بقلم : إبراهيم بوعيس
صدفة وأنا أجد إحدى الصفحات المنتمية لهذه القبيلة المنكوبة منذ زمان ،اشتعلت هناك معارك رمزية في التعاليق بين أبناء هذه القبيلة التي قدمت الكثير للوطن بالمقابل أخذ منها الكيان الكثير نعم سيدي الكيان ،الكل عبر بطريقته المحترمة طبعا.
شخصيا لا أحب ذكر تسمية قبيلة لأنها متجاوزة قروسطية وبدوية نوعا ما يجب المرور بسرعة للمجال الجغرافي /الجهوي الذي يوحد على أساس المشترك اللغوي، الثقافي كما في باقي بلدان العالم ونحن لا ننسف التاريخ الكفاحي الأحمر لهذه القبيلة تارة صنعته لوحدها وتارة تقاسمته مع باقي قبائل الريف إذا يجب تذويب هذا التاريخ الثوري واللغة والثقافة في معسكر الريف الذي يحتوي الجميع وليس الريف الجهوية المفلسة المخزنية الإقصائية أقصد أريف الجميع الذي يسكن ذاوتنا؟
ولكي نكون موضوعين أقصد في الفترة الراهنة نقولها مضطرين ومنسجمين مع طبعنا الصريح، أهل إكزناين في غالبيتهم، يمكن اختصار سماتهم ومناقبهم السلبية في الخوف و الجبن والطعن من الخلف و الخبث والنفاق ،الإنتهازية ،الشكامة ،الحسد ،الأنانية ،الفردانية هكذا بالترتيب هذه الصفات الطوطامية البدوية البدائية المرضية الباطولوجية بلا شك ولا مرية في ذلك الغريبة جدا عن الإنسان السامي بشذرة نيتشه وعن الحس المشترك والوجدان الجمعي الأكزنائي عبر التاريخ المعروف بالتمرد والثورة المضادة والكرم والشجاعة ونساء يتقنن الضرب بالبندقية هذه هي الشخصية الصلبة التي حكى عنها موليراس في كتابه المغرب المجهول وكتب عنها دافيد هارت في أعماله الأنتربولوجية الرجل الشرس الممانع القوي ،وتداولها الأجداد أيام جيش التحرير المبدئي والصارم والكريم وليس شخصية اليوم المهترءة والمهزومة من كثرة المعارك الغير المتكافئة التي خاضتها ولازلت التي أخصها المخزن قبل أن يجعلها من ممتلكاته العامة الذي تفنن في صنعها بأجهزته الإيديولوجية نقلا عن ميشل فوكو الإعلام المخدر السلوكي ،المساجد " في غالبيتها يتولى تشيدها ريفيون المهجر بتسهيل إداري مخزني ، فعدد المساجد يفوق عدد السكان في إكزناين إنه الفورمطاج الديني الذي ينوب عن التنويم المغناطيسي المباشر للوعي والمفضل والمعشوق عند السلطة لإزهاق المادة الرمادية للمواطنين المقهورين "
،المقررات الفاشلة ،الأعيان " نفايات المخزن المخلصة " ممثلين في الطبقة الميسورة واللامتعلمة بمعناه العميق وتنشط في الأعمال الحزبية والإدارية و التي يزكيها المخزن السياسي ،أعيان ملثمين مجازا يراقبون الشاذة والفاذة لكي لا تنجح أي حركة اجتماعية جماهيرية هناك أو أي غضب شعبي مفتوح مرغوب إلى غير ذلك ،وبالتالي فالأكزنائي اليوم ينتظر دائما من غيره أن يحتج مكانه و أن يتمرد نيابة عنه و أن يتقدم للواجهة بدله إذا تعلق الأمر بحق مهضوم يجب استرجاعه أو كرامة مهدورة يتعين إعادة الإعتبار إليها عاينتُ هذا في تجربتي القصيرة المدى في بعض الحركات الاحتجاجية بأجدير وغيره ونفس الواقعة تكررت في أكنول وتيزي وسلي وبورقبة كما أخبرني بذلك بعض أصدقائي ،نستشف أن الأكزنائي كلما تعلق الأمر بالتموقف "الرجولي" و المبدئي تجده يُؤثر الهروب و التخفي و التردد لتنوب عنه أنت في المواجهة كمثال يتوارى خلفه و يكتفي بدعمه في "الظل" ،يُعاني الأكزنائي اليوم من عقدة خوف مرضية من المواجهة ويفضّل أن ينوب عنه غيره في كل ما له صلة بالإحتجاج و التمرد المفتوح، بينما هو يلزم الظل و التعليق بالمهموس على نضالية و حركية الآخرين لا، بل قد لاحظتُ كيف أن الأكزنائيين يتولون أداء وظيفة مراقب وشرطي فايسبوك بهوس كبير ونحن نشعر بهم طبعا و يتفادون حتى التعبير عن إعجاب على مقالة أو تدوينة تنتقد بصريح العبارة مسؤولين ، خصوصا إذا كانوا رؤسائهم المباشرين أو غير المباشرين، ظنا منهم بذلك أنهم يتجنبون المشاكل وهم، في الحقيقة، يحسبون حسابا مغلوطا و قاصرا لمعنى الربح و الخسارة !
كما أن حرب إيديولوجية اكتسحت المنطقة بصمت امتدت من الصراع الفصائلي الطفولي الصبياني بالجامعة إلى الأرض المشترك الجمعي الخصب التي تأمرنا بصياغة مطالب ذات صوابية تجيش النفوس وتشحذها تلملم شمل المشتت بين أبناء هذه القبيلة حتى أن أذهان الطبقة الأنتلجنسيا المرشحة للتصدي للإستبداد وإشاعة الوعي الجماهيري وثقافة المعرفة والتواصل الحضاري والتبادل المعرفي والعطف الجمعي والدعم الرمزي بينهم تحول للإيروطيقية الشاذة السادية والحسد والغيرة البدوية على بعضهم البعض فقط لأنك لا تنتمي لفصيلي الصحي حسب طرحه السلفي المتجاوز أو لا تنتج من داخل دولابي لأنك حر لا منتمي بالمعنى السياسي لديك موقف من الاختراق المخزني للفصائل فلا تريد تلويث قناعتك فهو يحسب لها حسابا مبتورا ،كونك لست معي إذا أنت ضدي إنها النمطية التي امتدت للعقل الأكزنائي في حين يجب الالتحام وخلق ترابطات للإيجهاز الرمزي على الاستبداد على الأقل للحفاظ على الندية معه وذلك بنسج تكاثف جمعي جماهيري ليس فقط مع أبناء القبيلة بل مع الجن والإلف والأوروكس بل وحتى مع الهوبيت ،وهو لايزال حبيس السجون والمعسكرات الأيديولوجية !
شخصيا كثيرا ما أتيتُ على ذكر هذه الواقعة لأنها حزّت بالفعل في نفسي و لن أنساها ما حييت عندما صممنا أنا وبعض الشباب في أجدير بصياغة ملف مطلبي سنناضل عليه في ظل اشتعال الحراك بالحسيمة بينما نحن ندردش في إحدى الحلقيات بجانب مقبرة الشهداء حتى التقطت شرفة عيني أحد الأفراد يقوم بتصورينا ليقدم الفيديو والصور للمخزن ،لم أكن أدرك حينها أن الأكزنائي يخذل أيضا عندما يتعلق الأمر بـالإحتجاج الجمعي لنيل المطالب ،بل كانت عندي، فقط، فكرة فضفاضة و كاريكاتورية حول الطعن من الخلف المتأصل فيه الذي مهد له المخزن الأيديولوجي ،قس على ذلك انتشار ظاهرة غير سليمة ترعاها دوغمائية شعبوية وذهنيات سخيفة أغلبها تقطن بالمهجر أوربا يسكنها الجشع والبخل المرضي وهي قطع الطرق على بعضهم البعض من أجل حفنة من الأراضي البالية التي تعرضت لغضب السماء قبل الاستبداد والقهر السلطوي وهذا ما يمكن تسميته بالمازوخية القهرية وجلد من تتشارك معه الجينات الإضطهادية المتعددة في هذا الوطن المرشح دوما للإنحدار نحو الهاوية السحيقة ،الأكزنائيين كثر، و أنا من إكزناين وأفتخر بالإنتماء لهذه القبيلة الباسلة والتي وقفت صدا منيعا ضد الاستعمار فيما مضى ، حتى لا يفهم البعض أنني أتحامل على قبيلة أو ساكنة جهة، ينطبق عليهم، بالتمام و الكمال، ما قاله "مالك بن نبي" عن المغاربيين بإطلاق، و قابليتهم الأزلية للإستعمار، لا بل و للإستحمار وأضيف إليها، من عندي، للإستنكاح المخزني لقد تجذر الجبن و الخبث والخوف في إكزناين حتى صاروا، بهذا السلوك، "أعز ما يُطلَب مخزنيا" وحده المخزن يعرف كيف يستحلبهم وهم راضون أشد الرضى على ذلك و بذلك !
لك في تخليد ذكرى ٢ أكتوبر ١٩٥٥ بأجدير خير مثال يتم الرقص هناك على جثث الشهداء من طرف المخزن وأعيانه وتقديم قرابين اللوز والعسل للمسؤولين الذين نهشوا اللحم الفيزيولوجي والسيكولوجي للساكنة المقهورة و الذين يحجون من تازة قادمين لأكل الغلة وسب الملة والضحك الرمزي والتشفي إلى ما وصلت إليه أرض الشهداء والثوار في وجه الإمبريالية التي أحضرها المخزن لتحميه من تمرد القبائل البربرية المتوحشة " عد لكتاب Robert Maintagen les Berbères et le makhzen " عد لكتاب أمير المؤمنين جون واتر بوري" تم حسد الساكنة فقط على طريق 510 من أكنول / أجدير / بورد وبعض المستوصفات المساعدة للحفاظ على الحياة ولو على طريقة الهنود الحمر والضمان البيولوجي فأنا لست نبيا ولا ملاكا ولكنني أخاطب الله كل يوم أقول له يا رب إننا نموت يوما بعد يوم ،نموت رغما عنا ،نموت روحيا نموت بيولوجيا نموت اشتياقا للكرامة وبحثا عن إنسانيتنا المهدورة والمسحوقة زورا ،نموت من أجل الحرية التي ضحى من أجلها وعليها الأجداد نموت !
فإكزناين لديهم نخبة وخريجين أكاديمية جامعيين أساتذة دكاترة ومثقفين عضويبن ومناضلين ولكن لا نسمع لهم نقيرا في حلحلة الراكد الآسن ،يمكن القول أنها طبقة مستثقفة لا تشفي الغليل يسكن المخزن لاوعيها وتسكن البارغماتية المشلولة والخوف وجدانها تتشدق بالفذلكة والحذلكة اللغوية الثقافية والنبوغ الفكري و الإيكزيبيسيونيزم المعرفي و الستريبتيز الذهني أمام الجمع الواحد الساكنة في إحدى الندوات أو اللقاءات الزرودية الطافحة بالملذات العضوية المقرفة جدا و مع أن حال لسان القوم لا يفقهون متفجراتهم الكلامية ومسكوكاتهم اللغوية ؟
ناهيك عن التكالب الحزبي المتعدد على النطاق الأكزنائي لحلبه وابتلاعه وتخديره إيديولوجيا أولا ثم حصاره اقتصاديا وسياسيا بدعم أولي النعمة المخزن طبعا ووجد البام أصالة ومعاصرة هو المرشح لأداء هذا الطقس الإستحماري التدجيني الغير مأسوف عليه .
نعم إنه البام جرو المخزن وابنه الشرعي وباقي الأحزاب التي تتساوى اليوم في إفلاسها البين و المعلن و ما عادت تؤطِّر أحدا و لا تؤثر في شيء الأحزاب التي بات شغلها الشاغل هو التنافس على تنصيب الديماغوجيين في قياداتها و التي ما عاد عندها مشروع سياسي و لا مجتمعي توافقي معقول مطبق بل بات تمرينها السري هو الاستمناء السياسي وممارسة نوع من المراهقة السياسية الشرجية ,أحزاب كارطونية باعت الوطن في منتصف الطريق نحو مزيد من التحرر ،و التي لا توقظ نائما و لا تحرك ساكنا، الأحزاب التي بات يساريُّوها التقدميون يتنافسون على أحمد عصيد من بربر السربيس" الخدمة " وصراحة كنا نعتقد أن بلايا الأمازيغية تأتيها فقط من أعدائها المكشوفين من قومجيين عروبين بعثيين و إسلاميين متنطعين عصابين مهوسون بجعل العالم ضيعة عقائدية عروبية وطرح مشروع مجتمعي مشروخ إذا تحقق سيصطدم بالواقع ليدمر أحدهما الآخر ،لكن عشنا حتى رأينا المحسوبين عليها يركبون عليها لقضاء مآربهم الخاصة كيف أن نخبة البربر الايركايمية التي هرولت عند أول إشارة من القصر،لتنفيذ أجندته حول الأمازيغية ،كانت تضم فئة لا يستهان بها من هؤلاء الذين تحولوا من النضال لأجل الأمازيغية إلى النضال فيها ،هل تحولوا فعلا أو فقط ظهروا على حقيقتهم لقد خانوا بالإجماع لكل حامل لفكرة الأمازيغية الحرة ؟ فهذه الفئة مسكونة بتناقض وجداني عجيب ازاء ما كان موضوع نضالهم قبل أن يتحول الى وسيلة ارتزاقهم ولا تقل إن النضال من داخل دولاب مخزني إنما من أجل تحطيم آلياته ؟
فميكانزيمات المخزن صديقي ضاربة في كل ما يدب فوق الأرض الموروكية وفي اللاشعور الجمعي !
فالخط العصيدي اليوم أصبح ملكيا أكثر من الملك ألم تر فيديوهاته على النيت يدعم فيهم طرح الملكية وأنها متجذرة في النظام الفيديرالي الأمازيغي دون أن يرف له جفن !
واليوم نلاحظه مسخرا إيديولوجيا من قبل الاتحاد الاشتراكي والاصالة والمعاصرة بالخصوص وآخرون،ومنذ اشتداد نفوذ العدالة والتنمية ،ليلعب دور " كلب الحراسة"من خلال تكليفه بتصيد الشاذة والفاذة في السلوك السياسي للبيجيديين ،خصوصا بعد التسونامي الذي حققوه في الانتخابات الاخيرة المشكوكة في موضوعيتها حتى أنه بات يزاول هذه المهمة بهوس وتشنج ممزوج بهذاء نقدوي مكرور وحصانه،حصان طروادة،في هذه المعركة بالوكالة هي العلمانية المفترى عليها والحداثة المظلومة والمرجعية الحقوقية المركوبة، هذا فضلا عن الخطيئة الكبرى وهي حديثه باسم الامازيغ المغاربة كافة !
عصيد حضر ل إكزناين وحاضر في ندوة هناك وأيقض بعض خفافيش الظلام الحاملين للتصور اللاهوتي الظلامي الدامس وهذا نبهنا كون إكزناين تعاني من التصحر والجفاف الفكري والثقافي مادام هناك خفافيش وحراس الطيلوجية الناطقين باسم الإله وأحزاب إسلاماوية تريد حصة دسمها هذا مؤشر على اختراق ثقافي ما كان ليحدث لو كان ل إكزناين مناعة وثقافة مضادة للأكسدة الداعشية /الإخوانية الهذائية الذهانية الارتكاسية !
كل هذا كله لأجل رصد وظيفة تلك الأحزاب العضوية المتهافتة على تراب الأحرار هي الوساطة للحصول على الرضى المادي والمعنوي من المخزن و تجنب سعاره الساروماني و تلقي الضربات نيابة عنه وكما سيواصل المخزن حتى و إن تعرضت الأحزاب للتهلكة، فسيشرع بكل ارتجالية في إفراغ تلاوين حزبية أخرى مطروزة على مزاجه و بحسب المرحلة والحق إن حراك الريف فجر هذا الطابو السياسي وفضح انتهازيتها المكشوفة وقام بمقاطعتها ورفض الحوار مع إحدى تجليات الاستبداد وامتداده في المغرب ، المغرب الذي يسكن أحلامنا منذ الأزل مغرب الولادة الجديدة كان الحراك على وشك تحقيق هذا الحلم الحجري لو كان هناك حس مشترك جمعي مغربي !
ختاما نقول إن داء ومرض إكزناين مفصله وفيصله التنشئة الاجتماعية الإستبدادية يجب أن تعوض بالمدنية الديموقراطية لأنه جرح المرض عميق ولن يتأتى العلاج منه إلا بتشخيصه وإصلاح المنظومة الفكرية /الثقافية التي تفكر بها الساكنة لأنها هي من تصنع نمط الشخصية السلوكية /الأخلاقية و بتصقيل العقل وعلاج أزماته لأن المشكل أولا وأخيراً بنيوي و قيمي ثقافي معصمه المركزي سلوكات متشنجة مضطربة بدائية بدوية "النفاق الاجتماعي،الإنتهازبة ،الخوف ،الطعن من الخلف الحسد ،الإتكالية ...." المتمظهرة ومعكوسة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ل إكزناين ،أمامنا مهمة محلية سيشاد بها البنان وطنيا اذا تحققت وهي تغيير الذهنيات السخيفة والنزوعات الدونكشوتية والصراعات المجانية الطفولية في المنطقة وهذا لن يتحقق إلا بالتربية والتأطير وخلق نماذج عملية للأجيال الصاعدة والمراهنة على التحديث من الداخل وذلك لن يحدث إلا عبر ترميم الاعوجاج وإصلاح الإلتواءات الثقافية والفكرية المعجونة في الردة الحضارية والنكوص الذهني التي تحكم مسلكيات وحوادث السير اللأخلاقية ل إكزناين.