الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

مغاربة من بينهم اكزناين يساهمون في تثمين النباتات العطرية على الصعيد الدولي

المصدر : هسبريس

يشارك باحثون مغاربة في مشروع “MULTI-VAL-END” باعتباره وسيلة لتنمية قطاع النباتات الطبية والعطرية المستوطنة لضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويهتم بالتثمين متعدد الأوجه للنباتات المستوطنة في مناطق جغرافية محدودة، مثل منطقتي الريف والساحل المتوسطي بالمغرب، وجزيرة كريت باليونان وتونس.

ويهدف هذا المشروع الطموح إلى الاستغلال المستدام للنباتات الطبية والعطرية في قطاعات الزراعة الغذائية والبستنة والزينة والتجميل إضافة إلى المجال الطبي، ودعم وتسهيل التعاون بين الباحثين الشباب من ثلاثة بلدان متوسطية وهي المغرب وتونس واليونان. ويتعلق الأمر بالباحثين محمد الهيسوفي وعبد المجيد خباش ومحمد لبياض وفاطمة لمشوري من المغرب، ونيكوس كريجاس وجورجيو تسكتوريديس من اليونان، إضافة إلى الباحثات سمية بورغو ووداد مكديش قصوري وزينب غرابي كمار من تونس.

ويندرج هذا المشروع في إطار المشاريع البحثية المختارة في إطار برنامج/ اتفاقية ARIMNET 2 البحثي، الذي تموله شبكة من وكالات التمويل الوطنية والدولية والمنظمات البحثية المسؤولة عن تعزيز تنسيق أنشطة البحث وتحديد برامج البحث المشتركة في منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ فيما قامت كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي بتمويل الفريق المغربي.

وأوضحت معطيات توصلت بها هسبريس أن المشروع يتوخى وضع خارطة طريق للحفظ الناجح والاستغلال المستدام للنباتات المستهدفة في مناطق البحر الأبيض المتوسط المعنية بهذا المشروع البحثي، مع تحديد العقبات الرئيسية والفرص والتوقعات الأساسية لتطوير منتجات زراعية مبتكرة ذات علامة تجارية حصرية ومحلي.

ويهدف المشروع أيضا إلى خلق بنك للبذور في كل بلد، مع إنتاج وثائق علمية وأعمال جديدة حول تكثير هذه النباتات ومكوناتها ومركباتها الطبيعية، وكذا خصائص الأنواع النباتية المختارة التي تم تقييمها من أجل تحفيز استغلالها المستدام، بالإضافة إلى القيام بأنشطة التحسيس والتوعية بأهمية هذه الأنواع النباتية لفائدة المواطنين، والمجموعات المستهدفة كالجمعيات والتعاونيات…، إضافة إلى المزارعين والمستهلكين وأصحاب المصلحة وعموم الجمهور العلمي.

وكانت انطلاقة مشروع “MULTI-VAL-END”، الذي يمتد لثلاث سنوات مددت بشكل استثنائي جراء ظروف جائحة كوفيد 19، قد أعطيت بتاريخ 23 يونيو 2018 بمعهد تكاثر النباتات والموارد الوراثية (IPBGR) بمدينة تيسالونيك باليونان، حيث تم تنظيم ورش عمل لمناقشة وتطوير منهجية العمل المتعلقة بمختلف حزم عمل المشروع (WP)؛ وهو ما مكن من تطوير طريقة ومنهجية علمية لتقييم الأنواع النباتية المختلفة المستوطنة في مناطق مجال الدراسة.

وانعقد الاجتماع الثاني للجنة العلمية للمشروع بكلية المتعددة التخصصات بمدينة تازة، حيث امتد من فاتح إلى سادس أبريل 2019، وخُصص لتقييم التقدم الذي تم تحقيقه في إنجاز حزم العمل المختلفة (WP) للمشروع، وتحديد المشاكل التي يجب حلها، مع إنجاز تقييم مرحلي للأنواع النباتية المستوطنة للمناطق الثلاث للدراسة.

أما الاجتماع الثالث الذي كان مقررا بتونس في 28-29 يوليوز 2020، فقد تعذر عقده بسبب انتشار جائحة كورونا في العالم، ليتم تعويضه باجتماع عن بعد بفضل تقنية التناظر المرئي، من أجل استعراض التقدم المحرز في إنجاز المشروع، والتطرق لحل الصعوبات التي تعترض إنجازه، والمصادقة النهائية على طريقة تقييم النباتات المستوطنة لمناطق الدراسة…

وتتجلى الحصيلة الأولية لإنجاز المشروع في حصر عدد النباتات المستوطنة لمناطق الدراسة في البلدان الثلاثة، والمتمثل في 94 نوعا بمنطقتي الريف والساحل المتوسطي للمغرب، و82 نوعا بتونس، و223 بجزيرة كريت اليونانية. كما تم تقييم أهمية هذه الأنواع النباتية في مجالات الزراعة الغذائية والبستنة والزينة والتجميل، إضافة إلى المجال الطبي اعتمادا على شبكة تقييم تضم 48 معيارا.

واعتمادا على عملية التقييم المذكورة، جرى تحديد الأنواع النباتية الواعدة لكل قطاع ولكل منطقة مستهدفة، كما تم الوقوف على الفرص والعقبات في هذا المجال، وعن الإجراءات الضرورية لسد الفجوات المتعلقة بالاستغلال المستدام للنباتات المستهدفة (بنوك البذور، التحليلات الكيميائية النباتية، تجارب إنبات البذور، والمقابلات مع المختصين في علوم النباتات ومع الساكنة المحلية).

وقد جرى، إلى حدود الساعة، تتويج هذا المشروع بنشر سبع مقالات علمية ذات جودة عالية في مجلات علمية مفهرسة عديدة، إضافة الى عرض النتائج العلمية للمشروع في ثلاثة مؤتمرات علمية دولية.

يشار إلى أن فريق البحث المغربي قام بالعديد من الزيارات الميدانية لاكتشاف وجمع العينات النباتية، تم خلالها إجراء مقابلات مع الساكنة المحلية لمنطقة الدراسة، من أجل الوقوف على مدى استخدامهم واهتمامهم بالنباتات المستوطنة لمنطقتي الريف والساحل المتوسطي المغربي.

وبالإضافة إلى عمليات تثمين النباتات المستوطنة بمناطق الدراسة، يهدف المشروع إلى نشر الوعي بأهمية هذه الأنواع المستوطنة لمنطقة محدودة. من أجل تلك الغاية، جرى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت اسمUnique wild plants of Greece Morocco-Tunisia: Valorisation and Conservation، تحتوي على منشورات تهم الأنشطة التي تم تنفيذها في إطار المشروع باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية واليونانية.

وأشارت المعطيات ذاتها إلى أنه سيتم برمجة يوم دراسي حول النباتات المستوطنة للريف والساحل المتوسطي المغربيين، من أجل التواصل مع الفئات المستهدفة. وستتم، خلال هذا اليوم، دعوة العلماء والمنظمات المهتمة بقطاع تثمين النباتات وصناع القرار والجمعيات والتعاونيات الزراعية، إضافة إلى الصحافة المحلية والوطنية؛ لكي تكون فرصة لتقديم المشروع للمشاركين، وعرض النتائج الرئيسية التي تم التوصل إليها حتى الآن ومناقشة الآفاق.