الخميس، 18 يوليو 2019

حكاية أحد أقدم المساجد بإگزناين "القرمود" من العهد المريني.. بقلم : محسن عبد الباسط


بقلم : محسن عبد الباسط

تاريخيا: مسجد القرمود اقدم مسجد في اكزناية برمتها تقول بعض المصادر الشفهية وبعض الكتب التاريخية ان هذا المسجد كان اسمه مسجد "ميسرة" في عهد المرينيين اي القرن 14 باعتبار ان التصميم و العمارة الإسلامية و الزخرفة تحيل الى العهد المريني الذي تزامن وبناء المسجد الاعظم الجامع لكبير في تازة العليا.


وترجح فرضية تأسيسه على يد ابي الحسن المريني لكنه اندثر بفعل العوامل المناخية و الطبيعة وتمت إعادة بنائه في القرن 16 و بمجرد حفر الاساس عثرو على حجر احمر يسمى انذاك القدمود و في رواية أخرى تتحدث على العثور على بقايا قرمود حقيقي للمسجد العتيق فتم اقتراح هذا الاسم من طرف أعيان القبيلة و شرفاءها.

جغرافيا: يمتاز هذا المسجد بخاصية من خاصيات بناء المساجد عند المرينين هي بناء مساجد بمناطق مرتفعة وعالية "كدية مطلة على الواد" وغير بعيدة جدا من الانهار والمجاري المائية على ارتفاع مهم و هذا ما يتضح جليا في هاته الصور بالإضافة إلى ان المسجد يحيط به صور متين على ارتفاع ثمانية أمتار و على امتداد عشرين مترا من جهة الوادي لحمياته من التصدعات جراء انجرافات التربة و تاثيرات الواد المجاور.

اجتماعيا: بعد مرور اكثر من ست قرون من الزمان على هذا المسجد الرائع الذي عبر منه جهابذة من الخطباء الصالحين الذين كانوا يؤلفون بين قلوب الناس حتى اضحى هذا المسجد المبارك قبلة لطلاب العلم والمعرفة وطلاب الفتاوى و كذا الصلح والمصالحة في الأمور الاجتماعية و أصبح بالتالى مركزا للقبيلة و رمز القوة و المنعة و ابراز إشعاعه في المجال الاجتماعي و التضامني و الديني على مدار العصور و الازمة يبقى شامخا صامدا بقدرة قادر.

علميا: يتربع مسجد القرمود في صدارة المساجد في شمال المغرب من الناحية العلمية و الأدبية و الدينية كمساجد فاس و مراكش و مكناس و وجدة و حتى تلمسان فله تاريخ عظيم مشرف من حركة العلم والثقافة الإسلامية بصفة عامة التي كانت توجه حياة الاكزنائيين الروحية و الدينية والأدبية والثقافية لزمن طويل وكانت هذه المنارة الأدبية حديث المساجد في كل ربوع المغرب عامة و اكزناية خاصة و التى ضهرت تنافسه فيما بعد في هذا الإشعاع من مثل مساجد صنهاجة و بني وراين وغيرها.

المعلمة كما أشرت سابقا في مقالات مختلفة يجب الاهتمام بها في حاضرها والبحث في تاريخها ودورها عبر الزمن الطويل الذي عاشه الإنسان الاكزنائي في كل هاته الربوع.