بعد أيام من الإحتفال بذكرى تقديم وثيقة المطالبة باستقلال المغرب الجديد و على بعد أمتار من مقبرة الشهداء بأجدير بالتحديد، أفاق المواطنون على فاجعة.
17 يناير 2023 يوم الإمتحان الموحد المحلي لنيل شهادة الدروس الإبتدائية.
ودّعت الأم فجر ذات اليوم إبنتها الصغيرة و دَعت لها بالتوفيق و النجاح و هي لا تدري أنه الوداع الأخير. لم تكن تعلم الأم المكلومة أنّها ستتلقى بعد ساعات الخبر الصاعقة: وفاة فلذة كبدها أمام البوابة المغلقة للمركز الإستشفائي بأجدير.
وعكة صحية عابرة، ناتجة ربما عن توتر يوم الإمتحان، قادت دنيا إلى المركز الصحّي الوحيد و الأوحد بالبلدة لتجد أبوابه موصدة.
إنتظرت الذي يأتي أو لا يأتي لتفيض روحها و تلتحق بالرفيق الأعلى مختلفة جرحا عميقا في العائلة و في سكان أجدير و ما حول أجدير.
لكل واحد أن يتخيل الرعب الذي ينتاب كل إنسان في مناطق هامش الهامش المنسي و هو يفكر في أنه قد يتعرض لنفس الموقف.
لم يُكتب لدنيا أن تحيا لتحقق أحلامها و أحلام الأم و الجدة و الخالة و العمة و الجارة. لم يُكتب لها أن تحقق حلم كل اجزنائيات المناطق النائية اللواتي حُرمن من حق في التمدرس و من فرصة الحصول على وظيفة للإنعتاق من براثن الفقر و شظف العيش. رحلت دنيا فوُئد أمل صباح الثلاثاء 17 يناير 2023.
من وأد الحلم، الغائب أم من يتستر على الغائب أم من لا يراقب؟
أمام هول المصيبة، يبقى على الجهات الوصية فتح تحقيق و معاقبة كل من ثبت في حقه التقصير كي لا تلقى مستقبلا صديقات دنيا و عوائلهن، بمختلف دواوير أجدير نفس المصير.
صبرا آل دنيا.. أجاركم الله في مصيبتكم و أحسن عزاءكم.
هامش: و أنا أكتب ما تقرؤون أخبرني من أثق به أن المرحومة نُقلت إلى تازة من أجل التشريح و أنه في حالات سابقة كان الذهاب بالمجان بينما يتكفل أهل الميت بإرجاع الجثة إلى أجدير على نفقتهم.
إن وقع هذا الأمر هذه المرة فستكون المصيبة مصيبتان.