… سيربك حسابات المستعمر بالمنطقة كما سيحطم نفسية الجنود في المعارك التي اندلعت بعد الهجوم، و سيثبت أن جيش التحرير بأجزناية أصبح تنظيما مسلحا قويا و قادرا على زعزعة أسس التواجد الفرنسي بالمنطقة ، و ذلك ما تحقق بالفعل.
أقول في الأخير: أيها الأجداد، أيها الأبطال، أيها العظماء… لقد ضحيتم بالغالي و النــفيس تلبية لنداء الواجب و أديتم ثمن عشقكم للحرية، رغم أنكم رحلتم بلا مجد…رغم ذلك فأنتم في قلوبنا أحياء…وفي التاريخ أنتم خالدون… فشكرا لكم و ألف تحية .
لقد جاء المقال بعنوان “جميعا من أجل المحافظة على المآثر التاريخية
ل 02 أكتوبر بمنطقة أجزناية” هذا العنوان الذي استفزني كثيرا و حرك مشاعر الحب و الغيرة بداخلي، باعتباري أحد أبناء مثلث الموت (بورد- أكنول- تينري وسلي).
من هذا المنطلق سأحاول تسليط الضوء على أحد المآثر التاريخية التي كانت و مازالت تشهد على التضحيات الجسيمة التي قدمها أجدادنا في سبيل تحرير البلاد و العباد من قيد المستعمر.
يتعلق الأمر بالثكنة العسكرية التي اتخذها المستعمر الفرنسي أنذاك مقرا له بمركز بورد، هذه الثكنة التي يسميها السكان المحليون “ربيرو”.
يبعد “ربيرو” عن بورد المركز بحوالي km2، و يتشكل من مجموعة من المنازل التي كانت مخصصة “للقبطان” و جنوده بالإضافة إلى السجن الذي كان مخصصا لحبس كل من لا يمتثل “للقوانين” التي فرضتها فرنسا أنذاك أو يعارض السياسة الفرنسية المتغطرسة، كما كان السجن محلا للسكن بالنسبة لأولئك المحكوم عليهم بأعمال “الكرفي” هذه الكلمة الغريبة و المخيفة التي يرددها جدي و هو يطأطا رأسه كلما طلبت منه أن يحكي لي على أيامه السوداء مع المستعمر الفرنسي.
“ربيرو” يتكون كذلك – زيادة على المنازل و السجن – من مجموعة من الخنادق و المغارات التي كانت مخصصة لتخزين الأسلحة و مهام حربية مختلفة حسب رواية السيد الحاج ”محمد بوجبن” أحد المقاومين بالمنطقة. و لا ننسى هنا الإشارة إلى الحديقة الشاسعة التي كانت مليئة بأنواع مختلفة من الفواكه و الخضر في عهد المستعمر.
و بما أن “ربيرو” هو القاعدة الرئيسية لتواجد المستعمر الفرنسي في جماعة بورد آنذاك ، و هو كذلك المكان الذي كانت تخزن فيه الأسلحة، فقد كان هدفا لمجاهدي جيش التحرير بقبيلة أجزناية، حيث سيتعرض لهجوم شرس و ناجح يوم ثاني أكتوبر من سنة 1955 على الساعة الواحدة صباحا.
هذا الهجوم الذي شارك فيه حوالي 40 مجاهدا بقيادة المجاهد و المناضل الكبير عبد العزيز الدوائري وبعتاد جد متواضع من الأسلحة، فقد صرح لي أحد المجاهدين الذين شاركوا في الهجوم تلك الليلة و هو الحاج ”محمد بوجبن” – “بأنهم لم يكن بحوزتهم تلك الليلة سوى 19 بنــدقية بالإضـــافة إلى بعــض الخناجر و المناجل”.
تسعة عشر بندقية كانت كافية لإلحاق هزيمة نكراء بالمستعمر ليلة الهجوم، فقد قتل العديد من العسكريين و جرح آخرون، كما غنم المجاهدون بضع و تسعين بندقية و رشاشين، و تم إطلاق سراح كل السجناء من أبناء المنطقة، العديد منهم انضم للقتال في صفوف المجاهدين، لأن ”هجوم 02 أكتوبر.
كان مجرد بداية لمعركة التحرير بقبيلة أجزناية” على حد قول الحاج ”محمد بوجبن”. أما السيد القبطان فقد فر بجلدهم و زوجته إلى مركز “طهر السوق”، الذي يبعد عن مركز بورد بحوالي 70km، لطلب النجدة.
نجاح هجوم 02 أكتوبر ببورد وتيزي و سيلي و إموزار مرموشة… سيربك حسابات المستعمر بالمنطقة كما سيحطم نفسية الجنود في المعارك التي اندلعت بعد الهجوم، و سيثبت أن جيش التحرير بأجزناية أصبح تنظيما مسلحا قويا و قادرا على زعزعة أسس التواجد الفرنسي بالمنطقة ، و ذلك ما تحقق بالفعل.
أقول في الأخير: أيها الأجداد، أيها الأبطال، أيها العظماء… لقد ضحيتم بالغالي و النــفيس تلبية لنداء الواجب و أديتم ثمن عشقكم للحرية، رغم أنكم رحلتم بلا مجد…رغم ذلك فأنتم في قلوبنا أحياء…وفي التاريخ أنتم خالدون… فشكرا لكم و ألف تحية .