رحلوا على متن أول مركب توفر لديهم، طلباً للرزق، أو بحثاً عن حياة أفضل، فتشوا عنها، وربما لم يجدوها، لتبقى الغربة عن الأهل والأصدقاء والأحبة أصعب ما عاشوه.
غادروا البلد، تركوا خلفهم كل شيء وهاجروا، وكأنهم سيعيشون في جنة منتظرة، لكن الحقيقة هي غير ذلك، فلا شيء كان ينتظرهم إلا غربة قاتلة وأكواخا حقيرة، وأعمالا بسيطة متواضعة.
معاناة الآباء والأجداد حاول أن يصورها أبناء وأحفاد المهاجرين، وما الصحفية الشابة (نسرين سهلا) إلا واحدة منهم، إذ تروي في فيلمها الوثائقي رحلة هؤلاء المهاجرين، بعد أن اختارت حكاية جدها الحاج (أمُّوح) لتكون ثمرة بحثها الذي أعدته لنيل دبلومها.
هو فيلم وثائقي اختارت أن يكون جَدّها نموذجا لهؤلاء المهاجرين المغاربة الذين غادروا المغرب في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
سافرت نسرين صحبة زميلتها (آن ألِينك) وزملائها من فريق العمل إلى المغرب وإلى بلدة آيت ملول بميضار، لتسافر بنا عبر الزمن إلى سيتينيات وسبعينيات القرن الماضي، رغم الصعوبات والعراقيل التي تفاجأت بها أثناء طلبها لرخصة التصوير، رغم أن استخراج هذه التصاريح يعد أمرا سهلا كما تؤكده القوانين المعمول بها في هذا المجال.
هذا الفيلم الوثائقي سيعرض قريبا بمدينة اوتريخت الهولندية يومي 16 و17 من شهر يونيو القادم ضمن فعاليات مهرجان : (Het CampusDoc FilmFestival)
وهناك رغبة جادة لعرض الفيلم كذلك في ميضار بعد الصيف إن أُتيحت لهم الظروف وتوفرت لهم إمكانية تحقيق ذلك.
الفيديو: