الأربعاء، 27 يونيو 2018

في الذكرى السنوية لرحيل الزعيم عباس المساعدي.. نداء تنديدي من عائلات المقاومة وجيش التحرير لما يتعرض له أبناء الريف من جرائم ضد الإنسانية

لقد برهنت الجماهير الريفية من خلال خطها النضالي الشاق والمنقطع النظير على امتداد التاريخ، ملاحم و بطولات و صفحات من الكفاح، والتمرد على الطغاة لن تنسى، ولا زالت اليوم على نفس النهج سائرة.
 
 نهج الشهداء و المختطفين تقاتل من أجل تحررها من نير العبودية و الاضطهاد، مفجرة العديد من الحروب والانتفاضات الشعبية مقدمة خيرة أبنائها للاختطاف و الشهادة، مؤكدة السير قدما نحو الأمام لتحطيم أسس أركان المستعمر.
 
وفيما تسعى العصابة إلى التنفيس عن أزمتها الأخلاقية السياسية بل حتى الانسانية، محاولة الإبقاء على الأسس العسكرية لتواجدها، بما هي ضمان تبعيتها للمستعمر العدو القديم، وباعتبارها الساهر على توصياته، تسارع العصابة القائمة إلى المزيد من ضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي اللازم للإجهاز على ما تبقى من نزر قليل من الحقوق.
 
ومن بينها الحق في العيش الكريم، الذي يشهد صراعا حامي الوطيس بين أبناء المقاومة وجيش التحريير وباقي المضطهدين ضد العصابة القائمة، التي شنت هجوما ضاريا على الحركات الاجتماعية، عبر منعها من الحق في الاحتجاج وعسكرة مواقعها الطاهرة معاقل جيش التحرير والمقاومة سابقا.
 
هادفة إلى جعل الحق في العيش الكريم كأدنى ضمان لإنسانية الإنسان حقا معلقا او بالأحرى حلما مستقبليا، يساهم في حل أزمتها السياسية عن طريق تجسيد ثقافة الإستسلام والركوع والأحلام، وجعله حقا عرقيا ونخوبيا تنعدم فيه كل مظاهر المساواة والانسانية، وذلك بتكثيف الحظر العسكري على الريف وتوفير الشروط لضرب ما تبقى من أدنى الحقوق، ولذلك سخرت كل قواها القمعية المباشرة ( القمع، العسكرة، حظر الاحتجاجات، حظر حرية التعبير، تكثيف الاختطافات والاغتيالات - الشهيد العتابي عماد نموذجا-..) والغير المباشرة ( التضامن الملغوم للقوى السياسية والمدنية الانتهازية من قبيل لجنة الدارالبيضاء لدعم معتقلي حراك الريف باعتبارها آلية موازية لليسار المخزني ..) لكن صمود ساكنة الريف في جل معاقل جيش التحرير والمقاومة وحنكتهم في تدبير المؤامرات السياسية، استمروا في تفجير معارك نضالية بطولية من أجل المطالبة بالحق في العيش الكريم عبر التوزيع العادل للخيرات والافراج عن المختطفين السياسيين، وضع النظام القائم موضع الشبهة على المستوى الدولي.
 
وفي هذا السياق جاء اختطاف وتعذيب خيرة أبناء الريف، كتذكير أن كل الوعود والشعارات التي رفعت سابقا من قبيل المصالحة مجرد زيف وسراب. غير أن الجماهير الشعبية الريفية لاسيما المهجرة قسرا عبر مختلف ربوع العالم لم تتوانى في الرد على هاته الجرائم ضد الانسانية، بتفجير معارك نضالية بطولية، من داخل الوطن وخارجه عبر مجموعة من الأشكال النضالية (مداخلات بمختلف البرلمانات الاروبية، مسيرات تضامنية بمختلف ربوع العالم، مسيرات من داخل الريف وصولا إلى مقاطعة جلسات المحاكمة )، مما جعل النظام القائم يتدخل بكل وحشية وهمجية في حق الجماهير الريفية بمواقع جيش التحرير والمقاومة، كلما وقع مجددا تجسيد للحق في الاحتجاج.
 
لكن صمود وعزيمة الجماهير الريفية كسرت كل رهانات العصابة، ففي اللحظة التي كانوا يتوخون إسكات صوت الريفيين وفرض حظر التعبير والاحتجاج بقوة السلاح، جاءت النتائج مخيبة لآماله وتطلعاته، واستطاع الشرفاء تكبيدهم خسائر معنوية جد مهمة، حيث اتضحت حقيقته الاجرامية أمام العالم وشعاراته الزائفة من قبيل المغرب افضل من أمريكا في حقوق الانسان.
 
وهكذا دخل الرعب في صفوف النظام القائم بعد نجاح حملات التعريف بجرائمه ضد الإنسانية، بحكم أن للريفيين عرق مختلف وسجل كفاحي مجيد، وبعد هذا المسار الحافل بالتضحيات سوف تعمد الالة الديكتاتورية إلى إعداد العدة من جديد وتنظيم صفوفها حيث قامت بإنزال عقوبات رهيبة وجد قاسية في حق المختطفين السياسيين الريفيين القابعين بسجون البيضاء السيئة الذكر بلغت 360 من السجن النافذ، وذلك يوم 27 يونيو 2018 اليوم الذي يصادف ذكرى اغتيال قائد ومؤسس جيش التحرير بالريف البطل عباس المساعدي الذي اغتاله بدوره قادة الصالونات السياسية المستحوذة على خيرات البلاد والعباد اليوم، وذلك يوم 27 يونيو 1956 بفاس.
 
إن هاته الجرائم ضد الإنسانية في حق ساكنة الريف، تستهدف بالدرجة الأولى النيل من حجم التراكمات النضالية والكفاحية والتضحيات المقدمة من طرف الريفيين الذين أبانوا من خلالها عبر امتداد التاريخ ( 1911 ، 1924 ، 1927 ، 1955 ، 1958 ، 1959 ، 1971 ، 1984 ، 2011 ، 2017 ) عن ديناميتهم الكبيرة وتمسكهم بحقوقهم ومطالبهم العادلة والمشروعة.
 
إن الحركة الاحتجاجية بنضالها على امتداد التاريخ من اجل نفس المطلب ، وتعرضها لحملات القمع الاسود والتقتيل الغاشم هاته ينتصب أمامها مطلب العيش الكريم، كمطلب لا محيد عن النضال في سبيله، تتضح أمامها بذلك وأمام جميع المناضلين الشرفاء ضرورة توحيد نضالاتها على أرضية هذا المطلب، في الوقت الذي تعج اغلب المدن الأخرى بالتجار والمساومين النذلاء.
 
و في الأخير نعلن كعائلات للمقاومة وجيش التحرير، تنديدنا بالقمع الذي طال الجماهير الريفية خاصة والمغربية عامة المناضلة، وبالاختطافات التي طالت مناضلي الحركات الاجتماعية وما رافقها من تعذيب ومعاملة حاجة بالكرامة الإنسانية . ونعلن مجددا تضامننا التام مع مختطفي حراك الريف وكل المختطفين السياسيين.