من يعيش في اكزناية يدرك يقينا أنها في زنزانة العزلة ويسلم أنها خارج الزمن وقاطرة التنمية مشلولة منذ أمد بعيد رغم تعاقب المسؤولين وتداول الأيام وربما تفاقمت أزماتها و تدهورت اوضاعها حتى أستحالت ردما وركاما وهذا الكلام ليس ادعاءا صرفا فحقائق الواقع تؤكده.
وأن كانت اكزناية تبدو مترامية الأطراف إلا أن بينها وبين تنمية وشائج قربى تتجلى في الخراب العميم الذي حاق ببنيتها التحتية فلا الأرصفة تنفع لمشي الراجلين ولا الطرقات تصلح لسير المركبات والصفة الغالبة هي الحفر والأوحال يضاف لذلك كلاب ضالة تقطع الطريق ليلا وهذه المآسي كلها تتفاقم بمجرد هطول زخات المطر القليلة.
و من لا يعرف اكزناية ويزورها للمرة الأولى في فصل الشتاء يحسب أن زلزالا هز أركانها أو طوفانا جرفها وحولها اطلالا.
اكزناية بحاجة لمخطط تنموي عاجل ينفخ فيها روح الحياة ويرد لمواطنها التفاؤل فاغلبهم يتفق على أن اكزناية منطقة ملعونة يطاردها النجس والنحس إناء الليل وأطراف النهار ومتاعبها باقية على حالها كالسقم المزمن الذي لا يرجو منه شفاء ولا ترتقب عافية.
لا حياة لمن تنادي ولا أمل في أن يحدث التغيير وحري بنا أن نؤكذ أن تغيير هذه الأوضاع مسؤولية يتقاسم أعبائها المسؤولون وألمواطنون على حد سواء، بإخلاص وتجرد أما لعن القبيلة والأكتفاء بالسخط والأحتجاج فلا أظن أنه سيغير من الواقع شيئا ولن يكون بأي حال بوابة التغيير والأصلاح.
وأمام هكذا أحوال
فإننا نستغرب غياب المجتمع المدني عن المشهد رغم أهمية دوره وانغماساته في لجة الزرد والولأئم والتزلف لعلية القوم.
هذا غيض من فيض أشرت إليه على عجل
أخيرا.. وختاما نقول ونؤكذ أن التغيير يتطلب عزائم رجال وليس ثرثرة اجتماعات ومقاهي.
ببساطة اكزناية حال موت سريري والزمن فيها مشلول والأيام هاربة
فهل من أمل؟