الأحد، 5 أكتوبر 2025

إحياء الذكرى 70 لانطلاق عمليات جيش التحرير بمنطقة اكزناية




TazaCity 

شهد إقليم تازة، يوم الخميس 02 أكتوبر 2025، إحياء الذكرى السبعين لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، والتي ارتبطت بمثلث الموت الشهير بريف تازة، في ملحمة بطولية خالدة شكلت محطة فارقة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.

وقد ترأس هذه الذكرى الاحتفالية السيد كمال الحمودي، الكاتب العام لعمالة إقليم تازة، مرفوقا بالسيد احميدة معروفي، مدير الأنظمة والدراسة التاريخية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وذلك نيابة عن المندوب السامي السيد مصطفى الكثيري. كما حضر هذا الموعد الوطني مسؤولون قضائيون وأمنيون وعسكريون، وأعضاء المجلس العلمي المحلي، إلى جانب ممثلين عن المصالح الخارجية، وعدد من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.

وفي كلمة بالمناسبة ألقاها السيد احميدة معروفي، نقل من خلالها رسالة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تمت الإشارة إلى عظمة هذه الذكرى التي تؤرخ لواحدة من أشرس معارك المقاومة الوطنية في فاتح وثاني أكتوبر 1955، والتي رسخت قيم التضحية والفداء، وأبرزت الارتباط الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي في سبيل الذود عن الوحدة الوطنية والمقدسات الدينية.

وأكدت الكلمة على الحضور الوازن لأبناء تازة في الصفوف الأمامية للمعارك ضد الاحتلال، مسجلة أكثر من ستين مواجهة بطولية خلال الفترة الممتدة ما بين 1913 و1926، لتجسد ربوع تازة بذلك إحدى قلاع المقاومة الصامدة. كما تم التذكير بملاحم مثلث الموت الذي دوّن بمداد الفخر أسماء مجاهدي المنطقة، وخلّد تضحيات جسام ساهمت في عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى في 16 نونبر 1955، حاملا بشرى الحرية والاستقلال.

وفي هذا السياق، جرى خلال هذا الحفل تكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المنتمين إلى الإقليم، بلغ عددهم 12 مكرما، بينهم عشرة متوفين واثنان على قيد الحياة، وذلك في التفاتة رمزية ومعنوية مستحقة. كما وزعت إعانات مالية بلغت قيمتها الإجمالية 100 ألف درهم لفائدة قدماء المقاومين وأراملهم، عرفانا بما أسدوه من تضحيات.

هذا، وقد قام الحضور بزيارة مقابر الشهداء بكل من تيغزراتين بجماعة اجزناية الجنوبية، وتيزي وسلي، وجماعة أجدير، حيث تمت تلاوة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الذين قدموا دماءهم فداء للوطن ووحدته.

واختُتمت المراسيم بالدعاء الصالح لأرواح شهداء الحرية والاستقلال، وبمزيد من الرفعة والسداد لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.