تحرير : نجيم السبع
بعد اغتيال محمد أمزيان في 1912 الذي تزعم المقاومة الريفية في بدايتها وسيطرة الإسبان على الريف، ظهرت مقاومة منظمة تزعمها في البداية عبدالكريم الخطابي قاضي بني ورياغل، الذي ربط كفاحه بكفاح الشعوب التي تخوض الحروب التحررية.
بعد اغتيال محمد أمزيان في 1912 الذي تزعم المقاومة الريفية في بدايتها وسيطرة الإسبان على الريف، ظهرت مقاومة منظمة تزعمها في البداية عبدالكريم الخطابي قاضي بني ورياغل، الذي ربط كفاحه بكفاح الشعوب التي تخوض الحروب التحررية.
واعتبر تحرير الريف مرحلة أولى لتحقيق استقلال المغرب.
وحققت المقاومة الريفية انتصاراتها الأولى في جبل عريت وجبل إبران، لكن أهم
انتصار حققته في معركة أنوال في يوليوز 1921 أمام القوات الإسبانية التي قادها الجنيرال سيلفستر. وفي 1924 لم
يبق بيد الاسبان سوى العرائش وأصيلا وسبتة ومليلية.
ونظم محمد بن عبد
الكريم المناطق المحررة وفرض التجنيد الإجباري، فوجدت إسبانيا نفسها عاجزة
عن احتلال الريف، فتحالفت مع فرنسا التي أصبحت تنظر بجدية لحركة الخطابي
التي تهدد مصالحها، واستمرت المواجهات العسكرية ضد المستعمرين من 1924 إلى 1926 حيث سلم قائد الثورة الريفية نفسه للقوات الفرنسية، حقنا لدماء المسلمين. ونفي إلى جزيرة لاريينيونLaréunion لمدة 20 سنة، ثم استقر في مصر لمتابعة النضال السياسي.
واستمرت المقاومة في عدة مناطق إلى حدود 1934 حيث احتلت الجيوش الفرنسية والإسبانية ما تبقى من المناطق المغربية مثل تافيلالت وجبل صاغرو بعد إخضاع قبائل أيت عطا وكذلك منطقة درعة والأطلس الكبير والصغير والمناطق الجنوبية الصحراوية وفي نفس السنة عرفت المدن المغربية انطلاق الحركة الوطنية التي نهجت الأسلوب السياسي للتحاور مع الاستعمار.
قاد الحركة الوطنية شباب ينتمي في معظمه إلى العائلات المتوسطة بالمدن،
تلقى ثقافته إما على يد رواد السلفية بالمغرب، أو بالمدارس العصرية التي
أحدثتها الإقامة العامة، وكذلك بالخارج. واستفاد هذا الشباب من تجربة
المقاومة المسلحة، وتبنى فكرة القومية العربية التي دعا إليها شكيب أرسلان.
وشكل المغاربة المضطهدون من طرف الاستعمار القاعدة التي ارتكزت عليها
الحركة الوطنية. وأمام الوعي الثقافي والتأزم الاقتصادي، أصدرت سلطات
الحماية الظهير البربري في 16 ماي 1930، فقامت انتفاضة شعبية تطالب بإلغائه، فكان ذلك الحدث بداية للتنظيم السياسي والعمل الوطني. وتأسست الجرائد مثل المغرب الكبير بباريس 1932 وجريدة عمل الشعب بفاس 1933 ، تصدران بالفرنسية لأن سلطات الحماية منعت إصدار الجرائد العربية. وبدأ الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1933 لتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية.
بعد فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، استغلت في سنة 1952
فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي
التونسي فرحات حشاد،لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين ومنع الأحزاب والصحف.
أطلقت النار على المتظاهرين، حيث قتل في الدار البيضاء وحدها حوالي 16 ألف مغربي.
واجه الغاربة الاحتلال الأجنبي بطرق مختلفة تمثلت في المقاومة المسلحة والنضال السياسي. وقدموا تضحيات جسيمة للحصول على الاستقلال.
الفيديو:
هنا زيارة للمندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير إلى أجدير اكزناية:
ندوة حول تاريخ جيش التحرير في الريف (اڭزناية) مع الأستاذ محمد الخواجة - بوريد :