الجمعة، 5 فبراير 2016

مقالات| مع قنطرة بورد .. بقلم : ادريس احمادوش

بقلم : ادريس احمادوش

كنت اعبر عليها كباقي التلاميد ينتابني شعور جميل لانه نابع عن ذالك الجميل الذي كنت اظن لوهلته أُسْدِي الينا كتلاميد نطلب العلم!أُسْدِي الينا من تلك العاطفة التي تبقت لديهم بعد عطفهم على ابنائهم الذين كانوا عند وصولهم الى المنزل قبل الاجتماع على الطعام يبدون سخطهم ببراءة دون خوف في حضن امهم..

أُسْدِي الينا ذالك الجميل الذي ربط بيننا كتلاميد و بين الاعدادية رغم الامطار القوية التي كانت في فصلها تملأ جوف الارض و تطفوا فوقها لتشكل مجاري مائية تتحد في سفوحها و تملأ ذالك الوادي الجاف معضم الشهور ويضيئ الضوء الاحمر في وجوهنا ونحن ما تزال اقدامنا خارج الاسوار الاعدادية التي استيقظت من اجلها امي لتهيئني لها في ظلام الصبح الحالك..!
اجل يا ذالك الجميل اتذكرك لانك فعلا كنت جميل عندما لم اكبر! الان و انا كبرت..!

اقول لك مع انك جميل كان عليك الا تكون لكي لا اعبر فوقك و اواصل دراستي و اجلس اليوم في المقهى بعد ان توقفت رحلتي الدراسية و اكتب هذه السطور التي سافضح فيها قبحك الواقف وراء ذالك الجميل الذي اوهمت به نفسي حينها.. كم انت قبيح ايها الجميل قبيح بحيث كنت ذات يوم وانا اعبر فوقك اتبختر بحذاء جديد كدت بالتربة التي فرشت عليك المبللة بالمطر ان ترميني في الوادي لولى التدريب المطول في الصغر الاجباري طبعا الذي خضته في المقالب التي اصادفها في طريقي الى المدرسة.. كدت ان ترميني في الوادي الذي كان متسخا بالتربة والفضلات التي حملها في طريقه وهو ينزل كانه وحش هائج.. اه ثم اه من زمن اصبح فيه الجميل خدعة تم حبكها باتقان.. اه منكم اه منا..

كيف تختبئ وراء انك تريد ان تجعل ظهرك طريقا لي كي اعبر الوادي وفي نفس الوقت كدت ان ترميني بزلقة واحدة لم يكن لي فيها اي ذنب سوى انني انتعلت حذاء جديد.. اهكذا ظننت اننا سنحبك.. 

اهكذا تريد لابنك ان يعبر ذالك الجميل ليصل الى تلك الجملة التي ترددها على مسمعه في كل مرة تصادفه فيها عائدا او ذاهبا "قرا على راسك" الم تفكر و لو للحظة انك انت وذالك الجميل لا فرق بينكم.. 

اليوم انا وهذه الصورة انظر اليها للمرة الف كرهت فيه ابي الذي دفع خمسمئة درهم ولم يتكلم بصوت عالي اين هي الان على الاقل لكنت انا اليوم في مكانه اسائلهم عليها اين ذهبت لان ذالك المبلغ لم تعطه لنا لا الدولة ولا المسؤولون و لا متصدق الذي عاد باموال الفقراء يقف في باب المسجد يعيده لهم على شكل هبة.. اكرهه ليس لاي شيء اخر غير كونه لم يعلمني كيف اناضل من اجل حقي و هو ادرى سلفا بسلب حقه..

رباه اين احلم بالربيع و الشمس الدافئة و الاطفال ترعبهم الحياة التي لا يحملون فيها هما لدفع اي ضريبة اي حلم هذا الذي تجد فيه امك تتضرع الى الله ان يحققه له..

كان عليك ايها القبيح ان تظهر على حقيقتك عندها لقمنا بعلاجك ونتقلنا الى ما هو اقبح منك.. او ربما نحن كنا نستمتع بجمالك ونسينا قبحك.