تحرير : صمد الماجوقي
هلت علينا اليوم جريدة ‘لا وطنية’ بافتتاحية كتبت بعجالة و بملف مفبرك كُتب على الراجح تحت الطلب، يترافع فيها عميل ضد أبناء الريف ويصفهم بالانفصاليين واتهامات أخرى سمتها الأساسية الارتجالية.
لأنها تنمي عن جهل مركب وحقد دفين تجاه الريف وأهله، وما يزكي مذهبنا هذا هو كثرة أخطاء الطبع الواردة بالافتتاحية، بحيث لم تتسع للعبد المأمور وبعض من عبيده مهلة لمراجعتها وتدقيقها.
فقد قام السيد الصحفي المحترم بدور محام لسنا ندري وكله ليترافع ضد أهل جبال الريف التي يتهمها بالكذب؛ فأن يقوم بذلك رجال المخزن فهو أمر مستساغ، أما أن ينبري لذلك شخص حامل لبطاقة صحفي، يفترض فيه الدفاع عن الطبقات المطحونة والتعبير عن هموم الشعب، فذلك أمر عجاب يسيء إلى مهنة المتاعب التي ألفنا أن يكون أهلها أول من يتصدى للظلم ويفضح الظالم، بل إن الكثير من رجالها قدموا أرواحهم وحريتهم في سبيل نصرة قضايا الشعب والدفاع عن المقهورين ، فهذا الإمعة عار على مجتمع الصحفيين.
فالحراك الشعبي بالحسيمة، لا ولم ولن، يزايد على أحد، ولا أحد معني بمطالبه غير الدولة، – وأنا لا أتحدث باسمه بقدر ما استقرئ الواقع -، ومطالبه اجتماعية واقتصادية بالدرجة الأولى، وصيغت على شكل ملف مطلبي موجه للمصالح المعنية، فأن يحس أحدهم أنه معني، فذلك من قبيل المثل القائل “أن الدجاجة تبيض والديك يتألم”، فمصالح الأمن مؤسسة عمومية ضرورية في كل بلد، لا يمكن الاستغناء عنها، ويجب محاسبتها حين تشتاط، والإشادة بها حين تكون قمينة بذلك وتؤدي دورها على أحسن وجه، شأنها شأن باقي مصالح ومؤسسات الدولة، لذلك من غير المسموح ولا المقبول أن يزايد من خلالها أي أحد على الآخر.
أما القول بالفتنة وإرهاب البلد ووجود أيادٍ ومؤامرة خارجية فذلك من قبيل خلط الأوراق، لأن الحراك تشكل عفويا في لحظة مأساة تمثلت في طحن أحد المواطنين و ابن من أبناء الشعب بشاحنة لنقل النفايات، كما أنه لم تسجل على الحراك أن أهان مؤسسات الدولة أو موظفيها، أو أنه كسر واجهة متجر أو اعتدى على مملتكات الغير أو الدولة، بل كان قمة في التنظيم، شعاره السلمية التي أبهرت العالم، أما أن ينهق ناهق بغير ذلك فذلك لأمر في نفس يعقوب، أو هو أمر من سيد مطاع لعبد مأمور.