الاثنين، 5 ديسمبر 2022

زيارة استكشافية مرتقبة إلى بعض المواقع التاريخية بملال



في سياق المشروع الكبير الذي تعتزم جمعية مسرح الفوانيس للثقافة والتنمية والإبداع بتعاون مع مؤسسة باحثون للدراسات، الأبحاث، النشر والاستراتيجيات الثقافية ومختبر المجال، التاريخ، الديناميات والتنمية المستديمة بالكلية متعددة التخصصات بتازة.

تنفيذه في إطار تثمين التراث المادي واللا مادي لمدينة تازة، تستهل الجمعية برنامجها العلمي والثقافي بزيارة استكشافية لعدد من المواقع التاريخية يوم السبت 10 دجنبر 2022، الواقعة في ملتقى عدد من القبائل والمجالات الترابية التي توسطها دائرة أكنول، وهي:

"أزرونباكا"، "مسجد ميسرة لمطغري"، "بين لصفوف" و"بلاكوز"، "ضريح سيدي أحمد بن يوسف" بمنطقة ملال، ومواقع للتراث اليهودي بالمنطقة.

يشارك في هذه الرحلة الاستكشافية أعضاء من الجمعية وباحثون وخبراء من مؤسسة باحثون والكلية متعددة التخصصات بتازة، وتهدف الرحلة إلى تعيين هذه المواقع من أجل إنجاز خريطة لأهم المواقع التاريخية وأبعادها الثقافية والاجتماعية والحضارية، وجرد تراثها اللا مادي بشكل علمي يبتغي حفظها من التلاشي والنسيان وإعادة الاعتبار للمدينة من خلال صيانة هذا التراث وتدوين تجلياته الشفهية.

إن الخصوصيات التاريخية والحضارية لإقليم تازة، باعتبارها ممرا تاريخيا بين الشرق والغرب وملتقى عدد من القبائلل وجعلها تحتضن تراثا ماديا يكاد يكون مجهولا، وتراثا لاماديا لم يحظ بالعناية والتثمين، مما يجعل المدينة تفقد رأسمالا رمزيا كبيرا. وبالعودة إلى المواقع التي ستشكل ميدان دراسات استقصائية وبحوث تاريخية تهم محور التراث المادي واللا مادي على حد سواء، نجد أن المدينة موغلة في القدم، ما تزال تحتفظ ببقايا العهود السابقة من العهد الموري، والعصر الوسيط، والعصر الحديث على حد سواء.

ستعرف الرحلة الاستكشافية أيضا تشكيل فريق من الباحثين سيتولون مهمة إنجاز جرد لمختلف التعبيرات الفنية والجمالية المادية واللا مادية، التي يمكن الترافع عنها لإدراجها في التراث الوطني، وفيما بعد في التراث الإنساني في سياق عمل اليونسكو. كما تبتغي الجمعية إصدار كتب ودراسات وإنجاز فيلم وثائقي حول المنطقة تتويجا لهذا المشروع، الذي يبتغي تعميم التجربة على عدد من المناطق المغربية الأخرى، وفقا لطموحها الوطني في تثمين وصيانة التراث المادي واللا مادي في سياق إنجاز وتدبير مشاريع ذات الصلة بالتراث المادي واللا مادي، وعلى رأسها السياحة الثقافية.

جدير بالذكر أن الجمعية قد سبق ونظمت ندوة حول السياحة الثقافية والتنمية، وأعلنت عقبها بلورة مشروعها الاستراتيجي لتثمين التراث المادي واللامادي للمدينة، كما تعتزم تنظيم ندوة علمية حول طقس "يناير" الفلاحي بالمنطقة، باعتبارها من التعبيرات التراثية ذات القيمة في الثقافة المغربية، والتي تكاد توحد كل المكونات الحضارية للمغرب منذ مئات السنين.