بقلم : عبد الحميد أمين
يصادف يوم 2 أكتوبر 2017، الذكرى الثانية والستين لانطلاق العمليات العسكرية لجيش التحرير المغربي بمنطقة الريف، وتحديدا في (أكنول- تيزي وسلي- بورد)، بقيادة عباس المسعدي، الذي سيتم اغتياله في ظروف ملتبسة يوم 27 يونيه 1956.
لم يكن هدف جيش التحرير الوطني المغربي تحرير المغرب من قبضة الاستعمار الفرنسي والإسباني فقط، وإنما تحرير المغرب الكبير بكامله، وذلك بتعاون مع حركات المقاومة في الجزائر وتونس.
وقد شكلت عمليات جيش التحرير المغربي قفزة نوعية في الكفاح الوطني المسلح ضد المستعمر الفرنسي بالخصوص، والذي جسدته آنذاك العمليات الفدائية للمنظمة السرية المرتبطة بحزب الاستقلال والهلال الأسود الذي كان تحت تأثير الحزب الشيوعي المغربي وحزب الشورى والاستقلال وعناصر غير منتمية.
لقد أفزع انطلاق عمليات جيش التحرير بمنطقة الريف بالخصوص، وبتزامن مع عمليات جيش التحرير الوطني الجزائري، المستعمر الفرنسي الذي بدأ يفكر في التخلص من ثقل "حمايته"؛ وهو ما سرع بإرجاع محمد الخامس من منفاه بمدغشقر في 16 نونبر 1955، وإلغاء معاهدة الحماية في 2 مارس 1956، ومنح المغرب استقلالا شكليا.
والسؤال الذي يراودني اليوم، بمناسبة ذكرى انطلاق العمليات العسكرية لجيش التحرير المغربي بمنطقة الريف: لماذا كل هذا التواطؤ على طمس هذا الحدث العظيم في تاريخ شعبنا المقاوم، خاصة أنه يدخل ضمن تاريخ المغرب الكبير، وتاريخ المغرب، وكذا تاريخ منطقة الريف التي تعيش، منذ 28 أكتوبر 2016 تاريخ استشهاد محسن فكري بالحسيمة، حراكا شعبيا غير مسبوق وذا طبيعة ثورية؟