الخميس، 21 مارس 2019

''ئيشاوين'' الريف الجنوبي للتثمين ولا للتحريف.. بقلم : حمادي لخواجة



بقلم : حمادي لخواجة

اهمية و غنى التراث غير المادي لامة او شعب هو احد المعايير المحددة لعراقتهما و اصالتهما, والاعتناء به من طرف الخلف صونا وتثمينا مؤشر الاستمرارية من عدمها ، تتطرق هذه المقالة لما يتعرض له جانب من احدى مكونات هذا التراث اللا مادي الا و هو اسماء الاعلام الجغرافية او الطوبونيميا، من خلال دراسة حالة بسيطة كنقطة في بحر ولكنها ذات ابعاد كبيرة و خطيرة.


هذا, رغم اشارات الخطب الملكية ومقتضيات الوثيقة الدستورية والمواثيق الدولية .كما انه في ظل مخلفات الزحف العولمي الثقافي بقيت الهويات هو الملاذ الاخير للامم كرد فعل طبيعي في ظل قيم الديمقراطية وحقوق الانسان , اذ بصيانة هذا التراث و جرده لا يعدو ان يكون مبعث افتخار وترسيخ لتوازن نفسي اجتماعي اساسه اعتزاز وجودي فقط , بل اكثر من ذلك, وبازالة العتمة عنه ثم تثمينه وادماجه في سيرورة التنمية الشاملة و المستدامة ستتم المصالحة مع هوية احدى اعرق الامم.

رغم ان الطوبونيميا الا مازيغية , عكس تعبيرات ثقافية اخرى, هي المستحوذة على المشهد بحكم قدمها و قدم الامازيغ فوق هذه الارض الشمال افريقية , الا انها كانت و ما تزال الاكثر عرضة للتحريف و الترجمة و التعويض, لا يسمح هذا المجال الضيق للتطرق لهذا الموضوع لشساعته. سيتم الاكتفاء بسرد مثال سيمكننا من محاولة ابراز و تناول جانب من الاشكالية, كما تم رصدها في الزمان والمكان.

في مستهل سنة 2018 تم تثبيت لوحات تشوير على الطريق السريع بين تازة و الحسيمة بالريف الجنوبي, وبمقربة منشئات فنية ( قناطر ) بتراءى لك ما هو مكتوب على احداها بحروف عربية بارزة دون غيرها: '' وادي الشاوية ''، قد لا يثير هذا اي شئ لديك عند اول وهلة , لكن, ان كنت مرتبطا بالمكان, على الاقل لغويا, قد تنتبه ثم تكتشف ان شيئا ما شاب الهوية البصرية , حيث, من جهة , قد لاتتناغم مع النماذج القديمة للتشوير و المتواجدة على طول هذه الطريق الرئيسية المخترقة لقبيلة اكزناين الناطقة بتاربفيت (احدى فروع اللغة الامازيغية ), و من جهة ثانية, تكتشف ان ساكنة هذه الربوع لم تستعمل هذه التسمية لا ماضيا و لا حاضرا,اي ان شكل ومضمون العلم الجغرافي المرسوم فوق لوحة التشوير هذه. يتسم بنوع الشذوذ و الاغتراب في هذا الوسط السوسيو-ثقافي و السوسيو-لغوي.

ساكنة قبيلة اجزناين تسمي هذا المقطع المائي '' اغزار ئيشاوين '' بنصب و بتشديد الياء الثانية للدلالة على نسبة او انتماء لجمع مفرده ''اوشاوي'' . يشترك فيه اسم عام جغرافي مائي ( هيدرونيم ) مع اسم مميز اثني اصلي انبثق منه في صيغة ئيشاوين علاوة على حمل الدوار وموقع الجماعة الحضرية ''اكنول '' نفس التسمية, اذ ان مقابل '' اغزار ئيشاوين '' في العربية هو . الوادي المار ب- (او المنتمي ل-) دوار ئيشاوين. و هو في الواقع جزء من عالية اكبر رافد لملوية بجبال الريف الا وهو'' اغزار ن مسون'' او ''مسون'' او '' وادي مسون'' الذي يمر بجوار القصبة التاريخية الحاملة لنفس الاسم.

للتقرب اكثر من الاشكاليه يجب الاشارة الى ان اسماء الاعلام, في الانومسطيقا, صنفان: هناك اسم علم بشري / انثربولوجي او اثني و اسم علم جغرافي او الطوبونيم, وهو الصنف الذي يهمنا، و ينقسم بدوره الى بسيط و مركب. المركب الاسمي يتكون بصفة عامة , من اسم عام, واسم خاص او مميز او محدد, بحيث يتم تحديد هوية وفرادة كيان ما بناء على سمة تمنحه تعريفا مميزا عن الاغيار.

كمحدد هوياتي يكون الطوبونيم عبارة عن وعاء او توليف يمتزج و يترسب ويختزل فيه ماهو لساني وما هو تاريخي و جغرافي و ثقافي الخ. فبتحريف احد مكونات الذاكرة و الهوية المتضمنة له, نكون قد ساهمنا في تخريب الكيان حيث يستعصى صيانته و ترميمه فيما بعد. وهو ما دفع منظمة الامم المتحدة و منظمة اليونيسكو والفريق الاممي المعني بالاعلام الجغرافية التابعين لها الى استصدار العديد من التوصيات و القرارات و الاتفاقيات تصب فيما من شانه الاهتمام و العناية با لتراث اللامادي و من ضمنه اسماء الاعلام الجغرافية. احد الجوانب التي ما برحت تركز عليها, في علاقة بالاعلام الجغرافية , نذكر, البعد الهوياتي ومنه احترام المعنى و اصل الكلمة / الاسم وتاريخها...مع تحاشي الطابع او الشكل الهجين للمركب الاسمي, في احترام لللغة و الثقافة المحليين نطقا و كتابة و كذا اللغات الرسمية للبلد.

لا يسع المرء الا ان يسجل بكل ايجابية مضامين الخطب الملكية التي تحث على الاعتناء بالتراث اللامادي و تثمينه. غير ان المتتبع لما هو كائن و ممارس في الواقع من طرف الجهات و المؤسسات المعنية, قليلا ما يكون ترجمة لروح هذه الخطب والقرارات, اذ من المؤسف ان يكتشف المرء انه قد يستحيل التخطيط لتثمين هذا التراث اللا مادي في غياب الاعتناء و الاهتمام به. ولا مبالغة في القول بان هذا التراث اللا مادي الذي قل نظيره من حيث الكم والكيف عرف نزيفا في الماضي وما يزال دون ان يجد اي التفاتة لدراسته او على الاقل جمعه و تدوينه.

تناول الطوبونيم او اسم العلم الجغرافي '' اغزار ئيشاوين'' كمثال و كما تنطقه الساكنة و مقابلته او مقارنته مع المستحدث '' وادي الشاوية '', يبدو غير ذي موضوع لان الثاني لا علة موجبة لوجوده, خصوصا و انه كصيغة اعتباطية استحدثت من فراغ, ينم عن غياب المهنية و الكفاءة او احترام لحد ادنى من المعاييرالمعمول بها وقد ابرز شكلا من اشكال التحريف الذي يطال اسماء الاعلام الجغرافية و ما يترتب عنها. اذ ان هذه الصيغة الهجينة ( الثانية ) عبارة لغوية نصفها مترجم و الاخر تشويه و تحريف مزاجي للاصل, وهي نموذج من مخلفات السياسة الاستعمارية, '' بيرو اعراب'' احد تجلياتها, بدون اي ارتباط لا مع التاريخ ولا مع الجغرافيا و لا مع الهوية, وابعد من ان تكون مرتبطة مع ما هوسوسيو-لغوي اومع الثقافة و اللغة المحليتين.

قديما, قامت المجموعات البشرية المستوطنة , و مع تكاثر اعضائها وتعقد الاشكال الاجتماعية, بتنظيم الفضاء المشترك بتسمية اماكن بطريقة مميزة قصد تيسير التواصل وتوفير سبل العيش الامن. ومع مرور الزمن تحول من اداة الى تراث يشكل جزءا من الهوية . فاي تدخل في شؤون هذه المجمتعات البشرية وفي اشياء وقع الائتلاف و الاتفاق حولها او حول تسميتها كما هو متوارث قد يكون السبب في ارتباكات مستقبلية قد لا تحمد عقباها, واساسا اذا لم يتم احترام معيار التوحيد لاسماء الاعلام الجغرافية في كل من الوثائق الرسمية الادارية ولوحات التشوير و الخرائط المعتمدة من طرف مختلف المؤسسات, حسب ما توصي به الاوساط الاممية و الوطنية المعنية.

الاعتراف من طرف الدستور المغربي بالهوية الامازيغية و الطابع الرسمي لللغة الامازيغية يتنافى تماما مع الاجترار لسلوكات بائدة لا تلائم العصر الحاضر و مستجداته, من قبيل : التعامل مع الامازيغية و حرفها تيفيناغ باستخفاف والذي ما لبث يطال هذا التراث كهوية و ثقافة. من البديهي ان من بين الاسباب الرئيسية لهذا الواقع, الامية المستشرية وغياب المسؤولية والوعي لدى الكثير من المؤسسات وجل افرادها, لجهلهم, وربما التجاهل, البين لللغة و الثقاقة الامازيغيتين. وفي هذا الصدد يجب الاشارة الى ان اغزار ئيشوين المار بالدوار الذي استقى منه الاسم نفسه هو الحاضن للبلدية المتواجدة بترابها, بحيث يبدو ان ممثلي السكان في المجلس المحلي والمجلس الاقليمي لا يعيرون لهذا الموضوع اية اهمية.

قد يقول قائل : ان هموم منتخبينا ابعد من ان تكون مرتبطة بهذه الامور, وهوفعلا شئ لايختلف فيه اثنان, غير ان واقع الحال يلزم على ذي ضمير ان يدق ناقوس الخطر متى سنحت الفرصة لذلك. لانه في زمن الجهوية المتقدمة وتنزيل مقتضياتها هناك ضعف في التكوين و التاطير و التمدرس و سيادة وعي زائف خاصيته استغلال الفرص المتاحة بدون ادنى تانيب للضمير, ما قد يفسح الطريق لان تكون الكارثة الاتية اكبر.المفارقة المؤسفة والمثيرة , ولاسباب مختلفة هي انه لم يتم توفير الشروط لبروز نخب جهوية و محلية ذات كفاءات و مواصفات في مستوى الانتظارات و الرهانات الكبيرة في مجال التنمية المتعددة المجالات و المداخل.

طالبت باحثة عبر مقال لها , عن حق, من نفس المنطقة , بداية التسعينيات من القرن الماضي باستغلال التراث اللامادي الامازيغي القديم ( وهي تشير الى التراث الطوبونيمي ) كوسيلة ثقافية من اجل تنمية مستدامة. طبعا هذا شيئ محمود و يجب تشجيعه , لكن شرط ان يتم الاحتفاظ على اصالته وصونه من اثار العبث والتشويه و من الايادي المحرفة حتى تتيسر ظروف الدراسة و التثمين...واشير هنا على سبيل المثال لا الحصر الى ثلاث تسميات مائية/ هيدرونيمية متتالية على طول نفس الطريق: اغزار ن تارمست ( ترمصت هو النطق الصحيح اي الرسم الاصلي المحرف و ثامصث هو النطق المحلي ), اغزار ئيشاوين, اغزار ن بويسلي ( بويسري حسب النطق المحلي ) , وهم على التوالي من الجنوب الى الشمال. دراسة هذه الوحدات الطوبونيمية و البنبة اللغوية المحددة والمعرفة لكل طوبونيم على حدة, ومقارنتها مع نتائج التحقيقات الميدانية, تجعلنا نكتشف ان الاول يحيل على عالم النبات و الثاني على مجال الاثنيات و الثالث على الجيولوجيا و الجيومورفولوجيا. لاحظ كم سيكون جميلا و ممتعا و مفيدا ان يعلم و يحس السائح او العابر سبيل انه بصدد اختراق هذه العوالم الغنية و المتنوعة التي كانت تسمياتها, فيما قبل, في تعداد اشارات مرئية و مسموعة بدون معنى او روح.

وكما يقول احد خبراء علم اسماء الاعلام الجغرافية ( الطوبونيميا ) ''الطوبونيم من ابتكار الانسان ليذكره بحياته و تاريخه''.فهذه المعلومات والدلالات المسترجعة فد تكون بداية لتشكل وعي مستجد لاعادة العلاقة النفعية التاريخية التي ربطت الانسان مع الوسط . مع الاشارة الى ان هذه الحقائق التي كانت مقبورة تم استخراجها بالاعتماد على معاجم امازيغية وكذا دراسات تاريخية و تحقيقات ميدانية فيما يخص الحالة الاولى و الثالثة اما الحالة الثانية فالذاكرة الشعبية كانت سندا كافيا, ولان التعبير المنطوق اصيلي ومحلي المنبع و المنشأ . وهذا, في انتظار ان تنكب الابحاث التاريخية و اللسانية التاريخية لرفع الحجاب و لاستكناه الجذر و الاصل اللغوي و الثقافي لكلمة ئيشاوين , علما ان تضاربا ما يزال يكتنف هذا الجانب, بسبب حداثة الاهتمام بهذا المجال المعرفي و هيمنة الاستعمال الشفوي .

الاعتناء ورعاية هذا التراث الثقافي الحي وإخضاعه لجرد عام ثم دراسته وتثمينه, سيفرز لا محالة الصالح من الطالح, الصحيح و المحرف, الاصيلي والمصطنع المستحدث, اذ ليس غريبا ان يتجاهل و يترك الاستعمال الشعبي و التداول اليومي جانبا '' عين الحمرا '' المستحدثة و يستمر في استعمال التسمية الاصيلة '' تالا تازوكاغت'' او'' ثارا ثزوكاخث'' حسب النطق المحلي, الا في حالة التواصل مع غير المتكلمين بتاريفيت. الشئ الذي يوحي ان لا مناص من اعتماد كتابة الاعلام الجغرافية الاصلية الامازيغية بحروف تيفيناغ الحافظة و المحترمة للجوانب الصوتية و الصرفية و التركيبية و حتى الدلالية للطوبونيم, بجانب الصيغة العربية المترجمة للمعنى والشكل نطقا و كتابة, مع تحاشي اي تشويه كما هو الحال في النازلة التي نحن بصدد مناقشتها.

هذه ملامح اولية لورش كبير ينتظر اذن البحث الاكاديمي و المجتمع المدني في هذه الربوع كما في كل البقاع في المغرب و شمال افريقيا. فهذا المكون الغني الذي لم يحض بعد بالاهتمام المستحق كجزء من التراث الثقافي اللامادي يحتاج الى تظافر طاقات كثيرة و متنوعة. علما ان الهيئات المحلية و الاقليمية والجهوية والوطنية, ان وجدت, فهي المكلفة اداريا و تقنيا بهذا الجانب, وهي ملزمة بتقارير و اقتراحات تهم اشغالها وانجازاتها للسلطات او لللجنة المركزية و المنظمات الدولية المعنية كاليونيسكو, فالمجتمع المدني, و ما خول له الدستور من صلاحيات في اطار السياسة التشاركية, يبقى المعني اكثر بالعناية بهذا المجال لتقييم و تقويم سلوكات سلبية من هذا القبيل ازاء الثقافة والهوية العريقتين. أذ, بالرجوع الى الكلمات/ الاسماء المذكورة اعلاه : تارمصت(1) و ئيشاوين(2) و بويسلي(3) وهي اشكال و اجزاء مميزة لتسميات مجاري مائية, تم تحريف و تعويض احداها ربما لان الصدفة جعلتها قريبة صوتا من اخرى مالوفة بفعل التجاذب, ما سهل تعويضها, وهذا في غياب اي علة معقولة. اما التحفتان اللغويتان الاخريتان, و من حسن الصدف انهما عريقتان, لم تطلهما كثيرا ايادي العبث لانهما, لمناعتهما, لم يحظيا ب ''الاهتمام'' الكافي, لانهما عصيتان على ان يتم اخضاعهما لتاويل ما. حيث ان معجم ابن تونرت في القرن الحادي عشر الميلادي ذكر توصيفا لنبتة تارمصت كما اورد ذلك المستمزغ الهولندي بوكرت,علما ان ملوحة التربة حيث تكاثرها عامة هو كذلك خاصية الموقع . فيما تشير معاجم لمتغيرات امازيغية مختلفة الى ان ئيسلي هو نوع من الصخوراو الاحجار المنبسطة والملساء في نفس الان , حيث لا يخلو منها الوادي المذكور ولا التضاريس المطلة عليه رغم توالي القرون, كما تحتفظ تمازيغت تاريفيت مع متغيرات اخرى بمفهوم الانبساط من خلال اسم النعال : تيسيلا, علاوة على العديد من طوبونيمات قبيلة اجزناية (4) تتشكل من نفس الكلمة . وكل هذا يتلاءم اذن مع التحقيقات الميدانية.

بقدر ما قد يطول الحديث عن اشكال و انواع اخطاء النساخ و الموثقين و الكتاب, وهي كثيرة ومتنوعة, بقدر ما يصعب حصر وتحديد الصعوبات لضبط مواصفات و مهام وتشكيلات اللجن الوطنية المكلفة باسماء الاعلام الجغرافية, و بقدر ما تكون النتائج الكارثية المترتبة عنها جد واردة, ان لم يتم التعامل مع كل هذا بالجدية اللازمة و الانتباه الى ان اختلاف الانظمة الصوتية و الفونيتيكية لللغات تبقى من الاسباب الموضوعية لتشويه و تحريف كلمات عند رسمها بحروف غير اصلية.

على ضوء المعطيات القليلة الواردة في هذه المقالة حول النازلة ''ئيشاوين'' , يمكن ان يستشف ان اسماء الاعلام الجغرافية الامازيغية كتعبير ثقافي لامادي تتطلب ورشا كبيرا لدراستها و صيانتها, ولم لا تثمين نتائجها, وان تحققت فالنتائج قد تكون على شكل ارشيف حي لذاكرة غنية لنوعية علاقة الانسان بالارض, وصفا و معرفة ثم دراسة فاستغلالا, تبرز ثقاقة و هوبة الانسان في الزمان والمكان . وانسجاما مع مقتضيات دستور المملكة و الخطب الملكية و المواثيق الاممية والدولية لم يعد التعويض او الترجمة او التعريب او التحريف مقبولين لتعبير ثقافي من هذا القبيل , تحت طائلة المقاضاة لجبر الضرر, من طرف الافراد والجماعات و المجتمع المدني , اذ يتحتم على المتدخلين في هذا المجال ان يحترموا فصاعدا الكتابة بحرف تيفيناغ, لكي يتم احترام نطق الطوبونيم او اسم العلم الجغرافي الامازيغي صرفا و تركيبا و معنى في مجاله السوسيو- تاريخي و من ثم تثمينه.

ولبلوغ الاهداف ووفقا لمقتضيات السياسة التشاركية , على المجتمع المدني اذن , كقوة اقتراحية تحسيسية, ان يتنظم و يتعبا محليا و على الصعيد الوطني ويعمل على ان تكون تشكيلة الهيئات المكلفة بهذا التراث الوطني متعددة التخصصات و المشارب و المواصفات, مهمتها رصد الواقع واقتراح تصورات للنهوض باوضاع هذا التراث, عن طريق استصدار تشريعات, اوان يبادر, عند الضرورة, بالقيام بتدخلات ميدانية لدى الجهات المعنية.
-اتفاقية صادق عليها المغرب ونشرت بالعدد 6247 من الجريدة الرسمية بتاريخ 14 أبريل 2014 حول حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي,
-محمد حمام, المصطلحات الامازيغية في تاريخ المغرب و حظارته, ايركام, الرباط 2004

هوامش
1)-- في الطوبونيميا الامازيغية قد نعثر على ترمصت ( طرمصط او طامصط نطقا ) او على ارمص وكلتيهما يدللان على نبتة تنمو في اماكن تتميز بندرة المياه و قد تكون تربتها مائلة الى الملوحة او شبه رملية. من ناحية النطق يبدوان التفخيم قد ينتشر الى كل فونيمات كلمة ترمست علما ان تاءي التانيث او التصغير هما اصلا مرققتين.

من ناحية اخرى تجدر الاشارة الى ان معلمات اخرى هي في تعداد ترمصت كاسم مميز ضمن اسم علم جغرافي مركب: تيزي ن ترمصت, اغزار ن ترمصت , دوار ترمصت, تينمل ن ترمصت ...هذه الطوبونيمات تتشاركها قبيلة اجزناية و مكناسة المستعربة.

2)ئيشاوين اسم علم اثني لساكنة استقرت قديما على ضفتي المجرى المائي الذي يحمل نفس الاسم كما تحمله البلدية المستحدثة كذلك لدى العامة رغم ان التسمية المرسمة هي '' اكنول '' و تنطق محليا '' اشنور''. يمكن ان تتداول لفظة تشاويت للدلالة على تانيث المفرد اوشاوي, كما ان ''تشاويت'' هي كذلك تسمية المتغيرة الامازيغية للاوراس.

هناك على الاقل ثلاث محاولات لتحديد اصل كلمة ئيشاوين و هي: رعاة الابقار و الاغنام , صانعو الادوات التقليدية المنزلية , ساكني الاعالي و الجبال.

3) -- '' اسيلي'' او'' اسلي'' موجودة بكثرة في التعابير الطوبونيمية الشمال افريقية نذكرمنها: وادي اسلي , تاسيلي ن ادجر,...وكما هو الحال بقبيلة اجزناية نفسها : مدشر بويسلي حيث يمر نفس الوادي, تيزي اوسلي, اغزار ن تاسليوين و مدشر تاسليوين,,,

وان كانت التوصيفات الواقعية تتفق مع الدلالة المعجمية المشيرة الى احجار ذات شكل منبسط, فان الابعاد الزمكانية, علاوة على التحريف الذي قد يكون طالها, ولدت اشتقاقات همت الصرف والتركيب وكذلك الدلالة...

4) -- قبيلة اجزناين هي الوحيدة الناطقة بتاريفيت, باستثناء ايت يزناسن, التي الحقت بكاملها بمنطقة الحماية الفرنسية, ومن غريب الصدف ان كانت هي التي اربكت حسابات الفرنسيين الذين اطلقوا اسم ''مثلث الموت'' على استراتيجية المعارك التي دارت رحاها فوق ترابها قبيل اعلان الاستقلال. وتعد في وقتنا الراهن , كذلك, الوحيدة التي تم الحاقها الى جهة خارج مجالها الطبيعي الريف اي جهة فاس-مكناس.