ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ قديماً ﺃﻛﺜﺮ ﻛﺪﺍً ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺃﻋﻤﺎلها ﺃﻛﺜﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻗﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ، ﺣﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺍﻷﺣﺮﺍﺵ.
ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﻏﺬﺍﺋﻬﺎ ﻭﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺸﺆﻭﻧﻬﺎ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺐ ﻭﻟﺒﻦ ﺷﻬﻲ ﻭﺯﺑﺪﺓ ﻃﺮﻳﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻓﻠﻠﻤﺮﺃﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻟﻬﺎ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ.
ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺠﺐ ﻭﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﺞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ : ﻭﺍﻹﻧﻀﺎﺝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻃﺤﻦ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺤﻨﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻘﻴﺘﻬﺎ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺧﺒﺰﺓ ﺃﻭ ﻓﻄﻴﺮﺓ ﻭﻃﻌﺎﻣﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻀﺞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭﺍﻟﻘﺶ ،ﻓﺘﺤﻄﺐ ،ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﻮﻓﺮﺍ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ " ﺍﻟﺒﻮﺵ " ﻗﻠﺔ ﻛﺮﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﺴﻊ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 ﻟﺘﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ،ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﻓﺘﻀﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ.
ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺖ ،ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ،ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻠﺞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻭﺗﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﻨﺬ 14 ﺳﻨﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻘﻊ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻜﻸ ﻟﻠﻘﻄﻴﻊ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻠﺐ ﻭﺗﺸﺘﻐﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﻠﺒﻦ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺴﺮﺏ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺟﻨﺔ.
ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﻗﻌﺎ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺼﻮﻑ ،ﻣﻦ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﻭﺗﺠﻔﻴﻔﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﻃﻴﺒﻬﺎ ﻭﺗﻠﻴﻴﻨﻬﺎ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ،ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺞ : ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻼﺏ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻧﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﺤﺎﻳﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻗﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﻓﺎﻟﺨﻴﻮﻁ ﻏﻠﻴﻈﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺼﺐ " ﻧﻮﺍﻝ " ﺧﺎﺹ ﻭﺁﻟﺔ ﺍﻟﻨﺴﺞ ﻭﻧﻘﻮﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺃﺷﻐﺎﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺨﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ،ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻐﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﺗﻨﺠﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﺘﻮﻗﻆ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﺘﻬﻴﺊ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻬﻼ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ،ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺤﻠﺐ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻋﻰ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﺧﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺮﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﻄﺮﻕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻴﻊ ﺣﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ "ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ "ﻭﻣﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺣﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻜﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺰﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻻﺗﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻣﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ.
ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﻏﺬﺍﺋﻬﺎ ﻭﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺸﺆﻭﻧﻬﺎ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺐ ﻭﻟﺒﻦ ﺷﻬﻲ ﻭﺯﺑﺪﺓ ﻃﺮﻳﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻓﻠﻠﻤﺮﺃﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻟﻬﺎ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ.
ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺠﺐ ﻭﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﺞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ : ﻭﺍﻹﻧﻀﺎﺝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻃﺤﻦ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺤﻨﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻘﻴﺘﻬﺎ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺧﺒﺰﺓ ﺃﻭ ﻓﻄﻴﺮﺓ ﻭﻃﻌﺎﻣﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻀﺞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭﺍﻟﻘﺶ ،ﻓﺘﺤﻄﺐ ،ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﻮﻓﺮﺍ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ " ﺍﻟﺒﻮﺵ " ﻗﻠﺔ ﻛﺮﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﺴﻊ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 ﻟﺘﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ،ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﻓﺘﻀﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ.
ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺖ ،ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ،ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻠﺞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻭﺗﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﻨﺬ 14 ﺳﻨﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻘﻊ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻜﻸ ﻟﻠﻘﻄﻴﻊ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻠﺐ ﻭﺗﺸﺘﻐﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﻠﺒﻦ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺴﺮﺏ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺟﻨﺔ.
ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﻗﻌﺎ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺼﻮﻑ ،ﻣﻦ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﻭﺗﺠﻔﻴﻔﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﻃﻴﺒﻬﺎ ﻭﺗﻠﻴﻴﻨﻬﺎ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ،ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺞ : ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻼﺏ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻧﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﺤﺎﻳﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻗﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﻓﺎﻟﺨﻴﻮﻁ ﻏﻠﻴﻈﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺼﺐ " ﻧﻮﺍﻝ " ﺧﺎﺹ ﻭﺁﻟﺔ ﺍﻟﻨﺴﺞ ﻭﻧﻘﻮﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺃﺷﻐﺎﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺨﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ،ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻐﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﺗﻨﺠﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﺘﻮﻗﻆ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﺘﻬﻴﺊ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻬﻼ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ،ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺤﻠﺐ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻋﻰ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﺧﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺮﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﻄﺮﻕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻴﻊ ﺣﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ "ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ "ﻭﻣﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺣﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻜﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺰﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻻﺗﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻣﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ.
على الرغم من الجهودات المبذولة للنهوض بالمرأة الريفية دوليا
ومحليا، أوحتى محاولات المرأة الريفية في حدّ ذاتها، للإرتقاء بوضعها ووضع
أسرتها المعيشي، إلا أنها لاتزال تتعرض للتهميش وتحديات كبيرة تعيق
ممارستها لحقوقهاالإنسانية، وتقدمها الشخصي، وسعيها إلى تحقيق تطلعاتها،
كما تعيق أيضا عملية تحقيق التنمية المستدامة. بإعتبارأن المرأة هي العامل
الرئيسي الذي يربط كل حلقات السلسلة الإقتصادية على كل المستويات، فهي
المحرك الرئيسي في عملية التنمية الزراعية والصناعية في الأرياف.
ومن أبرز هذه العوائق التي تواجه المرأة الريفية والتي تتعلق في مجملها بعدم حصولها على القدر الكافي من التعليم، ويعاز هذا "الفقر التعليمي" للمرأة الريفية لأسباب كثيرة متداخلة، منها بُعد مراكز التعليم عن مناطق السكن، بلإضافة إلى إنقطاع الفتيات المبكر عن التعليم بسبب الزواج.
للمرأة قبل نصف قرن من الزمان؛ سجل حافل بالكدح والكفاح، والتضحية والعطاء ، إذ كانت كالنحلة العاملة؛ لا تهدأ عن الحركة ، ولا تتوقف عن النشاط ؛ قدمت جهدها ، وبذلت وقتها؛ في خدمة زوجها، ورعاية أبنائها، فحافظت بذلك على نفسها، وارتقت بأسرتها، وساهمت في بناء مجتمعها.
كانت المرأة (القروية والبدوية )؛ تقوم بالأعمال الشاقة، وتتولى المهام الصعبة، وتتحمل المسؤوليات الكبيرة ، وتقضي الأشغال الكثيرة، خذوا مثلاً: كانت تجلب الحطب.وتوقد النار للطبخ والتدفئة.وتجهز الأكل والقهوة.وتطحن الحَبِّ بالرحاة.وتصنع الخبز وتحبس البهم.وترعى الغنم.وتلقّم البقر.وتحلب الشاه.وتمخض اللبن وتطرح العلف للدواب.وتدهن البيت،وتصلح تراب سقفه وجدرانه وأرضيته.وتشارك في الحرث والتسميد والري والصرام والدياس .وتجلب الماء من البئر.وتنظف البيت.وتخيط الملابس.وتنسج الصوف.وتعتني بالعيال.تصنع كل شيء؛ ورضيعها في جنبها بالميزب.وقبل كل هذا ؛ تهتم بإرضاء بعلها، وتسعى في خدمته ، وتحرص على إسعاده.
عملت المرأة قديماً بهمّة متوثبة، وروح متحمسة ، ونفس راضية ، كان عليها لباس الحشمة، ورداء العفة، ووشاح الطهارة، يساعدها الرجل في أعمالها، ويساندها في تنفيذ مهامها، إلا إنها كانت تشتكي من الضنك ،والجور، والإذلال، وكان في زمنها بعض البدع والخرافات، وذلك نتيجة لضعف الالتزام الديني ، وقلة الوعي الثقافي، وشيوع الأمية والفقر بين أفراد المجتمع.
وأما حالها مع حال المرأة في زماننا هذا؛ فلا مجال للمقارنة بينهما؛ المرأة اليوم محمولة ، مكفولة ، مخدومة، ومعززة ومكرمة،لا نصب، ولا تعب، ولا جوع، ولا معاناة.
وكانت للنساء فيما مضى؛ عطاء أدبي مميز، له خصائصه وسماته وموضوعاته الخاصة؛ التي لا يمكن للرجل أن يصل إليها، فالعاطفة لدى المرأة أكثر غزارة من الرجل ، إذ نجد في أشعارها؛ هواجس وهموم، وحب وحنين ، وتوجيه ومناصحة، وفيها كذلك صورة لبعض الجوانب الثقافية والاجتماعية للبيئة التي عاشت فيها.
وكانت ألسنة النساء تردد الشعر في مواقف كثيرة، وفي مناسبات عديدة، فهو أسلوب اتصال، وناقل أفكار، وناشر أخبار، فكان له من الاهتمام ؛ الحيز الوفير ، وكان للشاعرات المكانة المرموقة، والكلمة المسموعة.
هذه المقالة ؛بيان عن حقبة زمنية قديمة، لكنها ليست دعوة إلى إقحام النساء في أعمال تخص الرجال، وإنما هي دعوة إلى زيادة تحمل المسؤولية الأسرية والاجتماعية، راجياً أن نجد في بناتنا؛ من تهتم بدراسة هذا المجال، وذلك بإبراز الجوانب المضيئة من حياة الأمهات في الزمن الماضي.
ومن أبرز هذه العوائق التي تواجه المرأة الريفية والتي تتعلق في مجملها بعدم حصولها على القدر الكافي من التعليم، ويعاز هذا "الفقر التعليمي" للمرأة الريفية لأسباب كثيرة متداخلة، منها بُعد مراكز التعليم عن مناطق السكن، بلإضافة إلى إنقطاع الفتيات المبكر عن التعليم بسبب الزواج.
للمرأة قبل نصف قرن من الزمان؛ سجل حافل بالكدح والكفاح، والتضحية والعطاء ، إذ كانت كالنحلة العاملة؛ لا تهدأ عن الحركة ، ولا تتوقف عن النشاط ؛ قدمت جهدها ، وبذلت وقتها؛ في خدمة زوجها، ورعاية أبنائها، فحافظت بذلك على نفسها، وارتقت بأسرتها، وساهمت في بناء مجتمعها.
كانت المرأة (القروية والبدوية )؛ تقوم بالأعمال الشاقة، وتتولى المهام الصعبة، وتتحمل المسؤوليات الكبيرة ، وتقضي الأشغال الكثيرة، خذوا مثلاً: كانت تجلب الحطب.وتوقد النار للطبخ والتدفئة.وتجهز الأكل والقهوة.وتطحن الحَبِّ بالرحاة.وتصنع الخبز وتحبس البهم.وترعى الغنم.وتلقّم البقر.وتحلب الشاه.وتمخض اللبن وتطرح العلف للدواب.وتدهن البيت،وتصلح تراب سقفه وجدرانه وأرضيته.وتشارك في الحرث والتسميد والري والصرام والدياس .وتجلب الماء من البئر.وتنظف البيت.وتخيط الملابس.وتنسج الصوف.وتعتني بالعيال.تصنع كل شيء؛ ورضيعها في جنبها بالميزب.وقبل كل هذا ؛ تهتم بإرضاء بعلها، وتسعى في خدمته ، وتحرص على إسعاده.
عملت المرأة قديماً بهمّة متوثبة، وروح متحمسة ، ونفس راضية ، كان عليها لباس الحشمة، ورداء العفة، ووشاح الطهارة، يساعدها الرجل في أعمالها، ويساندها في تنفيذ مهامها، إلا إنها كانت تشتكي من الضنك ،والجور، والإذلال، وكان في زمنها بعض البدع والخرافات، وذلك نتيجة لضعف الالتزام الديني ، وقلة الوعي الثقافي، وشيوع الأمية والفقر بين أفراد المجتمع.
وأما حالها مع حال المرأة في زماننا هذا؛ فلا مجال للمقارنة بينهما؛ المرأة اليوم محمولة ، مكفولة ، مخدومة، ومعززة ومكرمة،لا نصب، ولا تعب، ولا جوع، ولا معاناة.
وكانت للنساء فيما مضى؛ عطاء أدبي مميز، له خصائصه وسماته وموضوعاته الخاصة؛ التي لا يمكن للرجل أن يصل إليها، فالعاطفة لدى المرأة أكثر غزارة من الرجل ، إذ نجد في أشعارها؛ هواجس وهموم، وحب وحنين ، وتوجيه ومناصحة، وفيها كذلك صورة لبعض الجوانب الثقافية والاجتماعية للبيئة التي عاشت فيها.
وكانت ألسنة النساء تردد الشعر في مواقف كثيرة، وفي مناسبات عديدة، فهو أسلوب اتصال، وناقل أفكار، وناشر أخبار، فكان له من الاهتمام ؛ الحيز الوفير ، وكان للشاعرات المكانة المرموقة، والكلمة المسموعة.
هذه المقالة ؛بيان عن حقبة زمنية قديمة، لكنها ليست دعوة إلى إقحام النساء في أعمال تخص الرجال، وإنما هي دعوة إلى زيادة تحمل المسؤولية الأسرية والاجتماعية، راجياً أن نجد في بناتنا؛ من تهتم بدراسة هذا المجال، وذلك بإبراز الجوانب المضيئة من حياة الأمهات في الزمن الماضي.
الڨيديو: