هناك على بعد حوالي 100كلم شمالا من مدينة تازة يوجد دوار”إخوانا” الذي ينتمي إلى قبيلة كزناية(ولا حاجة للتذكير هنا إلى أن المنطقة جزء من مثلث الموت الذي أقض مضجع المستعمر الفرنسي).
لا تكاد تذكر المنطقة إلا مقرونة بالزعتر وبعسل الزعتر. هذه النبتة كانت تشكل لوحدها صيدلية لأبناء المنطقة الذين عاشوا هناك بعيدين عن كل وسائل التمريض و الإسعاف.
في السنوات الأخيرة ,وبعد الهجرة الجماعية لسكان “إخوانا”, خلا الجو لبعض التجار الذين يحضرون إلى المنطقة لشراء/سرقة الزعتر . يقع هذا بتواطؤ مع أحد أبناء المنطقة الذي يسهل لهم العملية:يتم تجميع البضاعة في أحد المنازل حتى تحضر سيارة من الحجم الكبير إلى المكان والزمان المتفق عليهما لشحن البضاعة.
يتم بيع الكيلوغرام من الزعتر بحوالي عشرة دراهم من طرف بعض السكان المحليين. قد تكون الحاجة هي التي تدفع هؤلاء إلى مقايضة جهدهم ووقتهم بدريهمات لا تكاد تكفي لتأدية ثمن التنقل إلى سوق الخميس الأسبوعي لشراء كيلوغرام سردين. ذلك أن 18 كلم وهي مسافة الطريق ذهابا وإيابا تكلفهم 50 درهما.أغلب من تبقى هناك يمارسون الفلاحة المعيشية ويكسبون من هذه التجارة دراهم إضافية.
الحصول على كيلوغرام من هذه النبتة(أوراق وزهر فقط)يتطلب وقتا وجهدا. ولكي يقلصوا الجهد والوقت أصبحوا يقتلعون النبتة من جذورها عوض قطفها كما كان عليه الشأن من قبل. عملية الإقتلاع هذه هي جريمة في حق هذه المنطقة والوطن. فبعد سنين قليلة سيختفي الزعتر تماما من إخوانا.
هذا الإستغلال البشع للثروة النباتية يلحق ضررا بالغا بمربي النحل الذين يعدون على أصابع اليد. ذلك أن بعض أبناء الدوار –الذين لا يزالون متشبثين بالأرض- بادروا إلى تربية النحل بشكل فردي ليجدوا مجهوداتهم وأموالهم في مهب الريح بفعل سماسرة الربح السريع.
هل يجري هذا في غفلة من أعين السلطة؟ هل يتم إعدام الغطاء النباتي بإخوانا دون علم مصلحة المياه والغابات بأجدير ؟ أولا يعلم المنتخبون هناك ما يجري على الأرض؟