تحرير : نجيم السبع
إن الزيارة التي قام بها زعيم امطالسة الحاج أعمار الى ملوية كانت ناجحة حيث إستطاع من خلالها جلب أموال و أسلحة فرنسية الصنع ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة أب س ، بتاريخ 9 /1 / 1911 صفحة 2 ، تحت عنوان : حادثة مليلية أيقظت إسبانيا ، حيث نقرأ فيه مايلي : " مرة أخرى و كما كان منتظرا ، أطلق الموروس النار ضد جنودنا في حرب الغزو التي شرعنا فيها بشمال إفريقيا منذ سنة 1909، إنها حرب الحياة أو الموت بالنسبة لإسبانيا ... ، منذ 16يوليوز من السنة الحالية (1911) ، أخبرتني الرسالة التي وصلتني من ميدان موروس ، أنه منذ أيام قليلة تشكلت نواة حركة من بني سيدل و قرى بوكورين و بارودين الى كرط تتكون من 200 مقاتل مشاة ومن 40 من الخيالة ، الناس اسيقظوا ضد إسبانيا بأمر من ابن عم أو ابن خال ...
إن الزيارة التي قام بها زعيم امطالسة الحاج أعمار الى ملوية كانت ناجحة حيث إستطاع من خلالها جلب أموال و أسلحة فرنسية الصنع ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة أب س ، بتاريخ 9 /1 / 1911 صفحة 2 ، تحت عنوان : حادثة مليلية أيقظت إسبانيا ، حيث نقرأ فيه مايلي : " مرة أخرى و كما كان منتظرا ، أطلق الموروس النار ضد جنودنا في حرب الغزو التي شرعنا فيها بشمال إفريقيا منذ سنة 1909، إنها حرب الحياة أو الموت بالنسبة لإسبانيا ... ، منذ 16يوليوز من السنة الحالية (1911) ، أخبرتني الرسالة التي وصلتني من ميدان موروس ، أنه منذ أيام قليلة تشكلت نواة حركة من بني سيدل و قرى بوكورين و بارودين الى كرط تتكون من 200 مقاتل مشاة ومن 40 من الخيالة ، الناس اسيقظوا ضد إسبانيا بأمر من ابن عم أو ابن خال ...
الحاج أعمار
المطالسي (8) ، القوة المذكورة مزودة بأسلحة فرنسية و صلت من الجزائر، و في
الليالي الماضية تم إطلاق للنار ضد مركز للشرطة الأهلية ... و أمام الحرش
كانت هناك عناصر من الحركة من النواة المذكورة تتكون من مقاتلي بني سيدل و
امطالسة الذين كانوا ينتظرون قوات من تمسمان و بني سعيد و بني أوليشك و بني
ورياغل حيث قاموا هناك بدعاية ضد إسبانيا ، إذن الأموال الفرنسية تنتقل في
الريف من يد الى أخرى ضدنا ، لذا علينا أن نعيش في حالة تأهب قصوى ... ،
منفذي إعتداء 24 غشت (1911) ، توغلوا في جزء من مانجين ببني سيدل حيث هناك
اتحدت عناصر من بني سعيد مع أخرى من امطالسة ، و ابتداءا من نهار أمس التحق
بعض الأهالي من بني أوليشك و تمسمان بحركة بني سعيد ، أما امطالسة و بني
بو يحيي فقد كونوا حركة بتزطوطين .
وقد أخبرني القائد العسكري للحسيمة بأن زعيمي قبائل الريف الشرقي محمد أمزيان و الحاج أعمار المطالسي ، قد اتفقا على القيام بعمليات ضد المناطق الفرنسية للإستفادة منهم أكثر من الإسبان... و طيلة الليلة الماضية تم تكثيف إطلاق للنار ببني بويحيي و امطالسة ، حيث أن أعمار قد عاد من ملوية بعد إجتماعه بابن بوعمامة و أعاد معه السكينة لقبيلته ."
وقد أخبرني القائد العسكري للحسيمة بأن زعيمي قبائل الريف الشرقي محمد أمزيان و الحاج أعمار المطالسي ، قد اتفقا على القيام بعمليات ضد المناطق الفرنسية للإستفادة منهم أكثر من الإسبان... و طيلة الليلة الماضية تم تكثيف إطلاق للنار ببني بويحيي و امطالسة ، حيث أن أعمار قد عاد من ملوية بعد إجتماعه بابن بوعمامة و أعاد معه السكينة لقبيلته ."
لقد إستنكر بعض الصحفيين الإسبان ماقامت به فرنسا و دعوها الى التعاون مع
بلادهم ، و تحت عنوان : مسؤولية فرنسا ، كتب خوصي ماريا إسكوديربصحيفة
أ.ب.س بتاريخ 9/ 10 / 1911 صفحة : 6 مايلي : " كفى من التردد ، يجب
الدخول في اللعبة ، و الدفاع من الجنوب ، و من السهل الدائر بالحركة ، و
فصل سهلي كاريت و صبرا ، و احتلال هضبة الحرب الخانقة ببني بو يحيي و
امطالسة أصل الثورة ." ، وفي نفس العدد و الصفحة من نفس الصحيفة نقرأ
مايلي: " رجال قبيلتي امطالسة و بني بويحيي كونوا حركة تضم 5000 مقاتل ،
لكنهم أخفقوا فيها ، و تركوا العديد من القتلى ، حيث قاتلوا و لوثوا ، و
أبعدوا لكيلومترات على الضفة اليسرى لكرط بعد عشر ساعات من القتال ، و كان
هناك عدد محسوس من القتلى و الجرحى في صفوفنا من بينهم الكرونيل بريمو دي
ريفيرا الذي أصيب برجليه.
لقد دب خلاف بسيط بين بني بويحيي و زعيم امطالسة الحاج أعمارو كاد أن يؤدي ذلك الى فتنة بين الثوار، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة أ.ب .س ، بتاريخ 9 /1/ 1912 ، صفحة : 5 تحت عنوان : تكوين و قتلى الحركة ، حيث ذكرت مايلي :" لقد انتقلت تلك الأخبار الجد رائعة بين المقاهي و مكتب البريد ، حول تركيبة الحركة المعادية ، و حسب ماقاله لنا الموروس الأصدقاء الذين أفادونا بمعلومات جد صحيحة بعضها حددت عدد الثوار في 17000 ... ، و الرأي كان مركزا بسوق الجمعة ببني بويحيي ، حيث تم الحضور بشكل عجيب ، و قد شاهدوا هناك مجموعات بوكسدا ، و لا أخبار عندهم عن القرارات التي ستتخذ ، ولا عن الغرامة التي فرضها الحاج أعمار المطالسي ، و لا عن التصرف الذي سيصدر فيمابعد ، اليوم سنعرف ماذا جرى ؟." ، و قد ذكرت صحيفة يوم مدريد في عددها ليوم 2/ 1/ 1912 الخلاف المذكور و كتبت فيه مايي : " يتضح من خلال الأخبار التي قدمت من الميدان الثائر ، بأن الموروس الذين شاركوا في معركة 27 دجنبر 1911 ، ( معركة إزارورا) (9) ، كانوا ينتمون الى قبائل ، بني سيدل وبني بويفار و بني توزين ، و قد بلغ عدد القتلى في صفوف بني بويفار حوالي 300 قتيل ، و بالثكنة العامة للحركة ببويرغمان هناك الكثير من الجرحى ، حيث الحمير و البغال تقود النساء الى ذلك المكان ، و يقولون بأن الحاج أعمار المطالسي قد عاد الى منزله بسهل أمطالسة بسبب النقاش الذي دار بينه و بين مزيان . " ، و قد فسرت صحيفة إرلادو مدريد الخلاف المذكور في عددها ليوم 3/1/ 1912 ، تحت عنوان : مليلية مستعجل ، حيث كتبت مايلي : " القائد الحاج أعمار المطالسي جد متوتر ، بسبب سوء تصرف بني بويحيي معه ، لأنه في اليوم 27 ( دجنبر 1911) ، لم يهاجم المواقع الشرقية من خطنا ، في الوقت الذي أغار فيه مزيان مع الحركة على المواقع الغربية ، وقد فرض عليهم غرامة قوية أسفرت عن خلاف في الميدان الثائر .
هذا الموضوع سيناقشونه في سوق الجمعة ، و يحاولون ع علاج الخلاف المذكور الذي بإمكانه أن يؤدي الى اصطدامات عنيفة . "
لقد كلف الحاج أعمار المطالسي بمهمة تبادل أسرى إزارورا مع الإسبان ، حسب ما ذكرته صحيفة إرلادو مليلية بتاريخ 30/11/ 2009 التي كتبت مايلي : " في اليوم الموالي لمعركة إزارورا( 27 دجنبر 1911 )، شاع خبر بمليلية مفاده ، بأن هناك 9 أسرى إسبان جرحى لدى الثوار ببويرغمان الذين قاوموا بشراسة ، كما أن الإسبان تمكنوا من أسر حوالي 20 من الريفيين ينتمون الى مختلف القبائل في بعض عملياتهم ، و قد توسط الكابيطان باربيطا الذي تربطه علاقات جيدة مع بعض زعماء قبائل الريف بين الإسبان و الريفيين لتبادل الأسرى المذكورين ، و هو ماتم بالفعل في مطلع سنة 1912 ، بقدم جبل شمارحيث التقى الحاج أعمار المطالسي مع الجنيرال الإسباني إيزبيرو في جو يسوده الإحترام المتبادل ، و قد شكر الحاج أعمار إيزبيرو على حسن معاملتهم للأسرى الريفيين و بادله الجنيرال الإسباني نفس الشعور، و أخذوا صور تذكارية وانصرفوا بعد ذلك ." (10)، و قد إحتفظت المكتبة الوطنية الإسبانية و بعض الصحف الإسبانية أيضا بصور الحفل المذكور ، و بصورو قائمة أسماء السجناء الريفيين مع ذكر القبائل التي ينتمون إليها ، و كذا صورة للحاج أعمار المطالسي مع إيزبيرو ( أنظر الصورة المرفقة بالموضوع) .
لقد حاول الحاج أعمار المطالسي إنقاذ ماء و جهه ، و إصلاح خطأه ، حيث تصالح مع بني بويحيي ، و مثل امطالسة في قيادة بعض الحركات قبل إستشهاد محمد أمزيان ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة المراسلة العسكرية لمدريد بتاريخ 12 /1/1912 ، عدد : 10412 ، حيث كتبت مايلي: " يعتقد بأن النواة الأولى للحركة ، قد أنشئت مساء أمس ببويرغمان ، حيث حصل رجالها هناك على إمدادات ليكونوا قادرين على إطلاق النار، و قد فرح بني بويحيي بسوق الجمعة بقيادة الحاج أعمار المطالسي لها بدون تدخل من المرابط أمزيان ، و كانت تضم حوالي 8000 رجل ، ... وفي الأسواق الداخلية بالريف لقد تقرر منع قتل السجناء ، و عدم بترأعضاء جثث الموتى ، ... و مؤخرا قد إجتمع محمد الشريف أمزيان و الحاج أعمار المطالسي و بولخريف قائد بني توزين ... . "، و كان الهدف من الإجتماع المذكور بطبيعة الحال هو التشاور و النظر في القضايا و المشاكل التي تعرقل الجهاد ، و العمل على تكوين الحركات ، فامطالسة كانوا يتعاملون مع كل قبائل الريف بدون استثناء و حضورهم كان ضروريا كما يتضح من خلال مقال لصحيفة مراسلة مدريد في عددها : 19254 بتاريخ 30/10/1910، حيث قالت فيه " علم بأن رؤساء المنطقة الجنوبية لبني بويحيي ، قد ذهبوا الى تفرسيت إستجابة لدعوة تهدف الى المداولة مع بني توزين و بني أ وليشك و كزناية و بني سعيد ، إنه أهم إجتماع في هذا الفصل ، و حسب الأخبار الواردة من تفرسيت ، فإنهم قد كونوا هناك مجموعات ( دفاعية) من مختلف القبائل و ينتظرون فرق امطالسة ."
الى جانب الحركات الإنفرادية ، لقد شارك امطالسة بجانب محمد أمزيان في بعض حركاته و كانت اخرها في مايو سنة 1912 و التي أدت الى إستشهاده ، وتعيين الحاج أعمار المطالسي كقائد أعلى للحركة ، كما يتضح من خلال مقال لصحيفة أ.ب.س ، بتاريخ 16/5/1912 ، صفحة :7 حيث كتبت فيه مايلي : " في الساعة التاسعة صباحا تحركت فرقة خيالة الريكولاريس التي أمرها الكرونيل برينكير للعبور الى الجرف القريب من تاوريرت الحاج لكي تقاتل في جهاته العليا ، حيث تواجدت قواتنا ، و كان هناك إطلاق للنار مميت ... وفي الوقت الذي تمكنت فيه قواتنا من ربح المرتفع و بدأت تطارد مقاتلي القبائل ، ظهر احد الموروس من بعيد مثير للإنتباه بسبب شجاعته و لباسه الجيد حيث تقدم بفرسه الى القوات الأهلية و أخذ ينادي ، أيها الإخوة قولوا باسم الله ، و أمرهم الى الإلتحاق بالحركة ، و بينما كان يتكلم سدد عسكري إسباني من رتبة كابو بندقيته نحوه ، و أطلق عليه رصاصة أصابته في صدره ، أسقطت الفارس و خرج الفرس يعدو .... و قد بقي الحاج أعمار المطاسي كقائد أعلى للحركة ... " . أما صحيفة بريد الشمال في عددها 4873 بتاريخ 19/5/1912 فقد كتبت في مقال لها تحت عنوان : إنطباع القبائل عن الكيفية التي نجا بها قائد امطالسة الحاج أعمار المطاسي ، مايلي :" أكد الموروس الذين لهم أخبار في أرض العدو بأن سكان القبائل قد تأثروا كثيرا بموت مزيان ، حيث قالوا أنه ما ين ليلتي 14و 15مايو (1912)، عسكر مزيان و قائد امطالسة الحاج أعمار المطالسي و بورشيد بأولاد غانم و قد غادرا هذين الاخيرين المكان قبل و صول الشرطة الأهلية إليه ... التي لا أعتقد أنها كانت قد تصل الى مكانها المقصود في ظرف 3 أو 4 ساعات ، و قد تمكن رجال الحركة من صرف أنظار فرق إسبانية التي كانت تقوم بخدمات إستكشاف عن الحاج أعمار عندما غادر المنطقة و أنقذوه بأعجوبة ...، لقد نصح الحاج أعمار رجال الحركة و دعاهم الى السلم كما كانوا قبل الكارثة . "
الخلاف المذكور لم يستمر طويلا فقد ثبت في مقال متأخر لصحيفة أ.ب .س ، بتاريخ 26/5/1926 ، بأن قيادة الثوار بالريف بعد وفاة أمزيان وقبل ظهور ابن عبد الكريم ، كانت تتم بشكل جماعي ، فبالإضافة الى ابن مزيان تم تعيين 12 زعيما من مختلف القبائل ، و كان من بينهم الشريف البوجدايني من بني توزين تفاديا للمشاكل، كما أن البوجداينيين لقد ثبت بأنهم قد جاهدوا مع ابن عبدالكريم على الأقل الى أن أستسلم في مايو سنة 1926 .
لقد قام الألمان أثناء الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918 ) ، بتعيين بعض
العملاء و المخابرات بتطوان و العرائش بالنسبة للجبهة الغربية ، وفي مليلية
بالنسبة للجبهة الشرقية ، و كانوا يهدفون الى توزيع الأسلحة و الأموال على
بعض زعماء قبائل الريف ، مقابل القيام بحركات ضد مناطق الحماية الفرنسية
، و قد اتضح بأن بعض الألمان الذين استقروا بمليلية للغرض المذكورو بعلم
من قيادتها العامة ، كانوا مع اتصال بابن عبدالكريم الذي كان بدوره يتصل
ببعض
الوسطاء بالريف ليقوموا بإيصال الأموال و الأسلحة للزعماء الذين يتم اختيارهم للقيام بحركات ضد الفرنسيين ، و قد وصف الكابيطان أنطونيو فيلا روبيو في كتابه " كايوفاس... 1941 " ، الكييفية التي تصل بها الموارد الى زعماء الحركات عندما كان يشتغل بالشرطة الأهلية ، واخرما شاهد تلك العملية التي تمت من منزل البشير بن صناج من بني سيدل ، حيث قال : أن هذا الأخيرحصل من الألماني جرلاش على مبلغ 30000 بسيطة " تعادل قيمتها اليوم حوالي 90 مليون سنتيم "، وقد قام بتحويلها الى قطع معدنية ، ثم خرج بها من منزله ليلا الكائن بشارع بابيونيس بمليلية رفقة احد اقاربه و على أربعة بغال في اتجاه تفرسيت لتوزع للحركة ، و كان البشير قد اتفق سابقا مع الحاج أعمار على أن يسلمه نصف المبلغ لكنه في الاخير خانه و منح له القليل، و احتفظ بالباقي لنفسه ، و قد سخط عليه الحاج أعمار، و حكى ما حدث للشرطة (14)
الوسطاء بالريف ليقوموا بإيصال الأموال و الأسلحة للزعماء الذين يتم اختيارهم للقيام بحركات ضد الفرنسيين ، و قد وصف الكابيطان أنطونيو فيلا روبيو في كتابه " كايوفاس... 1941 " ، الكييفية التي تصل بها الموارد الى زعماء الحركات عندما كان يشتغل بالشرطة الأهلية ، واخرما شاهد تلك العملية التي تمت من منزل البشير بن صناج من بني سيدل ، حيث قال : أن هذا الأخيرحصل من الألماني جرلاش على مبلغ 30000 بسيطة " تعادل قيمتها اليوم حوالي 90 مليون سنتيم "، وقد قام بتحويلها الى قطع معدنية ، ثم خرج بها من منزله ليلا الكائن بشارع بابيونيس بمليلية رفقة احد اقاربه و على أربعة بغال في اتجاه تفرسيت لتوزع للحركة ، و كان البشير قد اتفق سابقا مع الحاج أعمار على أن يسلمه نصف المبلغ لكنه في الاخير خانه و منح له القليل، و احتفظ بالباقي لنفسه ، و قد سخط عليه الحاج أعمار، و حكى ما حدث للشرطة (14)
إن العمليات الإسبانية على ضفاف واد كرط بعد سنة 1914 تقلصت بشكل ملحوظ ، فقد أعلن الإسبان الهدوء مع القبائل الخاضعة لها كجزء من بني بويحيي و اولاد ستوت وبني وكيل العروي، و كانوا يقومون بعمليات على القبائل التي استمرت في الثورة و التي من بينها امطالسة المدعمة بجزء من بني بوبحيي وبعض القبائل الأخرى ، و قد أدت إحدى المعارك بين الطرفين في سنة 1918 على ضفاف واد كرط الى إصابة الحاج أعمار المطالسي الذي توفي في نفس العام ، وقد دفن في ضريح سيدي علي بقرية تسلي التابعة للجماعة القروية لامطالسة . بعد سنة 1919 اصبح للإسبان رغبة أكيدة للسيطرة على الريف و إخضاعه بالكامل ، إنطلاقا من ثغري سبتة و مليلية ، و في سنة 1920 بدأت في تنفيذ مشروعها مستغلة المجاعة والجفاف بالمنطقة في ذلك العام الذي أدى الى هجرة الكثير من سكانها للشغل في الجزائر، و الإنشقاق في الحلف القبلي الريفي السابق، وفقدان الزعماء الكبار كالحاج أعمار و محمد امزيان و غيرهما ، و انشغال ابن عبدالكريم بأمور الثورة في بني ورياغل و تمسمان و بقيوة ... الخ ، مما ادى الى رغبة و حاجة فقراء و فلاحي المنطقة الى الدعم الإسباني من خزائن مليلية المليئة بالأطعمة ، وبالتالي كان هناك نكوص عن الجهاد ، و قد أدى ذلك الى تعاون مؤقت لبعض سكان امطالسة مع الإسبان ، كما يتضح من خلال رسالة برينكير الى وزير الدولة الإسباني حيث قال : " إن الوضعية السياسية لقد تحسنت بشكل ملحوظ في الشهرين الاخيرين ، و قد حضر ابن الحاج أعمار (محند) ، متبوع بمحند فطومة و اخرون بارزون في لقلاشة الى مركز أزواغ ، حيث حيوني هناك ، و أبدوا استعدادهم للتعاون معنا طيلة زيارتي الحديثة لمليلية ، و في الوقت الذي كنا نقوم فيه بالتقدم نحو تفرسيت المرحلة الرئيسية لاحتلال دارالدريوش ...التركيز الثائر المشار إليه في رسالتي هذه بدار الدريوش لقد تم حله ، و سيسهل ذلك مشروعنا ."(15) التعاون المشار إليه أعلاه لم يدم طويلا ففي سنة 1921 ، انخرط الكثير من أبناء امطالسة في الجهاد الأكبر الذي دعا إليه إبن عبدالكريم ، و قاوموا الإسبان بأدهارأبران، و بأنوال و أثناء الإنسحاب من أنوال ، و في العروي ، و أثناء الغزو الثاني الإسباني على الريف الذي أدى الى إستسلام ابن عبدالكريم و إخضاع كل سكانه .