الأربعاء، 8 فبراير 2017

بلاغ جمعية "ذاكرة الريف" بشأن تخليد الذكرى 54 لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي والإنزال الأمني المكثف بإقليم الحسيمة

تحرير : نجيم السبع

جاء على لسان السيد عمر لمعلم رئيس جمعية "ذاكرة الريف" ما يلي: "نحن في جمعية ذاكرة الريف، كنا دوما نحيي هذه المناسبة، بتنظيم أنشطة ثقافية وفكرية وتحسيسية.


والقيام بزيارات لبعض المواقع والمآثر ذات الصلة بالمقاومة، ولمقبرة المجاهدين بأجدير للترحم على الشهداء والمقاومين، لما يمثله الشهيد مولاي موحند في ذاكرتنا الجماعية ولإسهاماته الرائدة في التحرير والتحرر. 

وكنا دوما نناشد جميع المهتمين والفاعلين وعموم الناس، باستحضار الذكرى واستلهام القيم التحررية من ملاحم المقاومة الريفية وإنجازاتها على مختلف جبهات القتال وفي المجالات السياسية والاجتماعية والتعليمية... وتوظيفها لبناء مستقبل أفضل للريفيين ولعموم المغاربة والمغاربيين... وكنا نطالب وسائل الإعلام بمختلف أنواعها إلى إثارة مواضيع ذات علاقة بذاكرة الريف عموما وبنضالات الأجداد على وجه الخصوص. وهذه السنة اعتبرنا الدعوة إلى تنظيم وقفات احتجاجية وتحسيسية ومسيرات شعبية بالتزامن مع الذكرى 54، وإحيائها في الفضاءات العمومية وإشراك عموم الناس فيها، خطوة هامة لربط الماضي بالحاضر قصد التوجه نحو المستقبل بخطى واثقة وإرادة حازمة لا تلين ولا تستكين. لكننا تفاجأنا بالإنزال المكثف لمختلف الأجهزة (الدرك والشرطة والقوات المساعدة والمخابرات...) لتطويق الفضاءات وإقامة الحواجز ومنع الناس من التجمع والاحتجاج، وتفريقهم بالقوة واعتقال الكثيرين وجرح آخرين... وعاد الكلام الجارح والساقط إلى أفواه بعض أفراد قوات القمع المدججة بالهراوات، وإلى محاولة المس بكرامة الريفيين ونعتهم بأقدح الأوصاف... إن إصرار من بيدهم القرار على التنكيل بالناس يوم إحيائهم لذكرى رحيل الأمير (وهنا نذكر بالمنع المتتالي لإقامة أنشطة ببلدة أنوال وبتمزيق صور الأمير...)، إنما يعكس استمرار توجسهم من الرجل وأفكاره، وقلقهم من فهم الناس لمواقفه وإنجازاته، ويكشف زيف الشعارات التي يرددونها دوما من قبيل النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للريف، والمصالحة مع الريف والاعتراف بأمجاده ودوره الريادي في التحرير والتحرر من الاستعمار والطغيان .

إننا في جمعية ذاكرة الريف إذ نعبر عن إدانتنا واستنكارنا للقمع المسلط على أهل الريف ومنعهم من الاحتجاج، خاصة بمدينة الحسيمة وبلدة بوكيدارن التي قيل عنها أن أفرادا من القوات التي تدخلت قامت بتكسير وإتلاف بعض الممتلكات الخاصة... وعن شجبنا لكل المحاولات الرامية إلى طمس وتزييف الحقائق التاريخية، فإننا نطالب الحاكمين بالاستجابة الفورية لمطالب ساكنة الريف، واحترام رموزه التاريخية وثقافته وخصوصياته، وبإطلاق سراح كافة المعتقلين وتعويض الجرحى... ونناشد الفاعلين عموما ومؤطري الحراك خصوصا بتوخي الحيطة والحذر والتحلي بالصبر والعزيمة والاستفادة من تجارب الماضي للسير بالحراك نحو تحقيق غاياته الفضلى."