الاثنين، 24 أغسطس 2015

رجالات اڭزناية عبر التاريخ (7)| المجاهد : الحاج اعمار المطالسي

تحرير : نجيم السبع

إن الزيارة التي قام بها زعيم امطالسة الحاج أعمار الى ملوية كانت ناجحة حيث إستطاع من خلالها جلب أموال و أسلحة فرنسية الصنع ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة أب س ، بتاريخ 9 /1 / 1911 صفحة 2 ، تحت عنوان : حادثة مليلية أيقظت إسبانيا ، حيث نقرأ فيه مايلي : " مرة أخرى و كما كان منتظرا ، أطلق الموروس النار ضد جنودنا  في حرب الغزو التي شرعنا فيها بشمال إفريقيا منذ سنة 1909، إنها حرب الحياة أو الموت بالنسبة لإسبانيا ... ، منذ 16يوليوز من السنة الحالية (1911) ، أخبرتني الرسالة التي وصلتني من ميدان موروس ، أنه منذ أيام قليلة تشكلت نواة حركة من بني سيدل و قرى بوكورين و بارودين الى كرط تتكون من 200 مقاتل مشاة  ومن 40 من الخيالة ، الناس اسيقظوا ضد إسبانيا بأمر من ابن عم أو ابن خال ...
الحاج أعمار المطالسي (8) ، القوة المذكورة مزودة بأسلحة فرنسية و صلت من الجزائر، و في الليالي الماضية تم إطلاق للنار ضد مركز للشرطة الأهلية ... و أمام الحرش كانت هناك عناصر من الحركة من النواة المذكورة تتكون من مقاتلي بني سيدل و امطالسة الذين كانوا ينتظرون قوات من تمسمان و بني سعيد و بني أوليشك و بني ورياغل حيث قاموا هناك بدعاية ضد إسبانيا ، إذن الأموال الفرنسية تنتقل في الريف من يد الى أخرى ضدنا ، لذا علينا أن نعيش في حالة تأهب قصوى ... ، منفذي إعتداء 24 غشت (1911) ، توغلوا في جزء من مانجين ببني سيدل حيث هناك اتحدت عناصر من بني سعيد مع أخرى من امطالسة ، و ابتداءا من نهار أمس التحق بعض الأهالي من بني أوليشك و تمسمان بحركة بني سعيد ، أما امطالسة و بني بو يحيي فقد كونوا حركة بتزطوطين .

وقد أخبرني القائد العسكري للحسيمة بأن زعيمي قبائل الريف الشرقي محمد أمزيان و الحاج أعمار المطالسي ، قد اتفقا على القيام بعمليات ضد المناطق الفرنسية للإستفادة منهم أكثر من الإسبان... و طيلة الليلة الماضية تم تكثيف إطلاق للنار ببني بويحيي و امطالسة ، حيث أن أعمار قد عاد من ملوية بعد إجتماعه بابن بوعمامة و أعاد معه السكينة لقبيلته ."
 
 لقد إستنكر بعض الصحفيين الإسبان ماقامت به فرنسا و دعوها الى التعاون مع بلادهم ، و تحت عنوان : مسؤولية فرنسا ، كتب  خوصي ماريا إسكوديربصحيفة أ.ب.س  بتاريخ  9/ 10 / 1911 صفحة : 6 مايلي : " كفى من التردد ، يجب الدخول في اللعبة ، و الدفاع من الجنوب ، و من السهل الدائر بالحركة ، و فصل سهلي كاريت و صبرا ، و احتلال هضبة الحرب الخانقة ببني بو يحيي و امطالسة أصل الثورة ." ،  وفي نفس العدد و الصفحة من نفس الصحيفة نقرأ مايلي: " رجال قبيلتي امطالسة و بني بويحيي كونوا حركة تضم 5000 مقاتل ،  لكنهم أخفقوا فيها ، و تركوا العديد من القتلى ، حيث قاتلوا و لوثوا ، و أبعدوا لكيلومترات على الضفة اليسرى لكرط بعد عشر ساعات من القتال ، و كان هناك عدد محسوس من القتلى و الجرحى في صفوفنا من بينهم الكرونيل بريمو دي ريفيرا الذي أصيب برجليه.
 
لقد دب خلاف بسيط بين بني بويحيي و زعيم امطالسة الحاج أعمارو كاد أن يؤدي ذلك الى فتنة بين الثوار، كما يتضح  من خلال مقال لصحيفة أ.ب .س ، بتاريخ 9 /1/ 1912 ، صفحة : 5 تحت عنوان : تكوين و قتلى الحركة ، حيث ذكرت  مايلي :" لقد انتقلت تلك الأخبار الجد رائعة بين المقاهي و مكتب البريد ، حول تركيبة الحركة المعادية ، و حسب ماقاله لنا الموروس الأصدقاء  الذين أفادونا بمعلومات جد صحيحة بعضها حددت عدد الثوار في 17000 ... ، و الرأي كان مركزا بسوق الجمعة ببني بويحيي ، حيث تم الحضور  بشكل عجيب ، و قد شاهدوا هناك مجموعات بوكسدا ، و لا أخبار عندهم عن القرارات التي ستتخذ ، ولا عن الغرامة التي فرضها الحاج أعمار المطالسي ، و لا عن التصرف الذي سيصدر فيمابعد ، اليوم سنعرف ماذا جرى  ؟."  ، و قد ذكرت صحيفة  يوم مدريد في عددها  ليوم 2/ 1/ 1912 الخلاف المذكور و كتبت فيه مايي : " يتضح من خلال الأخبار التي قدمت من الميدان الثائر ، بأن الموروس الذين شاركوا في معركة 27 دجنبر 1911 ، ( معركة إزارورا) (9) ، كانوا ينتمون الى قبائل ، بني سيدل وبني بويفار و بني توزين ، و قد بلغ عدد القتلى في صفوف بني بويفار حوالي 300 قتيل ، و بالثكنة العامة للحركة ببويرغمان هناك الكثير من الجرحى ، حيث الحمير و البغال تقود النساء الى ذلك المكان ، و يقولون بأن الحاج أعمار المطالسي قد عاد الى منزله بسهل أمطالسة بسبب النقاش الذي دار بينه و بين مزيان . " ، و قد فسرت صحيفة إرلادو مدريد الخلاف المذكور في عددها ليوم 3/1/ 1912 ، تحت عنوان : مليلية مستعجل ، حيث كتبت مايلي : " القائد الحاج أعمار المطالسي جد متوتر ، بسبب  سوء تصرف بني بويحيي معه ، لأنه في اليوم 27 ( دجنبر 1911) ، لم يهاجم المواقع الشرقية من خطنا ، في الوقت الذي أغار فيه مزيان مع الحركة على المواقع الغربية ،  وقد فرض عليهم غرامة قوية أسفرت عن خلاف في الميدان الثائر .
هذا الموضوع سيناقشونه  في سوق الجمعة ، و يحاولون ع علاج  الخلاف المذكور الذي بإمكانه أن يؤدي الى اصطدامات عنيفة . "

لقد كلف الحاج أعمار المطالسي بمهمة تبادل أسرى إزارورا  مع الإسبان ، حسب ما ذكرته صحيفة إرلادو مليلية بتاريخ 30/11/ 2009 التي كتبت مايلي : " في اليوم الموالي لمعركة إزارورا( 27 دجنبر 1911 )، شاع خبر بمليلية مفاده ، بأن هناك 9 أسرى إسبان جرحى لدى الثوار ببويرغمان الذين قاوموا بشراسة ، كما أن الإسبان تمكنوا من أسر حوالي 20  من الريفيين ينتمون الى مختلف القبائل في بعض عملياتهم ، و قد توسط الكابيطان باربيطا الذي تربطه علاقات  جيدة مع بعض زعماء قبائل الريف بين الإسبان و الريفيين لتبادل الأسرى المذكورين ، و هو ماتم بالفعل في مطلع سنة 1912 ، بقدم جبل شمارحيث التقى الحاج أعمار المطالسي مع الجنيرال الإسباني إيزبيرو في جو يسوده الإحترام المتبادل ، و قد شكر الحاج أعمار إيزبيرو على حسن معاملتهم للأسرى الريفيين و بادله  الجنيرال الإسباني  نفس الشعور، و أخذوا صور تذكارية وانصرفوا بعد ذلك ."  (10)، و قد إحتفظت المكتبة الوطنية الإسبانية و بعض الصحف الإسبانية أيضا  بصور الحفل المذكور ، و بصورو قائمة أسماء السجناء الريفيين  مع ذكر القبائل التي ينتمون إليها ، و كذا صورة للحاج أعمار المطالسي مع إيزبيرو ( أنظر الصورة المرفقة بالموضوع) .  
 

 لقد حاول الحاج أعمار المطالسي إنقاذ  ماء و جهه ، و إصلاح خطأه ، حيث تصالح مع بني بويحيي ، و مثل امطالسة في قيادة بعض الحركات قبل إستشهاد محمد أمزيان ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة المراسلة العسكرية لمدريد بتاريخ 12 /1/1912 ، عدد : 10412 ، حيث كتبت مايلي: " يعتقد بأن النواة الأولى للحركة ، قد أنشئت مساء أمس ببويرغمان ، حيث حصل رجالها هناك على إمدادات ليكونوا قادرين على إطلاق النار، و قد فرح بني بويحيي بسوق الجمعة بقيادة الحاج أعمار المطالسي لها  بدون تدخل من المرابط أمزيان ، و كانت تضم حوالي 8000 رجل ، ... وفي الأسواق الداخلية بالريف لقد تقرر منع قتل السجناء ، و عدم بترأعضاء جثث الموتى ، ... و مؤخرا قد إجتمع محمد الشريف أمزيان و الحاج أعمار المطالسي و بولخريف قائد بني توزين ... . "، و كان الهدف من الإجتماع المذكور بطبيعة الحال هو التشاور و النظر في القضايا و المشاكل التي تعرقل الجهاد ، و العمل على تكوين الحركات ، فامطالسة كانوا يتعاملون مع كل قبائل الريف  بدون استثناء  و حضورهم كان ضروريا  كما يتضح من خلال مقال لصحيفة مراسلة مدريد في عددها : 19254 بتاريخ 30/10/1910، حيث قالت فيه " علم بأن رؤساء المنطقة الجنوبية لبني بويحيي ، قد ذهبوا الى تفرسيت إستجابة لدعوة تهدف الى المداولة مع بني توزين و بني أ وليشك و كزناية و بني سعيد ، إنه أهم إجتماع في هذا الفصل ، و حسب الأخبار الواردة من تفرسيت ، فإنهم قد كونوا هناك مجموعات ( دفاعية) من مختلف القبائل و ينتظرون فرق امطالسة ."

     الى جانب الحركات الإنفرادية ، لقد شارك امطالسة بجانب محمد أمزيان في بعض حركاته و كانت اخرها في مايو سنة 1912 و التي أدت الى إستشهاده ، وتعيين الحاج أعمار المطالسي كقائد أعلى للحركة ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة  أ.ب.س ، بتاريخ 16/5/1912 ، صفحة :7 حيث كتبت فيه مايلي : " في الساعة التاسعة صباحا تحركت فرقة خيالة الريكولاريس التي أمرها الكرونيل برينكير للعبور الى الجرف القريب من تاوريرت الحاج لكي تقاتل في جهاته العليا ، حيث تواجدت قواتنا ، و كان هناك إطلاق للنار مميت ... وفي الوقت  الذي تمكنت فيه قواتنا من ربح المرتفع و بدأت تطارد مقاتلي القبائل ، ظهر احد الموروس من بعيد مثير للإنتباه بسبب شجاعته و لباسه الجيد حيث تقدم بفرسه الى القوات الأهلية و أخذ ينادي ، أيها الإخوة قولوا باسم الله ، و أمرهم الى الإلتحاق بالحركة ، و بينما كان يتكلم سدد عسكري إسباني من رتبة كابو بندقيته نحوه ، و أطلق عليه رصاصة أصابته في صدره ، أسقطت الفارس و خرج الفرس يعدو .... و قد بقي الحاج أعمار المطاسي كقائد أعلى  للحركة ... " . أما صحيفة بريد الشمال في عددها 4873  بتاريخ 19/5/1912 فقد كتبت في مقال لها تحت عنوان : إنطباع القبائل عن الكيفية التي نجا بها قائد امطالسة الحاج أعمار المطاسي ، مايلي :" أكد الموروس الذين لهم أخبار في أرض العدو بأن سكان القبائل قد تأثروا كثيرا بموت مزيان ، حيث قالوا أنه ما ين ليلتي 14و 15مايو (1912)، عسكر مزيان و قائد امطالسة الحاج أعمار المطالسي و بورشيد بأولاد غانم و قد غادرا هذين الاخيرين المكان قبل و صول الشرطة الأهلية إليه ... التي لا أعتقد أنها كانت قد تصل الى مكانها المقصود في ظرف 3 أو 4 ساعات  ، و قد تمكن  رجال الحركة من صرف أنظار فرق إسبانية التي كانت تقوم بخدمات إستكشاف  عن الحاج أعمار عندما غادر المنطقة و أنقذوه بأعجوبة ...، لقد نصح الحاج أعمار رجال الحركة و دعاهم الى السلم كما كانوا قبل الكارثة . "
       
لقد قاد الحاج أعمار المطالسي مجموعة من الحركات بعد إستشهاد محمد أمزيان كما أفادت بعض الصحف الإسبانية رغم  بعض الصعوبات ، كخلاف بعض زعماء القبائل على من يظفر بمنصب الشريف محمد أمزيان ، و خضوع جزء من بني بويحيي و أولاد ستوت وبني وكيل العروي للإسبان ... الخ ، ففي مقال لصحيفة أ. ب .س ، بتاريخ 6/7/1914 صفحة 11 : نقرأ: " هناك إنطباع لطيف لدى رومانيونيس الذي أشار لماذا لأنه كان ليس في حاجة الى مرافقة و لا الى قطع المليميترات في الطريق ... و من العروي إنطلق نحو المواقع المحتلة بتزطوطين عبر الطريق المؤدي الى تفرسيت ، حيث و ضع هناك أزواج من فرق " أوكتفاميو" (11) ، و بعد أيام قليلة و صل المهندسون الذين تتقدمهم السيارات التي تبدو كالسفينة فوق سهل منبسط ، ضخم ، بهي ، و مشرق ... حيث عسكر بني سيدل و بني بويحيي و امطالسة الذين سيطروا على ذلك الثغر، و هناك لاحظ رومانيونيس القائد الحاج أعمار المطالسي ، رئيس فرقة الخيالة بقبيلته ، المورو بشهرة كبيرة و محارب معهم ، وعند العودة الى سهل كاريت أهدى الجنيرال خورنادا مبردا في نفس المكان الذي كان سابقا كمسرح للعمليات ، و قبل الرجوع الى العروي ، توغل النبيل مع مرافقيه بسوق بني بويحيي حيث حضر القواد لتحية الجنيرال ، و قد غطت الحملة في المجموع مسافة 130 كيلومتر. " (12) ، و قد واصلت بعض الصحف الإسبانية تغطية  معارك امطالسة وبني بويحيي على ضفاف واد كرت  وتحت عنوان : معلومات عامة عن تقدمنا في الريف ، كتبت صحيفة أ. ب. س . بتاريخ 28/5/1915، صفحة : 14 مايلي:" الإتجاه الصالح للتوغل في الريف هو طريق تفرسيت بالقرب من منزل الحاج أعمار حوالي 11كلم جنوب بوحسارين ...، في الساعة الرابعة و النصف صباحا ... تم البدء في إظهار الأعمدة و عبور كرط شمال شرق إمعروفن و تسدرا و سيدي مهدي ... طلقات نارالعدو الذين كانوا في المقدمة بدأت في الساعة السادسة صباحا ، لكن رموز قوات الأهالي (الريكولاريس) تمكنوا من  الوصول بسرعة  الى النقط المخطط لها ، حيث استولوا على كالكول و تاوريرت أشوف و تكرمين و تلال بركان و سيدي سالم و رأس سيدي سالم و الموقع ( إكس ، غير معروف )(13) ، و قد تعرض الإسبان لهجوم من امطالسة و بني بويحيي في منبسط بين تاوريرت أوشوف و كالكول، و كانت هناك صعوبة في الدفاع ... لكن حضور قوات الشرطة ... المساندة من وحدتين بين كالكول و تمساليك المدعمتين  بمدفعية المواقع الموجودة يمين كرط ( بوحسارين ، بن أيار، و تزاروت)، حيث تم هناك إطلاق للنار طيلة الصباح الذي أدى الى خسائر في صفوفنا و الى العديد من القتلى في صفوف العدو ."                                    
بعد وفاة الشريف محمد أمزيان و بالضبط في صيف سنة 1912 ، ظهر خلاف في الميدان الثائر، كان مصدره بعض زعماء وشرفاء الريف الذين تنافسوا عن قيادة القبائل ، و كاد أن يؤدي ذلك الى فتنة ومواجهة كما يبدو من خلال مقال لصحيفة لفانكوارديا بتاريخ 12/6/1912 تحت عنوان : من ميدان العدو معارك على القيادة  ، حيث كتبت فيه مايلي : " لقد و صلت الأخبارالمهمة من ميدان العدو، التي يظهر من خلالها بأن سيدي محمد بن كاركا قد اختفى من بويرغمان ، و حسب الأهالي فإنه قد إجتاز ملوية و دخل الى الجزائربسبب عدم اقتناعه بالإجماع و الموافقة على أمور الحركة في غياب أمزيان، و قد برز إسمين مشهورين في ميدان العدو من الشرفاء لقيادة الثوار، الأول  الشريف سيدي مسعود الملقب بكوبيس من بني و رياغل، والثاني سي حاميد بوجدايني من بني توزين ، و بين الزعيمين وانصارهما خلاف عميق يمكن أن يؤدي الى إطلاق للنار، و يتضح من خلال اتصالات الشريف البوجدايني بمليلية بأنه يريد مع انصاره الدخول في السلم الصريح و الدائم مع الإسبان ، أما كوبيس فعلى العكس من ذلك فقد اختارمواصلة الحرب  مع الإسبان وظن بأنه يمكن له أن يوقظ الجماهير، و يكون حركة كبيرة بمساندة من أهالي الجبال من بني ورياغل، تعاون بني توزين أدى الى تعاطف في الميدان ، إذن قبائل الريف الشرقية تعبت من الحملة ، الحاج أعمار المطالسي الرجل المفرط في العمل ، عاد الى منزله بامطالسة للراحة ، و ترك الأمور لأنصار الشريفين لاقتراح المعايير التي ستسود ."
 
الخلاف المذكور لم يستمر طويلا فقد ثبت في مقال متأخر لصحيفة أ.ب .س ، بتاريخ 26/5/1926 ، بأن قيادة الثوار بالريف بعد وفاة أمزيان وقبل ظهور ابن عبد الكريم ، كانت تتم بشكل جماعي ، فبالإضافة الى ابن مزيان تم تعيين 12 زعيما من مختلف القبائل ، و كان من بينهم الشريف البوجدايني من بني توزين تفاديا للمشاكل، كما أن البوجداينيين لقد ثبت بأنهم  قد جاهدوا مع ابن عبدالكريم على الأقل الى أن أستسلم في مايو سنة 1926 .
  
 لقد قام الألمان أثناء الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918 ) ، بتعيين بعض العملاء و المخابرات بتطوان و العرائش بالنسبة للجبهة الغربية ، وفي مليلية بالنسبة للجبهة الشرقية ، و كانوا يهدفون الى توزيع الأسلحة و الأموال على بعض زعماء قبائل الريف ،  مقابل القيام  بحركات ضد مناطق الحماية الفرنسية ، و قد اتضح  بأن بعض الألمان الذين استقروا بمليلية للغرض المذكورو بعلم من قيادتها العامة ، كانوا مع اتصال بابن عبدالكريم الذي كان بدوره يتصل ببعض
 الوسطاء بالريف ليقوموا بإيصال الأموال و الأسلحة للزعماء الذين يتم اختيارهم للقيام بحركات ضد الفرنسيين ، و قد وصف الكابيطان أنطونيو فيلا روبيو في كتابه " كايوفاس... 1941 " ، الكييفية التي تصل بها الموارد الى زعماء الحركات عندما كان يشتغل بالشرطة الأهلية ، واخرما شاهد تلك العملية التي تمت من منزل البشير بن صناج من بني سيدل ، حيث قال : أن هذا الأخيرحصل من الألماني جرلاش على مبلغ 30000 بسيطة " تعادل قيمتها اليوم حوالي 90 مليون سنتيم  "، وقد قام بتحويلها الى قطع معدنية ، ثم خرج بها من منزله ليلا الكائن بشارع بابيونيس بمليلية رفقة احد اقاربه و على أربعة بغال في اتجاه تفرسيت لتوزع للحركة ، و كان البشير قد اتفق سابقا مع الحاج أعمار على أن يسلمه نصف المبلغ لكنه في الاخير خانه و منح له القليل، و احتفظ بالباقي لنفسه ، و قد سخط عليه الحاج أعمار، و حكى ما حدث للشرطة (14)
 
 إن العمليات الإسبانية على ضفاف واد كرط بعد سنة 1914 تقلصت بشكل ملحوظ ، فقد أعلن الإسبان الهدوء مع القبائل الخاضعة لها كجزء من بني بويحيي و اولاد ستوت  وبني وكيل العروي، و كانوا يقومون بعمليات على القبائل التي استمرت في الثورة و التي من بينها امطالسة المدعمة بجزء من بني بوبحيي وبعض القبائل الأخرى ، و قد أدت إحدى المعارك بين الطرفين في سنة 1918 على ضفاف واد كرط  الى إصابة الحاج أعمار المطالسي الذي توفي في نفس العام ، وقد دفن في ضريح سيدي علي بقرية تسلي التابعة للجماعة القروية لامطالسة .
بعد سنة 1919 اصبح للإسبان رغبة أكيدة للسيطرة على الريف و إخضاعه بالكامل ، إنطلاقا من ثغري سبتة و مليلية ، و في سنة 1920 بدأت في تنفيذ مشروعها مستغلة  المجاعة والجفاف بالمنطقة في ذلك العام  الذي أدى الى هجرة الكثير من سكانها للشغل في الجزائر، و الإنشقاق في الحلف القبلي الريفي السابق، وفقدان الزعماء الكبار كالحاج أعمار و محمد امزيان و غيرهما ، و انشغال ابن عبدالكريم بأمور الثورة في بني ورياغل و تمسمان و بقيوة ... الخ ، مما ادى الى رغبة و حاجة فقراء و فلاحي المنطقة الى الدعم الإسباني من خزائن مليلية المليئة بالأطعمة ،  وبالتالي كان هناك نكوص عن الجهاد ، و قد أدى  ذلك الى تعاون مؤقت لبعض سكان امطالسة مع الإسبان ، كما يتضح من خلال رسالة برينكير الى وزير الدولة الإسباني حيث قال : " إن الوضعية السياسية لقد تحسنت بشكل ملحوظ في الشهرين الاخيرين ، و قد حضر ابن الحاج أعمار (محند) ، متبوع بمحند فطومة و اخرون بارزون في لقلاشة الى مركز أزواغ ، حيث حيوني هناك ، و أبدوا استعدادهم للتعاون معنا طيلة زيارتي الحديثة لمليلية ، و في الوقت الذي كنا نقوم فيه بالتقدم نحو تفرسيت المرحلة الرئيسية لاحتلال دارالدريوش ...التركيز الثائر المشار إليه في رسالتي هذه بدار الدريوش لقد تم حله ، و سيسهل ذلك مشروعنا ."(15) التعاون المشار إليه أعلاه لم يدم طويلا ففي سنة 1921 ، انخرط الكثير من أبناء امطالسة في الجهاد الأكبر الذي دعا إليه إبن عبدالكريم ، و قاوموا الإسبان بأدهارأبران، و بأنوال و أثناء الإنسحاب من أنوال ، و في العروي ، و أثناء الغزو الثاني الإسباني على الريف  الذي أدى الى إستسلام ابن عبدالكريم و إخضاع كل سكانه .