يعتبر يوم الجمعة 26 ماي 2021، يوما مشهودا لفلاحي منطقة إقليم تازة، إذ يؤرخ لانطلاق مشروع التنمية القروية المندمج بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف، المعروف اختصارا بمشروع "برودير".
والذي يندرج في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” باستثمار ضخم يناهز 884 مليون درهم، ممون من طرف الدولة المغربية وصندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية، يمتد على مدى 6 سنوات، يغطي خمسة عشر جماعة ترابية ضمن النفوذ الترابي لدائرتي أكنول وتايناست، إسوة ببرنامج تنمية السلاسل الفلاحية الذي استهدف في وقت سابق الجماعات الترابية التابعة لدوائر تازة، واد اميل وتاهلة.
و يهدف المشروع الذي تم إطلاقه إلى تهيئة 180 كلم من المسالك القروية بدائرتي أكنول وتايناست، وغرس 9835 هكتارا من أشجار اللوز و1000 هكتار من التين و800 هكتار من الزيتون، مع اقتناء 600 خلية نحل، زيادة على حماية 33000 هكتار من الأراضي الفلاحية من الانجراف، وإنشاء 4 منصات للتسويق، وإنشاء ودعم 100 مقاولة قروية صغيرة وتكوين ومواكبة المقاولين الشباب القرويين، فضلا عن مكونات اخرى، ويستهدف هذا البرنامج حوالي 11200 أسرة قروية بحوالي 66500 شخص من دائرتي بأكنول وتايناست،، أي حوالي 50 بالمائة من الساكنة، مع منح اهتمام أوفر لإدماج النساء والشباب بالوسط القروي، وذلك بهدف التخفيف من حدة الفقر في المناطق القروية من خلال تنويع وتحسين مصادر الدخل المستدام لجميع شرائح الساكنة القروية مع احترام الموارد الطبيعية.
وفي إطار التنزيل الفعلي لمضامين هذا البرنامج الواعد، الذي استبشرت به الساكنة خيرا، عقدت المديرية الإقليمية للفلاحة بتازة بصفتها مكلفة بتنزيل المشروع، اتفاقية شراكة مع فدرالية التنظيمات المهنية بدائرة أكنول، التي تضم أزيد من 60 تنظيما يشمل الجماعات السبع لدائرة أكنول، و ذلك ضمانا لحسن تنفيذ المشروع، وسلاسة تنزيل مكوناته لبلوغ أهدافه المسطرة واستفادة الساكنة منه على أكمل وجه، في إطار مقاربة تشاركية بين المديرية الفلاحية لتازة وأكبر مكون للمجتمع المدني بإقليم تازة، غير أن مديرية الفلاحة بتازة ورغم ظهورها بمظهر الشريك لفدرالية التنظيمات المهنية بأكنول في كل خرجاتها الإعلامية والرسمية، فإنها في الواقع تصر على انفرادها الواضح في تنزيل مكونات البرنامج التي تسير في ظل هذه الوضعية والتصرف الأحادي نحو الفشل الضريع، إذ تتعمد عدم إشراك الفدرالية في تنزيل مكونات برنامج "برودر"، باستثناء الغرس، و تعمل على تمريرها خفية بطرق تثير الكثير من الشك والريبة، و تذعن في إقصاء الفدرالية رغم تلقيها تنبيهات عدة و متواصلة من طرف مكونات التنظيم الفدرالي بأكنول، و إمعانا في تهميش الفدرالية و إضعافها فإن المديرية الإقليمية للفلاحة بتازة، دأبت على نهج أساليب قذرة وغير مسؤولة من أجل الهدم والتشتيت وذلك بعملها على استدراج جمعيات و تنظيمات أخرى خارج التنظيم الفدرالي للاستفادة من برامجها بعيدا عن أية معايير موضوعية أو شروط معلنة وفق ما تقتضيه المساطر المعمول بها في هذا الشأن، فضلا عن تلكؤها و تنصلها من التزامات من خلال اتفاقية سابقة تعود لأكثر من عقد من الزمن كمشروع بناء وحدات تكسير اللوز و تثمينه بالجماعات القروية الستة قبل أن تحولها بشكل منفرد الى اثنتين ثم الى لا شيء لحد الآن رغم أن المساطر القانونية والتقنية في شأنها كانت قد بلغت مراحل متقدمة بل وتم تدشين إحداهما من طرف وزير الفلاحة خلال زيارته لأكنول سنة 2021 دون متابعة، مما يطرح أكثر من سؤال حول دوافع هذا الإقصاء والتحييد الممنهجين، واللذان أثرا بشكل واضح على جودة جل المشاريع المنزلة، والتي تعرف نقائص عدة واختلالات بالجملة تحاول الفدرالية رغم كل ما سلف تصحيحها ما أمكن في حينها، بجهود شخصية واستماتة من جميع مكوناتها التي أبانت عن غيرة وتعبئة منقطعة النظير لتتبع تنفيذ مشاريع برنامج "برودير" المنجزة على امتداد دائرة أكنول، لأنها تعتبره مشروع الأجيال الحالية والمقبلة، الذي سيسمح بتعزيز القدرات الإنتاجية للساكنة القروية، واستفادتها من الولوج إلى الأسواق، و بالتالي تعزيز التنمية المستدامة، ولا يمكن بأي حال تركه يضيع في أيادي غير مسؤولة.
و في ظل هذه المحاولات اليائسة والإقصاء الممنهج لفدرالية التنظيمات المهنية بدائرة أكنول، من طرف المديرية الإقليمية للفلاحة بتازة، في تفعيل مضامين الإتفاقية و تنزيل باقي مكونات مشروع التنمية القروية المندمج بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف، المتمثلة أساسا في:
1. تنويع الأشجار المثمرة بما في ذلك أشجار الزيتون، الخروب، التين، العنب
2. توزيع خلايا ومعدات تربية النحل وإنتاج العسل
3. تهيئة المسالك الفلاحية داخل محيطات الغرس
4. بناء السواقي في المناطق المسقية
5. حفر وتهيئة نقط الماء
6. محاربة انجراف التربة والمعالجة الميكانيكية للشعاب وبناء المدرجات
7. بناء وحدات تكسير وتثمين منتوج اللوز
8. بناء دار لوز أكنول
9. دعم التعاونيات بمعدات وآليات العمل
فإن التنظيم الفدرالي بأكنول بدأ يدق ناقوس الخطر حول إمكانية فشل برنامج "برودير"، الواعد و الكبير، في ظل التدبير الأحادي الجانب للمديرية الإقليمية للفلاجة بتازة، لاسيما و أن محيطات الغرس بدائرة أكنول تعرف عدة نقائص لا يتم تصحيحها إلا بتدخل من الفدرالية وإلحاح منها، مما يجدر بالمديرية الإقليمية للفلاحة بتازة و بكافة المتدخلين، من سلطة إقليمية وسلطات محلية إلى ضرورة التعبئة و مد يد العون إلى مكونات المجتمع المدني نظرا لمركزها الأساسي كنواة أولى وأقرب أكثر من غيرها للمشاريع بهدف ضمان نجاح البرنامج وتذليل الإكراهات التي يواجهها وتصحيح الاختلالات، قبل فوات الأوان.
وفي الأخير، فإن الفدرالية تدعو الى ضرورة عقد لقاء تواصلي عاجل مع كافة المتدخلين في المشروع من أجل تقييم الوضع بشكل دقيق وتحديد المسؤوليات وتصحيح الانزلاقات، كما تدعو السلطات المحلية والاقليمية الى تحمل مسؤولياتها في الموضوع خصوصا وأننا نسجل بأسف بأن الشكايات المرفوعة اليها في عدة مناسبات من قبل الفدرالية لم تحض بما يجب من الجدية والمتابعة وهو ما يفتج المجال لكثير من التساؤلات والتأويلات.
مشروع "برودير" فرصة سانحة وحقيقية لتنمية هذه المنطقة التي عانت من صنوف التهميش والاقصاء، مشروع ضخم وكبير وواعد يتطلب عزما ووضوحا من الادارة كما يتطلب انخراطا إيجابيا من كافة المتدخلين.