بقلم : خديجة امناشن
كلمة المخزن كانت تعني لي شيئا عظيما في طفولتي.الأجيال السابقة كانت لها نظرة مختلفة حول المخزن عن جيل اليوم..المخزن يمثل الحماية و الأمان.و الحبة و البارود من دار المخزن.الخير كله يأتي من المخزن.
هكذا كانت نظرة الأجيال السابقة .كنت أتخيل المخزن رجلا يلبس زيا عسكريا و له دكان كبير يوزع علينا كل ما نحتاجه..كانت له هبة و وقار و لا نستطيع وصفه لأننا كبرنا على احترامه ما يمنعنا أن نتخيل شكله. لمرات عديدة نصحتني والدتي أن أشتغل مع المخزن. الوظيفة الحكومية ..
فهمت عندما كبرت أن المخزن ليس إنسانا يتمثل في شخص ولكنه هيكل حكومي تتحكم فيه الدولة.و كبر فينا الاحترام و بعض الخوف لأنه لا يرحم لمن يتجاوز الخط المرسوم.كان الخوف من إغضابه يساعد على التحكم في الأمور السياسية .
لكن هذا الوطن أنجب خونة أيضا ، طمعوا فيما ليس من حقهم فكان مصيرهم .ناضل الجيل قبلي و جيلي وكانت خرجات و إضرابات تعبيرا عن غضب الشعب من المخزن لكن قوبلت باجراءات صارمة ضد الغاضبين عن الأوضاع السياسية و زُج بأغلبيتهم في سجون بلا عنوان و لا أي اتصال .
ازداد الخوف و كبر فينا و تعلمنا مما عاشه الغاضبون أن لا قوة بعد قوة المخزن و لا أحد يملي عليه خارطة الطريق. بعض ممن عاشوا و خرجوا من السجن إنعزلوا عن الحراك السياسي و اكتفوا بقراءة درويش و أحمد فؤاد نجم.السجن ضريبة قاسية جدا.
و منهم من اختار الصمت و الالتزام بقوانين الدولة مهما كانت قاسية ، اعتبرها أهون من برودة زنزانة و انقطاع اخباره عن أسرته و جوعه و العقاب الجسدي الذي يمارس عليه.
اشتغلت في الميدان الخاص ربحا للمال واختصارا لأي نزاع يمكن أن يحدث لي مع المخزن اذا أخطأت ..بدأت الحياة تتغير و الناس تتحرك ووصل الحراك الى التلفزيون في شعاره الشهير ( التلفزة تتحرك ).
الحراك لأجل لقمة العيش، الحراك من أجل الصحة، الحراك من أجل التعليم ، الحراك من أجل الكرامة، الحراك من أجل حرية التعبير، الحراك من أجل مكافحة الرشوة و أشياء نبيلة تستحق أن يتحرك في سبيلها الناس مهما كانت طبقاتهم الإجتماعية..
الحراك من أجل العدالة الاجتماعية شيء شرعي و مفروض.على كل الشعوب المطالبة بها كحق مكتسب. شباب اليوم تمرد عن كل القيود و كسر كل الجسور التي بنيت في الأجيال السابقة و فقد المخزن هيبته.
خرج الشباب في مناسبات عديدة يندد و يصرخ القهر و الحكرة..أصبح لنا شهداء الحكرة بعدما كان في جيلي ما سموه شهداء “كوميرة”.
شباب اليوم في حراكهم الكثير من الوعي، لا يحرقون و لا يكسرون. ينددون بكل رقي و في خطابهم الكثير من النبل.تضامن الشعب مع هؤلاء الشباب لان في رسالتهم صرخة ضد الظلم و التهميش لدرجة النسيان.
خرج آلاف من الشباب و أبهروا العالم بدقة مطالبهم و تنظيم حراكهم المسالم..في لحظة تمنى الكثيرون ممن لهم غيرة على هذا البلد أن يكون بين ذراعهم يحمون به رجال السلطة من أي تجاوز ..
سيكتب التاريخ عن هؤلاء الشباب و عن التزامهم و اخلاقهم الطيبة حتى و هم يشعرون بخيبة الأمل في من صوتوا لهم..كل هذه الاخلاقيات ليست غريبة عن أبناء هذا الوطن.
فملكنا قدوة لنا و أب نتعلم منه كيف نواجه الصعاب و نمتص غضب الاخر دون السقوط في التجاوزات.فبعض الأحيان الثقة الكبيرة بالنفس تدفع إلى الغرور و المغرور يفقد احترام الآخرين و يسقط في ما لا يحمد عقباه.
فالرسالة وصلت، و تفاعلت معها الجماهير بالإيجاب و سيكون جميلا أن تتوقف الأمور في هذه المرحلة السلمية.فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده..
و خوفنا أن ينقلب السحر على الساحر و يصبح الحراك يخدم هيئات لا علاقة لها بمطالب الشعب بل تصبح فتنة لا قدر الله و يصعب إطفاء حرائقها.
فالحذر واجب و الوعي ضروري في مثل هذه الخرجات. و لتنعم وطني في أمن و سلام.
لكن هذا الوطن أنجب خونة أيضا ، طمعوا فيما ليس من حقهم فكان مصيرهم .ناضل الجيل قبلي و جيلي وكانت خرجات و إضرابات تعبيرا عن غضب الشعب من المخزن لكن قوبلت باجراءات صارمة ضد الغاضبين عن الأوضاع السياسية و زُج بأغلبيتهم في سجون بلا عنوان و لا أي اتصال .
ازداد الخوف و كبر فينا و تعلمنا مما عاشه الغاضبون أن لا قوة بعد قوة المخزن و لا أحد يملي عليه خارطة الطريق. بعض ممن عاشوا و خرجوا من السجن إنعزلوا عن الحراك السياسي و اكتفوا بقراءة درويش و أحمد فؤاد نجم.السجن ضريبة قاسية جدا.
و منهم من اختار الصمت و الالتزام بقوانين الدولة مهما كانت قاسية ، اعتبرها أهون من برودة زنزانة و انقطاع اخباره عن أسرته و جوعه و العقاب الجسدي الذي يمارس عليه.
اشتغلت في الميدان الخاص ربحا للمال واختصارا لأي نزاع يمكن أن يحدث لي مع المخزن اذا أخطأت ..بدأت الحياة تتغير و الناس تتحرك ووصل الحراك الى التلفزيون في شعاره الشهير ( التلفزة تتحرك ).
الحراك لأجل لقمة العيش، الحراك من أجل الصحة، الحراك من أجل التعليم ، الحراك من أجل الكرامة، الحراك من أجل حرية التعبير، الحراك من أجل مكافحة الرشوة و أشياء نبيلة تستحق أن يتحرك في سبيلها الناس مهما كانت طبقاتهم الإجتماعية..
الحراك من أجل العدالة الاجتماعية شيء شرعي و مفروض.على كل الشعوب المطالبة بها كحق مكتسب. شباب اليوم تمرد عن كل القيود و كسر كل الجسور التي بنيت في الأجيال السابقة و فقد المخزن هيبته.
خرج الشباب في مناسبات عديدة يندد و يصرخ القهر و الحكرة..أصبح لنا شهداء الحكرة بعدما كان في جيلي ما سموه شهداء “كوميرة”.
شباب اليوم في حراكهم الكثير من الوعي، لا يحرقون و لا يكسرون. ينددون بكل رقي و في خطابهم الكثير من النبل.تضامن الشعب مع هؤلاء الشباب لان في رسالتهم صرخة ضد الظلم و التهميش لدرجة النسيان.
خرج آلاف من الشباب و أبهروا العالم بدقة مطالبهم و تنظيم حراكهم المسالم..في لحظة تمنى الكثيرون ممن لهم غيرة على هذا البلد أن يكون بين ذراعهم يحمون به رجال السلطة من أي تجاوز ..
سيكتب التاريخ عن هؤلاء الشباب و عن التزامهم و اخلاقهم الطيبة حتى و هم يشعرون بخيبة الأمل في من صوتوا لهم..كل هذه الاخلاقيات ليست غريبة عن أبناء هذا الوطن.
فملكنا قدوة لنا و أب نتعلم منه كيف نواجه الصعاب و نمتص غضب الاخر دون السقوط في التجاوزات.فبعض الأحيان الثقة الكبيرة بالنفس تدفع إلى الغرور و المغرور يفقد احترام الآخرين و يسقط في ما لا يحمد عقباه.
فالرسالة وصلت، و تفاعلت معها الجماهير بالإيجاب و سيكون جميلا أن تتوقف الأمور في هذه المرحلة السلمية.فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده..
و خوفنا أن ينقلب السحر على الساحر و يصبح الحراك يخدم هيئات لا علاقة لها بمطالب الشعب بل تصبح فتنة لا قدر الله و يصعب إطفاء حرائقها.
فالحذر واجب و الوعي ضروري في مثل هذه الخرجات. و لتنعم وطني في أمن و سلام.