صادم ما يحدث..لم يعد الصراع اللغوي (الأمازيغية) حاليا قائم على وبأي حرف ستكتب؟ ومن هي الأمازيغية الأجدر بالكتابة؟
عشت في بلدتي الصغيرة أكنول ما يقارب 18 سنة، لم أحاول ولا للحظة طمس هويتي اللغوية، أو عدم التحدث بريفية قبائل اكزناية التي تختلف عن ريفية باقي قبائل الريف.. استخدمتها في البيت في المدرسة مع الأصدقاء، وخارج البلدة ذاتها كنت مصرة منذ رحيل عائلتي عن البلدة لما يزيد عن 12 سنة، أن يبقى نطقي ريفي اكزنايي وإن فرضت القلعية نفسها عليها، لا زلت أستخدم عبارة recdaɣ= توحشت فعلنا neya وليس nega كباقي القبائل لم تؤثر ريفيتي على تعلمي الدارجة المغربية، بل صرت انطقها بشكل صحيح وان تطلب الأمر مني سنين.
لكن هل العربية أو الدارجة معيار للتميز؟ وهل الأمازيغية (ريفية اكزناية) معيار للدونية؟ أكيد لا، تبقى الأمازيغية لغتي الأم واللغة التي ربطتني بوجودي بهذا المكان المقدس، وما أنا عليه اليوم.
هويتي اللغوية وتنوعها هو ما يميزني بانتماء إليها.. وهل في هذا الانتماء عيب؟
صادم ما يحصل أن تجد أباء يطمسون هويتهم اللغوية، بالتحدث مع أطفالهم بالدارجة، ويلقنون على أن الأمازيغية لغة لا فائدة منها، ووجب عليهم التحدث بالعربية لأنها لغة النجاح والغنى.. نجد حاليا أن من يتحدث بين الأطفال الأمازيغية هو الغريب وغير المرحب به في المجموعة، وتطرح عليه تساؤلات "واش مكتهدرش العربية؟"
أظن أن الريفية أصبحت تطمس في البيت والشارع والمدرسة عن وعي من الآباء وعن غير وعي، ظنا منهم أن العربية هي من ستمكن أطفالهم من مناصب عليا، وهل يعلم هؤلاء الآباء أن الأطفال بالمدن الكبرى يتعلمون الفرنسية أو الانجليزية قبل العربية.
أرجو من الآباء والمشرفين على جمعيات المجتمع المدني أن يولوا اهتماما للأمر، لأن ما يحدث صادم، وأن تحدث الأمازيغية والانتماء إلى المنطقة فخر وليس دونية واحتقار أعتقد أنه بعد 20 سنة إذا ما عدت إلى المنطقة، سأجد الأجداد وحدهم من يتحدثون الأمازيغية، كما حدث مع عادات وتقاليد المنطقة التي لم يعد لها وجود في مناسباتنا واعراسنا.