الجمعة، 10 أبريل 2015

عين الحمراء .. الطبيعة لها مكان

تحرير : نجيم السبع
 ein Bild 



يقع مركز عين الحمراء في الوسط الشمالي للمغرب في سلسلة جبال الريف, والذي ينتمي الى جهة الحسيمة تازة تاونات, حيث يبعد عن تازة بحوالي 76كلم عبر الطريق الجهوية رقم 510 الرابطة بين تازة وتاونات عبر أكنول و طهر السوق , ويبعد عن الحسيمة بحوالي 110 كلم , وعن تاونات ب 104 كلم عبر بورد .
 
إن مركز العين الحمراء الذي تستوطنه حاليا عناصر بشرية من قبيلة اجزناية الريفية الأصل عرف استقرارا بشريا منذ عصور قديمة, وتشهد على ذلك مجموعة من الأطلال وخاصة تلك المتعلقة بالمغارات كمغارة ّافري انطنزارّ والذي يعني باللغة العربية (مغارة الأنف) ثم ّافران ازكاغنّ (المغارات الحمراء) بالإضافة إلى مجموعة من المنازل المهدمة في مكان يسمى ّافايوينّ والتي بقيت منه إلى حد الآن أسوار عريضة تشهد على قدم التعمير التي عرفتها المنطقة. عرفت العين الحمراء تحولات على مستوى التجهيزات بعد الزيارة الملكية التي قام بها محمد الخامس للمنطقة والتي كانت بمثابة نقطة انطلاق بعض المشاريع .

مصدر التسمية
ظل المركز يحمل اسم ّ تمسزشتّ والتي تعني المياه الصافية وكذا اسم ّ ثارا ثازكغتّ والتي تعني العين الحمراء, وذلك نتيجة للراسب الأحمر الذي يظهر على مجرى المياه نتيجة ارتفاع نسبة الحديد التي تحتوي عليها هذه المياه,وعلى اثر الزيارة التي قام بها المغفور له محمد الخامس يوم14 يوليوز 1956 لقبيلة اجزناية فأطلق عليها اسم ّ عين الرحمة ّ والمركز ككل يسمى العين الحمراء .

التغيرات البنيوية للمركز
عرفت العين الحمراء في المرحلة الاستقلالية تغيرات جذرية ,انتقلت من مركز شبه مجهول لدى المغاربة الى مركز استقطاب للزوار بعد الزيارة الملكية للمنطقة .تم تقديم ماء هذه العين لجلالته مع بعض الشروحات حول أهميته الاستشفائية لذلك أطلق عليها اسم عين الرحمة ,وأثناء عودته الى الرباط تم اصدار اعلانات في الاذاعة الوطنية للتعريف بموقع العين الحمراء لكونها حامة استشفائية مهمة , وتم اعطاء معلومات كافية حول المسافة بينها وبين بلقي جهات المغرب ولم تمض سوى أيام معدودة حتى أصبحت العين الحمراء تستقطب أفواجا متتالية من الزوار من كل أنحاء المملكة , حيث كانت تصل ما بين 7 إلى 9 حافلات قادمة من الناظور وامليلية وما يفوق 9 حافلات قادمة من المنطقة الغربية , و 45 سيارة أجرة قادمة من إقليم تازة يوميا بالإضافة إلى السيارات الخاصة.

نظرا لإمكانيات السكان الاقتصادية الضعيفة لتوفير دور الكراء اللازمة لاستقبال هذا الكم الهائل من الزوار , تم تنصيب مجموعة من الخيم لإيوائهم بلغ عددهم حوالي 1100 خيمة سنة 1956 بالإضافة إلى 10 خيام مخصصة للاستحمام بالإضافة إلى ثلاثة منازل قريبة من المنبع كانت بدورها تستعمل للكراء.