تحرير : نجيم السبع
ولد المقاوم الشهم الحاج اعمار أقلعي في العام 1902 بإقروعن ضواحي أجدير اكزناية ، و توفي في 14 ديسمبر سنة 2004 ، شارك في العديد من المعارك من أجل نيل الإستقلال.
لقد
سبق للمقاوم الحاج اعمار أن شارك في الحرب العالمية الثانية أيضاً مع
الجيش الفرنسي ضد ألمانيا بأمر من جلالة الملك الراحل محمد الخامس.
كان للرجل أيضاً الفضل الكبير رفقة إخوانه المقاومين في الهجوم المسلح الذي تم تنظيمه من طرف المجاهدين آناذاك في معركة 02 اكتوبر 1955 الشهيرة ضد المستعمر الفرنسي حيث تم إقتحام سجن بورد وتم تحرير كل السجناء لتتعدد بع ذلك مهام الفرقة التي كان من ضمنها المقاوم اعمار أقلعي مابين الهجومات على مراكز العدو، والقبض على الجواسيس، وتخريب الأسلاك
الكهربائية والجسور، وهذا لقطع الإتصال بين مراكز العدو وقيادته العليا وحال انقطاع الموصلات بين مختلف جهات المغرب دون تسرب أنباء ما وقع في
معظم المراكز التي هاجمها المجاهدون الأبطال إلى الصحف أو إلى وكالات
الأنباء ، واستعمل المجاهدون عدة وسائل أثناء خوضهم هذه المعارك مثل
البوصلة التي تسهل عليهم السير والتوجه إلى المكان المستهدف، نظرًا لأنهم
كانوا يسلكون في أغلب الأحيان طريق الغابة والجبال، كما استعملوا النظارة
المكبرة مع الميكرومتر لاستكشاف الأرض، والتعرف على الأهداف، والتدقيق
أثناء الرمي بالرصاص.
لقد
كان لهذه المعارك وقع كبير على مجريات الأحداث، فقد ازدادت عدد فرق جيش
التحرير، فأمام الإنتصارات الباهرة التي كانت تحرزها فرق جيش التحرير في
هجوماتها على العدو ونتيجة للغنائم الضخمة التي كان يفوز بها المجاهدون
اتسعت فرق جيش التحرير بسرعة.
وتظهر
بعض التقارير النجاح الذي حالف جيش التحرير أثناء خوضه للمعارك، "فقد سجل
أول تقرير مشترك للقياديتين المغربية والجزائرية آنذاك خسائر هامة في
الجانب الفرنسي بلغت مائتين وأربعين قتيلا بين ضباط وجنود وثلاثمائة
وثلاثين جريحا، فيما استشهد في صفوف جيش التحرير اثنا عشر شهيدا وأصيب خمسة
عشر شخصا ، وزيادة على هذا فقد زالت هيبة المحتل من قلوب المجاهدين،
وأصبحت مواقع "بورد" و"أكنول" و"تيزي أوسلي" تعرف في الصحافة الفرنسية
والعالمية " بمثلث الموت" فكانت أشبه ما يكون بالثقب الأسود الفضائي يبتلع
كل من يقترب منه من قوات العدو".
كما
تحدثت جل الصحف الوطنية والفرنسية عن المعارك التي خاضها جيش التحرير،
وخاصة منطقة أكنول، التي أدت لانسحاب العدو من هذه المنطقة، فقد جاء في
تقرير لجريدة الأمة "لقد انسحب الفرنسيون من أكنول بعد معركة فقدوا فيها
عددا من القتلى والجرحى، استمر القتال بدون انقطاع بين قوات الجيش الفرنسي
وجيش التحرير طيلة ستين ساعة (منذ الأربعاء إلى عشية أمس) وتقول المصادر أن
الوطنيين المسلحين يقومون بالهجوم على الوحدات الفرنسية ويقوم القبطان
"صباتيه" بقيادة الفرقة الفرنسية التي أخرجها جيش التحرير من أكنول القرية
الميتة كما يسميها المراسلون الأجانب الآن وقد ترك عددا من رجاله في ميدان
المعركة قبل أن يتمكن من الإفلات مع فلوله".
وبعد
استقلال المغرب تم إدماج جيش التحرير بأكنول وجميع المناطق المجاورة ضمن
الجيش الملكي كما تبين وثيقة التوصيل الذي سلم به السارجان عبد السلام
للجيش الملكي السلاح والعتاد الحربي الذي كان في ذمته.