كان يوما مشهودا بحسب ما وصف به الحاضرون مباراة كروية جمعت بين قدماء اللاعبين بتيزي وسلي ونظرائهم من أكنول، على أرضية ملعب الشهداء الذي تم افتتاحه قبل أيام.
ولم تسفر المباراة عن فوز أي فريق، وبحسب أحد المتحدثين، فالفائز هي الاخوة التي جمعت ابناء اكزناية، والروح الرياضية التي سادت اللقاء على أمل ان تنتقل هذه الروح إلى الاجيال الحاضرة والقادمة، لتمثيل المنطقة في كل المحافل الرياضية المحلية والإقليمية والوطنية.
وعلى أمل ان يحظى شبابنا باهتمام بالغ من أجل توفير كل مقومات النجاح له وكل ما يملأ الفراغ من وقته، ومنعه من الدخول إلى نوادي التدخين والمخدرات التي أهلكت في بلداتنا الحرث والنسل، وتوفير فرص العمل لتجنب سقوطه في مهاوي البؤس المفضية إلى كل ابواب الانحلال.
ولئن كانت هذه الصورة في غاية الحسن والبهاء، فإن ما ينتظره شبابنا هو اكبر من هذا بكثير، وهو ما يستوجب تظافر جهود الجميع لتحقيقه ، مجتمعا مدنيا ومنتخبين و مستثمرين وملاك الأراضي.
أولا يجب على المجتمع المدني ، ان يتجنب الاصطفاف الذي هو ميزة السياسوية المقيتة التي جرت على المنطقة وابلاً من الويلات تلو الويلات منذ فجر الاستقلال ، فكانت النتيجة مغادرة شبابها بالجملة وصلت حد الافراغ .
وعلى المجتمع المدني أن يضع يد بعضه في بعض ، بعيدا عن الاستكبار والاستعلاء والإقصاء ، والأنانية والتغني بشعارات زائفة ، من قبيل ( أنا أولا أحد).
وثانيا يجب التواصل بكل ابناء المنطقة المالكين لرؤوس الاموال ، وللأفكار من أجل استثمارها لإنشاء مشاريع جديدة توفر مناصب شغل للشباب.
وثالثا ، على المجتمع المدني المتحد ان يقوم بدور كبير في تحقيق تقارب بين المنتخبين وملاك الأراضي والسلطات المحلية والإقليمية من أجل إيجاد مخرج لأزمة العقار التي تقف عائقا أمام تحقيق كل الامال ، فلا يمكن الحديث أبدا عن تنمية او استثمار ما لم تفك طلاسم العقار.
رابعا واخيرًا وهو عبارة عن نداء للشباب أن يتوجه إلى التكوين في كل المجالات وان يكون حاملا للمشروع ، وان يكون جاهزا للمساهمة في إنجاح مسلسل التنمية المستدامة التي تتوقف على تظافر جهود الجميع.
وقبل ان اختم مداخلتي هذه وانا أنظر إلى ملعب الشهداء ، أريد أن اذكركم بأنه خلال تواصلي بأحد المستثمرين( الغمارتي محفوظ ) ( أكد انه مستعد لإنشاء معمل للخياطة ، (لكنه اشترط وجود مكان ، ووجود كفاءات ) لان الخياطة تستوجب وجود شباب يملك خبرة في هذ المجال ، ومن هنا نطالب تخصيص دار الشباب او مركز التربية والتكوين بتيزي وسلي إلى فتح باب آلتكوين في الخياطة بتنسيق مع وزارة التعاون الوطني ، والشركات العاملة في هذا الحقل بتازة ، لتوفير الالات والمكونين ، لتسهيل ولوج الاستثمار.
وما قيل عن الخياطة يقال في التكوين في مجال السياحة والفندقة ويقال في سائر القطاعات.
وختاما أوكد لكم انه لا يمكن أن تنطلق نهضة حقيقية بهذه البلدة تيزي وسلي مالم تكن هناك شجاعة جماعية ، وهذه الشجاعة الجماعية هي ما يمكن ان ينجز مشاريع شجاعة ، من قبيل تحويل السوق الأسبوعية من وسط المركز إلى مكان آخر ، واستغلال ارضية السوق القديمة في تجزئة سكنية ستغير من وجه تيزي وسلي ، وستمنحها فرصة الانبعاث من جديد.
تصوير : عبد الفتاح الهاني