عادات وتقاليد رمضان في البادية المغربية تبدو فريدة،
و تزداد تميزاً في شهر رمضان الكريم وكأنه ضيف عزيز سيحل لمدة ويرحل،
ولذلك فإنهم يتفننون في الإستقبال من غير تكلف ولا تصنع؛ فهي عادات عريقة
توارثوها أبا عن جد.
وكلما اقتربت إلى المنطقة لمست أكثر ذلك التميز في السلوكيات والمظاهر أهم مظاهر استقبالهم لشهر رمضان ، عندما يقترب الشهر الكريم يذبحون أو يشترون اللحم و"الكرْشَة" ويقطعونها أجزاء صغيرة ثم يجففونها في الشمس، لتستعمل طيلة وجبات الإفطار في رمضان في طهي وجبة "الحَرِيرَة" عوض الحمص و"المقدنوس"، إلى جانب الخبز بالشحم أو كما نسميه بلهجتنا "أَغْرُومُ تَادُونْتْ".
وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار وأداء صلاة العشاء والتراويح، من العائلات من تفضل قضاء السهرة بالشواء والشاي، ثم بعدها تقوم النساء بطهي وجبة السحور التي تكون في الغالب من خبز مدهون بالسمن والعسل والتمر".
مائدة الإفطار في رمضان تتكون من الحريرة التي
تسمى "أَزِكِيفْ" بالشعير وتتم عملية الطهي فوق الحطب، إلى جانب القهوة
بالحليب والتمر، ويجلس رب الأسرة متوسطا المائدة، وبعد تناول وجبة الإفطار
يذهب الرجال والشباب والأطفال إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح.
لا شك أن المدنية الحديثة أثرت بشكل ملموس وخطير على التمسك بتلك العادات الأمازيغية في رمضان، وعموما
إذا كان البعض قد تخلى عن تقاليد أجداده فإن آخرين رغم مغادرتهم لأوطانهم
الأصلية ما زالوا يحتفظون بتاريخهم وطقوسهم وسط المدينة، بل منهم من يستطيع
تمييزساكني بيت من البيوت هل هو أمازيغي أم لا من خلال رائحة الأكل في
المطبخ.
الفيديو: