في مثل هذا اليوم (27 أكتوبر) من سنة 1955 رحل عن الدنيا المجاهد الفذ الكاتب العدل و نائب القاضي السي الحسن بن حموش الزكريتي العاصمي الجزنّائي، و هو في خضم قيادة خلايا المقاومة للمستعمر الفرنسي في منطقة اﯕزنّاية في الريف (خصوصا في محور أجدير-بورد).
حيث كان أحد صانعي ملحمة "مثلث الموت" (بتعبير الفرنسيين أنفسهم Triangle de la Mort) و التي استمر أبطالها في كتابة فصولها مزودين بالإيمان و الروح القتالية و الإرث الجهادي الذي تركه رجال من طينة الشهيد السي الحسن بن حموش الزكريتي.
نال شرف الشهادة حيث كانت وفاته في ظروف غامضة توحي بالاغتيال، كما نال أيضا الشرف أن يكون ضمن لائحة الشهداء الثمانية الذين ذكرهم الملك الراحل محمد الخامس في 20 غشت 1956 في خطابه الذي جاء في سياق الذكرى الثالثة لثورة الملك و الشعب.
في مثل هذا الشهر من سنة 2021 استقبل القراء من المهتمين بتاريخ المقاومة، صدور مؤلف يتطرق لسيرته بتفصيل كتب فصولها في أسلوب شيق نجله الإعلامي السابق (في الإذاعة و التلفزة الوطنية) السيد عبد السلام الزكريتي، حيث تطلب منه ذلك سنوات من الاشتغال، معتمدا في ذلك على ذاكرته الحية و على التحري و البحث و استقاء الشهادات ممن عاصروه و كانوا مقربين منه وذلك توخيا للحقيقة و إنصافا للمغبونين.
كان لي شرف المساهمة في هذا المؤلف من حيث المراجعة اللغوية والتاريخية والتوضيب وإدراج الصور والإشراف على عملية الرقانة وتصميم الغلاف، و تفضّل الأستاذ عبد الإله بسكمار (مدير مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث) بتقديم الكتاب حيث منحه قيمة مضافة عالية و هو الباحث الرصين في تاريخ المنطقة وإقليم تازة على وجه الخصوص. (حسن أوزكري أﯕزنّاي)