تحرير : نجيم المنصوري
من ضمن ما يروج هنا في فضاء الفايسبوك من أخبار ومستجدات ومبادرات، لابد أن نستحسن وننوه بالعمل النبيل الذي يقوم به صديقنا إبن ”منطقة إكزناين” بوجمعة مغنوجي.
فبعد أن قاد حملة جمع تبرعات من أجل تقديم المعونة الغذائية لأزيد من 135عائلة، أطلق في الأيام القليلة الماضية مبادرة لا تقل أهمية عن سابقتها، بل يمكن القول أنها خطوة لو نجحت ستساهم إلى حد بعيد في فك العزلة عن آلاف الأشخاص بدواوير متعددة، والحديث هنا عن بناء قنطرة جبدوار تاستييت قرب المسجد الكبير.
لا يخفى عنكم جميعا أصدقائي أن هذه القنطرة من ضمن الحاجيات الأساسية التي نطمح إليها ويجدر بنا أن نوليها العناية اللازمة، كما أنها ستسهل الكثير من الأمور الهامة علينا جميعا، بالنظر إلى كونها نقطة ستربط من جهة أولى بين قسمين من دوار تاستيت، ما يعني القضاء على معاناة الأطفال المتمدرسين من الأخطار التي تحدق بهم نتيجة السير وسط سيول الماء التي يحدثها هذا النهر، كما أنها ستسمح لجميع المصلين من القدوم إلى المسجد في جميع الأحوال، وكذلك التمكن من دفن الأشخاص المتوفين دون أي حرج.
ومن جهة ثانية ستنجح هذه القنطرة في ربط دواوير عديدة منها “إجذيان” “أخندوق” “بوعنقوذ” “آشث عرو عيسى” بالطريق الرئيسية بتاستيت، وهكذا ستفك العزلة عن ساكنتها، وتجنبنا الكثير من المعاناة التي نتكبدها نحن ساكنة هذه الدواوير وقت هطول الأمطار. كما لا يخفى عنكم أصدقائي أن السيول تمنعنا بشكل شبه كامل من زيارة المستشفيات، ما يترتب عنه صعوبات جمة خاصة للحالات الاستثنائية والمستعجلة. كما تمنع (السيول) كل شخص يؤدي عمله بالجبهة الأخرى من النهر من الحصول على قوت يومه. وكذلك تعرقل الطلبة الذين يتابعون دراستهم بالجامعات والمدارس العليا من الإلتحاق بالمدن المتواجدة بها هذه المؤسسات، ما يفوت عنهم الكثير من المحاضرات والدروس العلمية وحتى الامتحانات.
مبادرة جمع التبرعات قد بدأت منذ أسبوع أو أكثر بقليل وهي في طريقها إلى النجاح بفضل جهود أصدقائنا وعائلاتنا المهاجرين بالديار الأوروبية، الذين لابد أن نرسل لهم تحياتنا القلبية عن جميع الجهود التي يبذلونها في سبيل تنمية أرضهم ومساعدة المحتاجين من إخوانهم في الريف.
وبدورنا نحن القاطنين بأرضنا في الريف أو بإحدى المدن المغربية لابد أن نكاثف جهودنا جنبا إلى جنب رفقة أصدقائنا بالمهجر، سواء بمساهمات مادية لمن له القدرة على ذلك، ولو بدرهم رمزي يعبر عن روح التضامن التي لطالما كانت من الطباع الراسخة بداخل مجتمعنا. كما يمكن المساهمة معنويا عن طريق التشجيع والتعبئة والتنويه بمثل هذه المبادرات التي ستعود بالنفع الكثير على أرضنا.
اليوم نحن في حاجة ماسة إلى بعضنا البعض لإبراز الدور الذي تلعبه الجماعة البشرية في تحقيق أهدافها التنموية، محاولة منا فك العزلة والتهميش عن أرضنا الطيبة. وأتمنى من كافة ساكنة الدواوير المذكورة أعلاه أن يكونوا على قدر مسؤولية هذه المرحلة، ولم لا كافة دواوير إكزناين والريف، لتكون هذه الخطوة نموذجا يحتذى به في التآزر بين جميع أفراد مجتمعنا من جهة أولى، وتكون كذلك مبادرة تسعى كافة الدواوير محاكاتها وتنفيذها بداخل بقعها الترابية. والنتيجة المباشرة لتكاثف جميع الدواوير بهذا الشكل هي تعميم قيم التعاون والتآزر وبالتالي سهولة ويسر القيام بأية مبادرة.
نتمنى من كافة الغيورين على أرضنا أن لا يبخلوا بجهودهم من أجل اقتراح واستنباط آلية (طريقة) تمكن الجميع من المساهمة كل على قدر استطاعته، ولو بدرهم رمزي لبناء قنطرة تاستيت. كما نتمنى أن تمثل هذه المبادرة الحلقة الأولى من مبادرات ومجهودات أخرى تصبوا تحقيق التنمية بأرضنا. ونعود مرة أخرى لنحيي مبدأ التضامن(ثويزا) صغيرنا وكبيرنا، هذه الأخيرة كانت من المبادئ الراسخة التي تيسر عمل الجماعة على كافة المستويات في هذه الأرض الطيبة.
في الأخير نذكر أن الطريقة الوحيدة لجمع التبرعات لحدود الآن هي عن طريق الحساب البنكي لمؤسسة تنمية الريف بهولندا، والمعروفة ب استقلاليتها وشفافيتها، ويكفيكم متابعة صديقنا بوجمعة للتأكد من كل ذلك.