إنه من المؤسف حقا ان نجد اصواتا غريبة، كلما تم فضح فساد، خروقات، غش، تتعالى من اجل التستر على تلك الفضائح بل وفي بعض الأحيان يتلقى فاضح الفساد تهديدات صريحة بالتصفية الجسدية !!!
في الوقت الذي يجب على المجتمع أن يتعاون فى وأد كل ألوان الفساد، والتى يأتى فى مقدمتها الغش بصفة عامة.
وإنه من أخطر أنواع الغش العمل على ستر عيوب مشاريع وإخفائها تدليسا على المجتمع، لا تظهر الا بعد مرور وقت من الزمن.
واليكم اربعة لمشاريع انجزت على ارض اكزناية (على سبيل المثال لا الحصر) ، وقع التدليس فيها وبات اصلاح عيوبها بين العويص والمستحيل.
١ قنطرة ويزغت التي ستبقى صورتها حية في ذاكرة اكزناين بعدما تم محوها من الوجود بسبب قرار مهندس لم يراقب الله في فعله.
٢ طريق اجدير قاسيطة الذي ما ان ظهر عيب ويختفي حتى يظهر آخر في سلسلة لا تنتهي ويعلم الله كيف ستكون نهاية اشغاله.
٣عقبة تيزي ودرن التي اصبحت كابوسا للشاحنات والحافلات والتي اختارت كحل للمعضلة ، المرور عبر كرسيف الى الناضور والحسيمة.
٤ملعب اكنول الذي تزامن وانجازه في ظهور مواهب رياضية كبيرة وصعود نجم الاتحاد الرياضي باكنول الذي وجد نفسه يخوض مباريات مشرفة بسبب تألقاته في ملاعب خارج البلدة.
وأمثلة أخرى سنأتي عليها في حينها.
اصوات غريبة تنبري للدفاع عن هذا الغش مع هول المصيبة ، فقالوا في قنطرة ويزغت ، يجب نسيانها لانها من مخلفات الاستعمار ، وليس جميلا النبش في مثل هذه الذكريات وقالو عن طريق قاسيطة اجدير ، ( جبال وقفار ووديان مهجورة لا تستحق كل هذه الاموال ، والطريق المنجزة هناك تتجاوز حجم الحاجة والفائدة ) والطريق الممنوحة كان من المفروض ان تقابل بالامتنان والشكر لمن كان وراءها بدل الفضح المتوالي و المواكب للانجاز قطعة بعد قطعة.
اما عن عقبة تيزي ودرن فانهم ذهبوا الى حل المشكلة في منع الطريق السريع الرابط بين تازة والحسيمة عن النقل الثقيل ، واستبدال الممر بالطريق السيار گرسيف والذي سوف يتم تربطه بطريق سيار آخر الى الناضور وعن الملعب قالوا بحسن نية انه كان ينبغي ان نشجع من قام بهذا الانجاز ومن سعى وراءه عوض التبخيس.
اذا كان من السهل ان ننسى قنطرة ويزغت والتي كان من المفروض ان تبقى حية بيننا شاهدة على حقبة تاريخية من ذاكرتنا احببنا ام كرهنا ، وبات من المستحيل اعادتها الى الوجود ولو انفقنا الملايين ، فان اكزناين سيحتفلون بصورتها في كل مرة ويذكرونها تماما كما يذكرون موتاهم ولن يسمحوا في القادم المساس بشيء يخلد ذكراهم وسيلقنونه درسا للاجيال القادمة ، وسيصلون يوما الى اسم من كان سببا في هدم القنطرة لتسجيله في لائحة الخائنين.
اما طريق قاسيطة اجدير ، والتي قابلها الناس بالفرح والسرور ، وقابلوها كما قابلنا نحن كذلك معهم المشروع بالامتنان والشكر لكل من ساهم في فك العزلة عن هذه المنطقة الفلاحية والسياحية والتاريخية بما تحمله من مؤهلات كبيرة ستساهم لا محالة في رفع الاقتصاد المتهالك للقبيلة برمتها ، كيف استكثروا عليهم هذا المشروع وقادة جيش التحرير من هناك خرج ، كيف استكثروا عليهم هذه الطريق وهم يستحقون اكثر من ذلك وهم يعانون منذ الاستقلال من عزلة شديدة ارغمت الاهالي على الهجرة والمغادرة بشكل مرعب وكأن حربا حلت بساحتهم ، وكيف ارادوا ان ينجزوا طريقا لن يصمد الا سنوات معدودات ثم يحل ظلام العزلة من جديد ، أليس الاهالي هناك هم حماة هذه المشاريع المنجزة هناك وهم من يحق لهم الفضح ، رغم ما تعوزهم من وسائل المراقبة لعدم توفر معطيات دقيقة على المشروع ،
فكيف اذن يحق لاحد ان يطالب بإخراس ألسنتهم وهم من اكتوى بلهيب التهميش منذ الازل .؟
اما عن ملعب اكنول الذي ظهر مؤخرا انه لا يصلح ان يكون ملعبا للتباري بين الاتحاد الرياضي و غرمائه في القسم الثاني ، وانه يجب ان يهاجر الى تازة من اجل خوض هذه المباريات.
هنا يجب ان نتوقف ولا نحمل المسؤولية لرؤساء جماعاتنا ، ولا لمنتخبينا فهم ليسوا رياضيين ، وربما لم تخطر في بالهم ان هذه الملاعب غير صالحة لكل المباريات ، ولم يكن احد يتنبأ منا بان الاتحاد الرياضي لاكنول سيصعد نجمه كما يمكن ان يصعد نجم شباب تيزي وسلي وشباب اجدير ، ، وان اتحاد اكنول سيجد ملعبه خارج الاعتراف من قبل المنظمين.
ولا نحمل المسؤولية للمجتمع الرياضي ، لانهم لم يُخبروا ولم يستشاروا اثناء الاعداد لبناء هذه الملاعب ، المسؤولية يتحملها اولائك الذين هندسوا للملعب وتحايلوا على رؤساء في عملية لا يمكن وصفها الا بالغش والتدليس ، ذلك انه بعد بناء الملعب ظهر عيبه ، عيب لم يكن يعرفه الا المهندسون ووكالات التنمية التي استفادت من الصفقات بأشكال مختلفة فهل الحل هو ان يترك الفريق جمهوره للذهاب بعيدا لمقارعة النظراء.
فمتى اذن سيستفيد الجمهور الرياضي الاكزنائي ومتى سيستمتع بمباريات من النوع الذي يواجهه الاتحاد الرياضي لاكنول ، وهل الجمهور الرياضي قادر على التنقل الى تازة من اجل تشجيع فريقه؟ اليس فيهم الفقراء والتلاميذ والنساء والاطفال ومن يعوزه شيء للتنقل ؟
وهل تريدون لهذه الكرة في اكزناية ان تبقى حكرا على طائفة واحدة ؟
جميعا من أجل فضح الغش وصدق مصطفى محمود حسن قال : لا يستطيع الحرف أن يدرك الغاية من وجوده إلا إذا أدرك الدور الذي يقوم به في السطر الذى يشترك في حروفه، وإلا إذا أدرك المعنى الذى يدل عليه السطر في داخل المقال، والمقال في داخل الكتاب.