الأربعاء، 10 أبريل 2019

فيديو: هبة من طرف المحسنين في بلجيكا لمسجد القرمود بمركز ملال



بقلم : عبد الباسط محسن

يقع جامع القرمود بدوار تيلمامين وسط قبيلة ملال يبعد عن مركز اكنول ب 23 كيلومتر و قيادة تاينست بحوالي 30 كيلومتر.


تاريخيا يعتبر اقدم مسجد في قبيلة اكزناية (حوالي ثلاثة قرون) وتمت اعادة بناءه ثلاث مرات قبل دخول الاستعمار ما بين1915 و 1925 حسب رواية الساكنة ثم المرحلة الثانية في الخمسينات من القرن الماضي حيث تمت اعادة بناءه دون صومعة.

وبعد الاستقلال قام الساكنة ايضا بتوسيعه للمرة الثالثة و بناءه لاول مرة بصومعته الشامخة التي مر عليها اكثر من اربعين سنة صامدة في وجه التغيرات المناخية في موقع جد حساس تصب قربه ثلاث أودية ما اضطر الساكنة لبناء صور يحميه من الفيضانات و إنجرفات التربة.

جغرافيا هو الجامع الوحيد الذي كان يؤدى فيه الساكنة صلاة الجمعة و الاعياد الى حدود التسعينيات من القرن الماضي حيث كان قبلة لاكثر من 10 دواوير تحيط به من جماعة اجزناية الجنوبية او بالاحرى جل دواوير الجماعة القروية ملال من ناحيتها الشرقية حيث كان يمتلئ عن اخره بالمصلين (حوالي 400 منزل) الا ان بناء مساجد حديثة في الدواوير المجاورة ما جعل الساكنة يودون صلواتهم بالمداشر ما جعله يفقد هيبته و بالتالي اصبح اليوم يشكو هجرة من ارتادوه (الان الكثافة السكانية التابعة له اقل من اربعين منزلا).

يحيط به من الشمال دوار تيوريرين و افلاسن و من الشرق دوار ولاد لحسن اوموسى و تاغدا علي و من الجنوب دوار بغداد و مدشر صافي و من الغرب دوار تيغنبويين و مدشر اروح " حسب تقديري".

علميا تعتبر معلمة دينية فريدة من نوعها بالمنطقة حيث ان جامع القرمود كان مركزا للعلم و التفقه حيث انجب كبار العلماء وتخرج منه عدد كبير من الائمة و حفضة لكتاب الله الكريم وكانت الوحيدة التي تشتمل يوميا على حلقات في تدريس علوم القران و تفسيره و شرح متن ابن عاشر في الفقه و العبادات و متون  الاجرمية و ألفية ابن مالك في الدراسات العربية و كذا الارث و علوم الفلك ما خولها ان تستقطبت فقهاء صنهاجة المشهود لهم بالورع و الزهد و كذا من تتلمذ على جهابذة علماء القرويين رحمهم الله جميعا رحمة واسعة و لا تزال هذه المعلمة رمزا للشموخ والنضال وسبقى شاهدة على اجيال من ساكنة الدواوير المجاورة ضحوا بالغالي والنفيس نصرة للدين واستقلال الوطن عن الاستعمار الغاشم بدائرة أكنول عمالة أقليم تازة.

تعاني هذه المعلمة في صمت بعد هجرة ساكنة الدواوير المجاورة الى المدن و لابد من التفاتة جميع اهل اكزناية اليها ولو باليسر اليسير من اجل احيائها و حمايتها من الاندثار.

الفيديو: