الخميس، 6 أغسطس 2015

رجالات اڭزناية عبر التاريخ (3)| المجاهد : الحسن الزكريتي

تحرير : نجيم السبع

الفقيه العدل نائب القاضي في أكنول ، الشهيد سيدي الحسن بن حموش الزكريتي ، من المفكرين الأوائل في تأسيس جيش التحرير في قبيلة اجزناية ، كان له دور قيادي في تأطير الرجال قبل إشعال الحرب ضد فرنسا في 2 أكتوبر 1955م.
ولمكانته في مجتمعه من سكان قبيلة اجزناية كان محط الأنظار  والتشاور ونسج الخيوط الأولى لتأسيس جيش التحرير إلى جانب إخوانه امثال سيدي علي بن سيدي بوطاهر أقضاض ، وسيدي عبد العزيز أقضاض ، وسيدي عبد السلام الحمداوي. 

عند استسلام الأمير عبد الكريم الخطابي بتركيست سنة 1926 صرح لأحد رفاقه في الثورة : "لن تكون هذه هي نهايتنا، سوف نعود لحمل السلاح مهما طال الأمد" (محمد سلام أمزيان، عبد الكريم الخطابي وحرب الريف).

 ربما يتساءل الكثير منا، ما هي العلاقة التي تجمع بين هذين الرجلين، الأول يعرفه الجميع، والثاني ظل مجهولا في تاريخ المقاومة الريفية وجيش التحرير.

بعودتنا إلى سنوات الثورة الريفية (1926 – 1921) نجد أن المجاهد حسن الزكريتي، كان يعتبر ممثل الأمير محمد عبد الكريم الخطابي على منطقة "اجزناية". وقد عينه الأمير كاتبا عاما لمنطقة "اجزناية" وتابعا للقيادة الفرعية التي يرأسها المجاهد "حدو ومحمد أمزيان" بأكنول ، فقد كانت له مشاركة فعالة في الثورة الريفية، بحيث شارك في عدة معارك منها، معركة سيدي إبراهيم بـ"تزي عزا" وغيرهما ، وقد صرح السيد حسن الزكيتي (ابن الحسن الزكيتي) بأن والده كان صديقا للمجاهد الأمير بن عبد الكريم الخطابي ، يقول الزكيتي الابن، بأن والده حمل السلاح مرتين مع الأمير الخطابي، مرة في الثورة الريفية (1926 – 1921 ) ومرة في انطلاق عمليات جيش التحرير (1955). 1- لقاء وجهاء "اجزناية" بالأمير في القاهرة سنة 1952، أرسل الفقيه الحسن الزكيتي الحموشي وفدا من وجهاء "اجزناية" لأجل اللقاء بالأمير الخطابي، قصد التنسيق معه، لأجل إحياء روح المقاومة وحمل السلاح. وقد تعمد السيد الزكيتي اختيار ثلة من الوجهاء هم في الأصل مجاهدون سابقون في الثورة الريفية (1926 – 1921 ).

هؤلاء الرجال، اختيارهم الزكيتي بعنياة ودقة كي تنجح المهمة المنوطة بهم. وكان الوفد يتكون من السادة : - الشهيد الحاج عمر أبرقي الفتوحي (شارك في الثورة الريفية) - الشهيد عبد السلام بن حدو التغلاسي (شارك في الثورة الريفية) - الشهيد عبد الله مشدود الزكيتي (شارك في الثورة الريفية) - الشهيد عمر أخياط الوونكوري (شارك في الثورة الريفية) وعند لقاء الأمير بالوفد الريفي أكرمهم وأحسن ضيافتهم، وقد تجاوب مع أفكارهم التي ترمي إلى إحياء أيام الثورة التي جمعتهم بسموه بجبال الريف في ملاحم، أنوال، إغريبن، العروي... وجد الأمير في الوفد الريفي الذي نقل اقتراحات وأفكار ومخططات المجاهد حسن الزكيتي خير وسيلة لطرد الاستعمار الفرنسي والإسباني. 2 – عودة الوفد إلى "اجزناية" : وعند عودتهم إلى "اجزناية" اتصلوا بالمجاهد الحسن الزكيتي ليطلعوه على مضمون لقاء القاهرة مع الأمير بن عبد الكريم الخطابي وحصولهم على الضوء الأخضر لإحياء الثورة المسلحة في الريف (عبد القادر بوراس، جانب من مقاومة "اجزناية" للاستعمار الفرنسي-الحسن الزكيتي ونجله عبد الله الزكيتي نموذجا) يقول عبد العزيز أقضاض الدوائري أحد قادة جيش التحرير في "اجزناية" في مذكراته :'يعتبر المجاهد الحسن الزكيتي الحموشي الأب الروحي للثورة بمنطقة "اجزناية"". لقد احتفظ المجاهد الحسن الزكيتي بنفس البنية العسكرية التي انتهجها الأمير الخطابي في الثورة الريفية (1926 – 1921). - قائد الرحى - قائد المائة - قائد 30 3- تطبيق أسلوب حرب العصابات على القائد الزكيتي : ذكر الجينرال "Bilotte" خلال ندورة صحفية ببورد يوم 5 أكتوبر 1955 "أن الوحدات التي تمكنت من احتلال وتطويق أكنول، بورد، تيزي أوسلي، لم تجد أمامها سوى الأشباح، غير أن وحدات الهندسة المتنقلة تجد نفسها كل يوم مزلمة بإصلاح خطوط الهاتف وترميم القناطر التي تتعرض كل يوم للإتلاف، إننا أمام حرب المستنقعات ليس لمواجهة قوات نظامية وإنما أشباح يتبخرون في الطبيعة التي يعرفون مسالكها الوعرة" (شارل أندري جوليان، المغرب في مواجهة الإمبريالية ) 4- استشهاد المجاهد الحسن الزكيتي الحموشي : لقد كان رفاق الزكيتي يرددون بأنهم فاتتهم الشهادة في الثورة الريفية الأولى (1926 – 1921 ) ويرجون الله أن ينالوها في الثورة الريفية الثانية (1955).

 ومن الصدف أن يستشهد كل العناصر التي زارت الأمير الخطابي، لأجل التنسيق معه لإحياء الثورة في الريف. وكذلك استشهاد مؤسس جيش التحرير في الريف المجاهد حسن الزكيتي بتاريخ 27/10/1955. وهكذا يسدل الستار على آخر رفاق المجاهد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي وهم مصرون على كسر شوكة الاستعمار، بعدون كل البعد عن جسابات وترتيبات الأحزاب مؤمنون بمعتقداتهم التي شاركوها مع الأمير بن عبد الكريم الخطابي. 

فيديو:


تصريح عبد الله إبن الحسن (نجل المقاوم الحسن الزكريتي)