بقلم : خديجة إموناشن
في طفولتي، كنت أرافق أمي عندما تذهب للانتخاب ، لا أؤمن بالسياسة ولا اصدق السياسيين .. أمي لا تنتمي لأي حزب ولا تعرف برامج المرشح.
لكن مقدم الحومة كان يأتي و يقنعها انها اذا لم تنتخب
ستمنع من الحصول على الأوراق الإدارية عندما تحتاج تغيير بطاقتها او اي
ورقة رسمية.
لمدة طويلة لم أر أي تغيير في حينا ، تمر مرحلة الانتخابات. كنّا نفرح نحن الأطفال لأننا ننقطع عن المدرسة هذه المدة. لان التصويت كان يمر في المدارس الحكومية . كانت لي مصلحة في هذه الحملة على الأقل لا اذهب للمدرسة أيام الانتخابات. واستغل هذه المناسبة لما يقدم لنا من مشروبات وحلويات.
ومع ذلك لم أصوت طول حياتي.
عندما وصلت سن الرشد، لم أجد اي شيء يستحق ان أعطي صوتي من أجله . رغم ان الخطاب تغير ولم يعد المقدم يطرق بابي كي يخيفني ان انقطاعي عن الانتخاب سيحرمني من حقوقي الإدارية . فهو يعلم ان مرحلة أمي ولت وانا تعلمت وصار لي فكر و افهم في السياسة.
صار المقدم يأتي إلي و في يده بطاقتي الانتخابية و يطلب مني بكل أدب أن اذهب وأكثر من هذا يقدم لي كل التسهيلات يعطيني موعدا محددا كي لا أقف في الطابور، مع آن أمي كانت تذهب في الصباح الباكر ولا تعود الا بعد منتصف النهار.
لم أنتخب طوال حياتي ولا افتخر بذلك لأني لست مواطنة صالحة.
هل حقا لم أجدأي شخص يستحق صوتي و لا احد يمكن أن استأمنه على مصالحي.؟ هل إعتزلت السياسة .؟
أرى أشخاصا يتهافتون على كرسي يجلسون عليه يأتون بجيوب
فارغة و بعض الافكار و لا يمر الا القليل من الوقت حتى تملأ خزائنهم
وحساباتهم البنكية و تصير لهم نظرة مغايرة عما يقولون في بداية حياتهم
السياسية يأتي بعضهم من عدم و بعد مدة قصيرة يصبح من أغنياء البلد.
و بما أنني لا أحب الكذب ،لا أساهم في هذه الكذبة التي نعيشها كل أربع سنوات. أفضل ان أساهم في تنمية هذا الوطن بعدم إعطاء صوتي لشخص أو حزب لا يقنعني و لا افهم برنامجه. و لا أحب أن أشعر بالغبن لأني شاركت في إغناء شخص حرفته الكذب والضحك على الذقون باسم المصلحة العامة.
كل المشاريع الكبرى التي عايشتها من إنجاز ملك البلاد. غير ذلك لازال حينا القديم يتخبط في الفقر والتهميش و لا اعرف الى اليوم من هو المرشح الذي يمثلنا لآنه شبح يظهر كل اربع سنوات.
لهذا اقرأ المعوذتين وسورة ياسين كي لا يخرج لي قريبا شبح يخيفني. فزمن المصباح السحري ولى وبقيت التماسيح والعفاريت أبعدهم الله عنا وعنكم و عن جميع من يؤمن بالديمقراطية والعيش في سلام.